«الأيام» تحصد نتائج زراعة صنف جديد من القمح (باسيود 1)

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
إنها ليست المرة الأولى التي يستنبط فيها مزارع محلي خبير زراعة أصناف جديدة من المحاصيل الغذائية ذات الإنتاج الوفير مستلهماً أساليب الخبرة التقليدية المتراكمة إلى جانب الخصائص العلمية، إنه المزارع هود عاشور باسيود الذي سبق لنا في «الأيام» اكتشاف نجاحه في زراعة نبات بري يدعى محليا بالحيدران وعلمياً برهيفيا Boerhaviae Legance وتم تسجيله دولياً باعتباره لأول مرة يزرع حقلياً إذ إن هذا المحصول يزرع في البراري وقمم الجبال تلقائياً بعد الأمطار ومنتوجه يدخل في صناعة الحلويات ووجبة العصيد بحضرموت.

هذه المرة نجح باسيود في زراعة صنف جديد من القمح ولنجاحه أطلق على هذا الصنف (باسيود1 Basewed1) إذ إن هناك وثيقة من الإدارة العامة للإنتاج النباتي بوزارة الزراعة والري - لجنة تسجيل واعتماد الأصناف -ذكرت البيانات التفصيلية فيها أنه صنف سيتم إطلاقه سمي (باسيود1)، فترة الاختبار سنتان، تمَّ اختباره بوادي حضرموت وأنه يتميز بإنتاجية عالية يقاوم الجفاف وارتفاع الحرارة والملوحة.

كيف جاءت الفكرة؟

يقول المزارع هود باسيود الذي أحب أن تكون «الأيام» الوسيلة الوحيدة التي تطلع على نجاح تجربته ودخول قمح ذي نوعية جديدة واسم جديد في اليمن: «حكاية هذا القمح أنني كنت وأحد الأصدقاء منذ فترة نتجاذب أطراف الحديث حول المحاصيل وأنواعها وبذورها واختلاف ألوانها وبعد زمن سافر صديقنا إلى الهند ويبدو أنه تذكر حديثنا -وجزاه الله خيرا- اتصل بي تلفونيا وقال: إذا لكم شيء، فقلنا له:إذا هناك شيء غريب ممكن إرساله، فقال إنه شاهد طعاماً غريباً أمامه ليس بدجر ولا بقمح فسأل البائع ما هذا؟ فأجابه بأن هذا قمح فأخذ صاحبنا منه نصف كيلو، وعند وصوله إلى سيئون أعطانا هذه الكمية».

ويستطرد باسيود:«بدأت بزراعة هذه الحبوب بتاريخ 2006/10/28م ونبت منه شيء يسير، وبدأت بمراقبة خصائصه ومميزاته بدقة فظهرت لي علامات جديدة حافظت عليها باهتمام وراقبت النمو كتجربة أولية وعلى بنتة واحدة، وكرست جهدي وخبرتي بالتوافق مع البيئة هنا والري والتربة وحمايتها من الطيور، وزارنا العديد من المهندسين الزراعين مستغربين للعناية التي نوليها هذه الشجرة أو النبتة، ظهرت لي النتائج فبدأت لها فروع 15 فرع ، وأضحى اللون أخضر داكن مصحوب مع بياض شمعي وهذا البياض يعتبر مهماً للزراعة لأنه يقي المزروعات وتحديداً هذه النبتة من الأمراض، ثم أصبح الطول للشجرة أو السنبلة 3 فوت، وظهر لي أن لون السنابل عند النضج يميل إلى البياض، وهكذا وبعد تجارب عديدة وفترة زمنية طويلة ثبت لنا النجاح».

كنا في «الأيام» قد زرنا المزارع باسيود في يونيو 2005م لتكون شهادتنا الأولى عن محصوله الناجح (الحيدوان) في مزرعته المتواضعة شمالي مطار سيئون التي لا تزيد عن 5 فدان، استطاع أن يحولها محطة تجارب. (راجع «الأيام» عدد 12 يونيو 2005م ص7 )وعن التجربة الجديدة يواصل حديثه عن القمح بقوله:«داخل السنبلة ظهر أولا من 70-50 حبة بحجم كبير ولون يميل إلى الإصفرار وإلى السمرة، عموماً نجحت زراعته وبعد حصاده عملت على تجربته كطعام مقارنة مع أصناف أخرى من القمح، فبرزت لنا فوارق واختلافات وشهد على ذلك كثير من المختصين مما شجعنا على الاستمرار وتربية هذا الصنف من القمح وتطويره، وبدأت مزارع كثيرة تطلب بذوره وبدأت زراعته وأطلق عليه اسمي (باسيود1).

نجاح هذا الصنف بمزرعة باسيود حث كثيراً من ملاك المزارع والمزارعين والمؤسسات الزراعية من بينها (مؤسسة الخدمات الزراعية) أن يحذوا حذوه ، حيث يقول م.سقاف حسن السقاف من مؤسسة الخدمات سيئون وادي حضرموت:«بناء على حاجة المؤسسة لبذور القمح ورغبة الأخ هود باسيود في زراعة صنف باسيود1، تمَّ الآتي: بدأت زراعة الصنف من 11/21 وحتى 2007/12/12م على مساحة إجمالية 9.5 فدان، بدأ الإنبات في 11/25، وكانت عالية بالرغم من تعرض المحصول لهجوم أسراب كبيرة من طيور العول، وقمنا بزراعة هذا الصنف تحت نظامين من الري كالري الحواضي والري بالرش وفي كلا الحالتين كان النمو جيداً، وبدأ التنوع بعد حوالي 25 يوماً من الإنبات وكان عدد التفرعات من 17-4 ويتوقع أن يرتفع هذا العدد».

ويؤكد أحمد إبراهيم باحميد مدير عام مؤسسة الخدمات الزراعية «أن هذا الصنف أثبت نجاحه وجودته، وبدأنا بزراعته في المزرعة التابعة للمؤسسة ومؤشراته أكثر من عالية وازداد الطلب على بذوره».

يقول المزارع باسيود إن كثيراً من الناس طلبوا زراعته وبالفعل زرعوه في العام الذي انقضى أي من 2008-2007م ، وسيتم حصاده. والمواقع التي زرع بها هذا الصنف من القمح (باسيود1) هي: مزرعة الخدمات الزراعية بمنطقة المشهد، مزرعة العطاس، مزرعة عبدالخالق باحشوان بالمخينيق، وكذا مزارع في السويري وسيئون وبريمة والعرض الشرقي وتاربة ووادي بن علي.

وعودة لبيانات وزارة الزراعة التي أسمت هذا الصنف (باسيود1) تقول إنه عالي الإنتاجية ومقاوم للأصداء والمن وأن موعد زراعته هو النصف الثاني من نوفمبر وأن موعد حصاده بداية مارس وأن هذا الصنف (باسيود1) هو لصناعة الخبز ويستخدم أجزاء منه (التبن) كالعادة لغرض البناء.

الاختصاصيون والمهندسون الزراعيون أكدوا أيضا أن جودة الإنتاجية أعطت خبزاً رطباً ولذيذاً.

باسيود في وادي حضرموت ومأرب

أوصت جهات الاختصاص بزراعة صنف القمح باسيود1 في وادي حضرموت ومحافظة مأرب.

«الأيام» تضع أمام الجهات الرسمية بالمحافظة وعلى مستوى الدولة الاهتمام بالمزارع هود باسيود الذي أضاف صنفاً جديداً إلى أصناف القمح المنتج بالمنطقة ، واستطاع بخبرته وحبه للوطن أن يساهم في تأمين أمن غذائي، وأثبت باسيود المزارع أن يستنبط محاصيل جديدة صالحة للاستهلاك وفقاً للبيئة وبجودة ووفرة في الإنتاج وربما بكلفة قليلة.. فأمثال هؤلاء المزراعين يستحقون الاهتمام والتشجيع والدعم المباشر، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى