موقف الشريعة الإسلامية من قتل السياح

> «الأيام» حسن مكدل اليافعي:

> من دون أدنى شك أن الشريعة الإسلامية السمحاء حفظت حقوق كثيرة للمسلم، وبنفس الوقت دعت المسلمين إلى عدم الاكتراث والوقوع بحقوق الآخرين. وفي سطوري هذه أتناول أمرا غير مألوف يرتكبه الخارجون عن الدين وعن منهج السلف الصالح (رضوان الله عليهم أجمعين)، إذا كان المرتكبون لجريمة قتل السياح في البلاد على مر السنين وآخرها الجريمة بحق السياح البلجيك، ينتمون للإسلام فعملهم مخالف لنصوص الشريعة الإسلامية، ومخالف لولي أمر البلاد، على اعتبار أن السياح لم يأتوا إلى البلاد إلا بطرق شرعية، ولهذا لا يجوز مساسهم بسوء، لأنهم جاءوا بطريقة قانونية من القنصليات اليمنية ببلدانهم، وبالتالي محاربتهم جريمة يستحق مرتكبها العقاب عليها، ومن يتعرض لهم بالسوء فقد وقع في كبيرة من كبائر الذنوب. ذكر صاحب كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر) أن قتل المعاهد من كبائر الذنوب. وروى الإمام البخاري وغيره من حديث عبدالله أن النبي عليه الصلاة والسلام في معنى قوله: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما».

وعن أبي بكرة مرفوعا يقول الصادق المصدوق بإبي هو وأمي: «من قتل نفسا معاهدا بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها» رواه احمد والنسائي وصححه الألباني.

بهذه الأحاديث وأمثالها من لسان من لا ينطق عن الهوى يتضح جليا وبما لايدع مجالا للشك من أن المعاهد قتله محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، ولكن هناك أهل هوى يقعون بما لايؤمرون به ويجندون أنفسهم للوقوع في المنكرات العظام، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا عاهده الكفار أعطاهم الأمن والأمان، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، فالحق واضح وضوح الشمس في كبد النهار من أن قتل السياح المعاهدين جريمة نكراء مخالفة لمنهج السلف والخلف.

لهذا أوجه نصيحتي عبر هذا المنبر لمثل هؤلاء أن يتوبوا ويعودوا عن غيهم، وأن يطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر على فهم السلف لأنهم بخلاف ذلك يعرضون أنفسهم للخزي والعار في الدنيا والآخرة، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.. والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى