تصاعد الاتهامات بين الاكثرية والمعارضة في لبنان بالسعي لاثارة الفتنة

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

>
قبل ثلاثة ايام من ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين الاكثرية النيابية والمعارضة بالسعي لاغراق لبنان في الفتنة وصولا الى الحرب الاهلية، فيما سجل مزيد من الحوادث الامنية على خلفية الاحتقان السياسي.

وتزامن التصعيد مع حملة الاكثرية الواسعة لحشد المناصرين وحثهم على المشاركة في هذه الذكرى التي ستقام في ساحة الشهداء في وسط بيروت الخميس.

وفي اطار حملة التعبئة هذه، قال النائب سعد الحريري، ابرز اقطاب الاكثرية ونجل رفيق الحريري، خلال استقباله وفودا شعبية أمس الإثنين، ان "كل ما تسمعونه من تهديدات وتهويلات واتهامات ضدنا من المعارضة لا قيمة له، ولن يخيفنا ابدا".

واضاف، بحسب الكلام الذي وزعه مكتبه الاعلامي، "اننا لا نسعى وراء اي نوع من الفتنة (..) بعض المعارضة يسعى وراء هذه الفتنة ويروج لها باستمرار منذ انسحاب جيش الوصاية السوري من لبنان"، متابعا "كان لا بد من ان نقف ونضع حدا لتحريضهم".

وكان التصعيد بلغ اوجه أمس الأول على لسان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (من الاكثرية) الذي قال متوجها الى قوى المعارضة "تريدون الفوضى اهلا وسهلا بالفوضى. تريدون الحرب اهلا وسهلا بالحرب"، مضيفا "في 14 شباط/فبراير (الخميس) يكون لبنان ام لا يكون، ام يبقى مرهونا لايران وسوريا".

وقال النائب سمير فرنجية من الاكثرية الاثنين لوكالة فرانس برس "تمادى الفريق السوري الايراني الى اقصى حد. خلال سنتين لم تتوقف الاغتيالات والتهديدات والتخوين الذي توسع مؤخرا ليطال الجيش اللبناني والبطريرك الماروني نصر الله صفير".

واضاف "صرخة جنبلاط والحريري تعني كفى استخداما لهذا الاسلوب من جانب المعارضة. امام هذه الهجمة المستمرة والوقحة كان لا بد من صرخة كفى".

واعتبر ان "قوى 14 اذار تاخرت جدا باطلاقها حتى كاد انصارها يكفرون بها فكان لا بد من قول كفى بقوة".

في المقابل، راى نواف موسوي، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله، احد اركان المعارضة، ان تصعيد الاكثرية يعيد الى الاذهان مشاهد الحرب الاهلية (1975-1990).

وقال لفرانس برس "اللبنانيون على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم لا يرغبون بتكرار مشاهد الحرب الاهلية التي اعادتها الى الاذهان التصريحات النارية الخارجة عن كل مألوف".

واعتبر ان كلام جنبلاط "ليس قراءة سياسية بل تهريج". واضاف "انصحه بترك العمل السياسي والانصراف الى التهريج الذي يتقنه جيدا".

وقال النائب ميشال عون، احد اقطاب المعارضة، في مؤتمر صحافي ان "الخطاب التحريضي" للاكثرية "يمكن في اي لحظة ان يحدث اشتباكات وحصلت اشتباكات".

وتساءل "14 شباط/فبراير هي لاحياء ذكرى الحريري ام مناسبة للمواجهة؟ هل يدعون الناس الى التأمل في معنى الشهادة ام الى مجزرة؟".

واشار الى اخبار "تصلنا اصداؤها من عواصم خارجية عن صدامات والجهوزية لحرب اهلية"، معتبرا ان "التجمعات الكبيرة يمكن ان تصبح مؤاتية لمن يريد ان يعمل فتنة"، محملا "زعماء الموالاة المسؤولية".

واستمرت التعبئة في صفوف قوى 14 آذار من اجل المشاركة في ذكرى 14 شباط/فبراير، تاريخ اغتيال الحريري و22 شخصا آخرين، في عملية تفجير.

وفي هذا الاطار، عقد الاثنين كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والرئيس السابق امين الجميل مؤتمرا صحافيا لدعوة انصارهما الى المشاركة في التجمع.

وقال جعجع ان خيار الاكثرية "الوحيد هو السلم الاهلي والدولة"، معتبرا "ان استراتيجية المعارضة وسوريا هي تيئيس الشعب لاخضاعه".

وقال الجميل "نعرف تماما ان الارض مستباحة اليوم، فالمربعات الامنية الخارجة تماما عن سلطة الدولة والتي اقامت لنفسها سيادة ذاتية على حساب سيادة الدولة اللبنانية، مربعات ممنوعة على السلطة وعلى الدولة وقواها الامنية، تشكل اكبر تحد للدولة ولسلطتها"، في اشارة الى مناطق نفوذ حزب الله.

وجابت العاصمة سيارات بمكبرات للصوت تطلب من المواطنين المشاركة في التجمع الخميس وتبث اناشيد حماسية واغاني وطنية.

وبعد الحوادث الامنية التي سجلت ليل أمس الأول، وبينها اطلاق نار على مقربة من مقر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، احد اركان المعارضة، في بيروت، واشتباك بين عناصر من الحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة النائب السابق الدرزي طلال ارسلان (معارضة) والحزب الاشتراكي برئاسة جنبلاط، تسبب باصابة شخصين بجروح، في عاليه (شرق العاصمة)، اصدر وزير الدفاع الياس المر قرارا بتجميد رخص حمل السلاح.

ويسري هذا القرار على "كافة الاراضي اللبنانية اعتبارا من 13 شباط/فبراير الساعة 24:00 (22:00 ت غ) حتى 15 شباط/فبراير الساعة 24:00.

من جهة ثانية، اصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيانا اشارت فيه الى ان اطلاق النار "ابتهاجا في المناسبات السياسية وغيرها او بهدف التهديد والاستفزاز (...) مخالفة واضحة للقانون وسلوك خاطىء قد يسهم في زعزعة السلم الاهلي".

ودعت قيادة الجيش "المواطنين الى ضبط النفس والتزام الانظمة والقوانين".

وترافقت اطلالة اعلامية مساء السبت للحريري مع اطلاق رصاص ابتهاجا في العاصمة والشمال خصوصا، كما درج انصار الامين العام لحزب الله حسن نصرالله على اطلاق النار لدى ظهوره عبر وسائل الاعلام المرئية,وغالبا ما يتسبب الرصاص الطائش باصابات واضرار. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى