جماهير برشلونة .. ورونالدينهو

> «الأيام الرياضي» وليد عبدالله معرج:

> فتحتم الشبابيك، وأصغيتم بأسماعكم كثيرا عندما أقبل الساحر من بورتو اليجري، محملا بما لايخطر على بال من الحيل والأحاييل .. فتحتم الشبابيك لهواء أكثر نقاء وصباح أعذب إشراقا، فقلتم ما بعد اليوم قبلة للكرة إلا قدما ذلك المسمى «رونالدينهو»، لأول مرة وربما منذ فوز رونالدو بلقب أفضل لاعب في العالم عام 1996م، عندما كان يلعب لبرشلونة لم يأت لاعب تتفق عليه جميع الآراء على اختلاف المشارب والأعراق كما اتفقت على رونالدينهو موسم 2005-2004م تحديدا .. فالفتى البرازيلي ذو الشعر الغجري لم يترك للبقية إلا فتات الأصوات، ولم يشفع لجيرارد الفوز ببطولة أوروبا، ولا للامبارد التألق مع ناديه تشيلسي، فرونالدينهو للكرة أضحى ببساطة كبيتهوفن، وموتزارت للموسيقى، وكومبرانت وليوناردو دافنشي للفن، بل كالماء والهواء والنور .

ويكفيه أنه أعاد إحياء الكرة الساحرة بعد سنين من سيطرة أصحاب العضلات المفتولة واللياقة البدنية العالية، يكفيه أن جماهير ريال مدريد قد وقفت مصفقة له عن بكرة أبيها في معقلها بسنتياغو برنابيو بعد تسجيله الهدف الثالث في مرمى فريقها بتلك الطريقة المذهلة .. يكفيه أنه أتعب دفاعات الريال ورقصهم، ورقصت الجماهير والكاميرات والدنيا معها، يكفيه أن جماهير الريال صفقت له وللمرة الثانية في تاريخها، بعد أن كانت الأولى لأعجوبة أخرى تدعى دييجو آرماندو مارادونا، ولئن كان مارادونا ربما أفضل وأروع من وطأ الملاعب في القرن العشرين -مع احترامي لبيليه وزيكو وغارنيشيا- فإن القرن قد ختم مبكرا برونالدينهو، فلايمكن أن نتصور أحدا يستطيع الإتيان ببعض لمساته الخارقة للعادة، والتي دعت إحداها بزين الدين زيدان لأن يقول :«إن حركة رونالدينهو مستحيلة، لأنها تعارض مبادئ الفيزياء)، يكفيه أننا كنا نتمنى أن كل يوم هو (السبت)، وكل مباراة هي لبرشلونة، وأن كل كرة لاتمرر إلا له حتى يفرح الأطفال البؤساء وتكثر الآهات، يكفيه أن جماهير تشيلسي لازالت تتذكر هدفه الأسطوري من الوضع واقفا، عندما رقص بقدم واحدة على الكرة، قبل أن يرسلها كالقذيفة في المقص لتجعل الحكم الإيطالي كولينا يحك صلعته مرارا غير مصدق لما حدث، ولربما لوكان القانون منصفا أكثر لتم اعتبار ذلك الهدف بأهداف تشيلسي طيلة تاريخه .

لا أبالغ في مديح رونالدينهو، فمستقبل الكرة الاستعراضية قد وقع على عاتقه لوحده.. ولجماهير برشلونة نقول: إن رونالدينهو يمر بحالة نفسية قد مرت على نجوم من قبله، ولكنه سيعود وتعود المتعة معه، فلاتهملوا الساحر ولاتقصروا في مجهوده، لأنه الأفضل لبرشلونة على مر العصور .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى