كوسوفو المستقل سيضع الاتحاد الاوروبي امام اختبار صعب

> بروكسل «الأيام» ياسين فوريستييه:

>
ستمثل ادارة كوسوفو المستقل، آخر حلقة في تفكك يوغسلافيا السابقة، اختبارا كبيرا لمصداقية الاتحاد الاوروبي وطموحه في اعتماد سياسة خارجية مشتركة على الساحة الدولية.

والتحديات القائمة كثيرة امام الاتحاد الاوروبي ومنها واجب دعم هذه الدولة الجديدة في البلقان والانقسامات القائمة بين اعضائه بشأن الاعتراف بالاستقلالها والتوتر القائم مع روسيا وصربيا.

وقال دانييل كورسكي المحلل في مركز البحوث الاوروبية (كاونسل اون فورين ريلايشن) “اذا لم يكن الاتحاد الاوروبي قادرا على ادارة بلد صغير (مثل كوسوفو) يقع في حديقته الخلفية، فلن يكون بإمكانه ان يصبح العامل المؤثر كما يريد” في الساحة الدولية.

ويجهد القادة الاوروبيون منذ اشهر من اجل تذليل خلافاتهم مع ارتسام افق الاعلان عن استقلال اقليم كوسوفو ذي الغالبية الالبانية عن صربيا الذي قد يتم الاحد.

ويعود لكل دولة عضو امر الاعتراف بالدولة الجديدة وتقرير متى تفعل ذلك حيث لا يملك الاتحاد الاوروبي صلاحيات القيام بذلك.

ويتوقع ان تكون الدول الاوروبية الكبرى (المانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا) ضمن الدول الاولى، وعلى الارجح بشكل متزامن مع الولايات المتحدة، التي ستعترف باستقلال كوسوفو وينتظر ان تجذب هذه الدول خلفها تدريجيا اغلب الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.

والامر يبدو اكثر تعقيدا بالنسبة لست دول تخشى ان يؤدي الاعتراف باستقلال كوسوفو الى ايجاد سابقة خطرة بالنسبة لمناطق انفصالية اخرى في اوروبا او تعترض على شرعية انفصال اراضي تديرها الامم المتحدة منذ نهاية النزاع المسلح بين صربيا في عهد سلوبودان ميليشوفيتش والكوسوفيين.

وهذه الدول هي اسبانيا، التي تشهد انتخابات تشريعية في 9 مارس وتواجه حكومتها حركات انفصالية باسكية وكاتالانية، واليونان وبلغاريا وسلوفاكيا ورومانيا وخصوصا قبرص التي قد لا تعترف ابدا بكوسوفو.

ومع ذلك نجح الاتحاد الاوروبي في الحفاظ على نوع من التناغم في الموقف رغم التحذيرات المكررة لروسيا من عواقب الانفصال على اوروبا.

ورأى الان ديليتروز الخبير الدولي في فريق الازمات الدولية “ان الموقف الحازم جدا لروسيا الذي يستهدف بوضوح ابقاء اوروبا مقسمة الى اقصى حد ممكن، لم يكن مؤثرا”.

كما سيكون على الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع منح موافقته على نشر مهمة اوروبية في كوسوفو عهد اليها بتأطير الخطوات الاولى للاقليم نحو الاستقلال من خلال الحلول محل الامم المتحدة التي تدير كوسوفو منذ 1999.ويبدأ اثر ذلك القسم الاصعب بالنسبة للاتحاد الاوروبي وهو تأمين حيوية اقتصاد دولة مستقلة صغيرة تعتمد كليا، لتأمين بقائها، على الاستثمارات والمساعدات الاجنبية.

وقال رئيس حكومة اوروبية طلب عدم كشف هويته “سنبقى هنا لعقد من الزمان”.

وكان وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت الوسيط النشط في قضايا البلقان في تسعينات القرن الماضي قال في ديسمبر “سيتعين علينا حل قضايا كبيرة مثل البطالة والفساد”.

كما ان ادارة العلاقات السياسية مع صربيا المجاورة التي يهدد قوميوها المتشددون بالتحول عن الاتحاد الاوروبي والتوجه الى روسيا، تبدو بالغة الدقة.

وقال فاسيليس مارغاراس الخبير في مركز الدراسات السياسية الاوروبية انه “من خلال ترك كوسوفو (ينفصل) يمكن ان تضحوا بصربيا” التي تقوم بدور هام في استقرار المنطقة.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى