قصة الاسطورة البرتغالية «لويس فيجو»

> عواصم «الايام الرياضي» وكالات:

>
هو لاعب حديث في الانتر، لكن تاريخه على المستوى العالمي و إبداعاته مع الانتر دفعني إلى أن أسطر لكم هذا الموضوع عن لاعب من وجهة نظري يعد من أفضل اللاعبين الذين مروا على تاريخ الجبهة اليمنى في الملاعب الاوربية و العالمية والآن أترككم مع الموضوع ورحلة الإبداع مع الملك صاحب القميص رقم 7.

ملك من البرتغال نثر سحره في بلاد الاسبان ليطال بلاد الطليان لـويس فيليب ماديرا كاييرو الشهير بـ (لـويـس فـيـغـو) واحد من أفضل من عرفتهم ملاعب كرة القدم الاوروبية والعالمية ، فهو الجناح الطائر ولاعب الوسط لفريق انتر ميلان العريق ، وهو كذلك نجم المنتخب البرتغالي ( برازيل أوروبا )، الذي دافع عن ألوان أربع فرق وهي: لشبونه , برشلونه , ريال مدريد , وانتر ميلان .. وبحق هو كما قلنا أفضل اللاعبين الذين مروا على هذه الفرق الاربع فهو نجم من طراز رفيع المستوى يهوى اللعب في الجبهة اليمنى للملعب التي أصبح ملكها والتي ما زالت تقدم لنا نجوما أمثال : فيجو و خافير زانيتي و كافو و بيكهام والعديد من النجوم الذين يطول ذكرهم ،ففيجو بحق حفر اسمه في سماء الكرة العالمية و عشاق الفرق التي لعب لها بأحرف من ذهب بغض النظر عن عشاق البرشا الذين يلقبونه بالخائن ،وإن كانت هذه الجماهير لن تنسى أبدا ما قدمه لويس فيجو لها ذات يوم .

ولـد لويس فـيـغـو في حي المادا وهي منطقة عمالية تقع ضمن أحياء العاصمة لشبونة وبدأ مداعبة الكرة وعمره ثماني سنوات ضمن فريق ( أوس باستيهاس ) أحد فرق الاحياء هناك ، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره انضم إلـى أشـبال نادي سبورتنج لشبونة وأظـهر تفوقـاً واضـحاً عـلى جمـيع أقـرانـه بالفـريق منذ اليوم الأول ، ويذكر ذلك مدربـه آنـذاك كارلوس كيروز قـائـلاً:«بالرغم من أن عمره كان 11 عاما إلا أنه كان أفضل بكثير من جميع زملائه تحت 16 سنة،وقد صـقلت مـوهبة لويس فيغو داخل نادي سبورتنج لشبونة واختير ضمن منتخب البرتغال للناشئين الذي كان يستعد لبطولة العالم حينذاك ، وفي تلك البطولة بدأت الأضواء تتجه إلى ذلك الشبل الموهوب الذي تفجرت موهبته فيما بعد ، وتكلمت عنه بصراحة خارج الأوساط الكروية البرتغالية وذلك عندما حل مع منتخب بلاده في المركز الثالث لهذه البطولة سنة 1989 باسكـتلـندا.

ومن ثم ارتفع نجم فيغو أكثر فأكثر عندما أحرز مع البرتغال كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً والتي أقيمت على الاراضي البرتغالية وانبهر الجمهور خلال تلك البطولة بالمستوى الرائع الذي ظهر به فيغو ، الذي شكل مع روي كوستا ثنائياً خطيراً بمنطقة الوسط البرتغالية، والتي انطلقت منها كل الهجمات البرتغالية المُـؤثـرة !

لويس فيجو وبداية الظهور في الملاعب البرتغالية

كان أول ظهور لفيغـو في الدوري البرتغالي سنة 1989 ولعب أول مباراة مع سبورتنغ وعمره 17 عاماً وفي تلك الفترة حصد كذلك مع منتخب بلاده كأس العالم للناشئين بالسعودية .. إلا أن جماهير سبورتنج لم تعتد على رؤية فيغـو إلا في موسم 1991 - 1992 بعدما أصبح لاعباً أساسياً في الفريق وذلك بعد الـتألـق الكبير له في كأس العالم للناشئين بالبرتغال .

وفي زمن قصير جداً وقياسي أصبح فيـغـو أحـد أهـم لاعبي الفريق ، بـل وحمـل شـارة الـكابتن خلال موسم 1994 - 1995 ولمدة موسم واحد فقط حيث شهد ذلك الموسم انطلاقة قوية لفيغـو بالدوري المحلي حيث قاد سبورتنج بـجدارة إلـى الفوز بكأس البرتغال ، وكذلك حل ثانيا في ترتيب أندية الدوري ،ومن ثم اتجهت أنظار السماسرة إلى ذلك الفتى الموهوب الواقف خلف انتصارات سبورتنج.

رحلة الإبداع فى برشلونه

وفي سن الثالثة والعشرين انضم فيغـو إلى قافلة برشلونة الأسباني وتحديداً عام 1995 بعد أن وقع عقداً مع الفريق الكتالوني بقيمة 1,9 مليون دولار !وذلك بعد أن أعجب به مدرب برشلونة حينذاك الهولندي يوهان كرويف ، وكان ذلك عقب الضجة الإعلامية الكبرى التي أثيرت حول فيغـو بعد أن ارتكب خطأ قانونيا شنيـعاً بتوقيعه عقدين مبدئيين مع ناديي يوفنتوس وبارما الإيطالـيين في نفس الوقت ،وهو ما ترتب عليه عقوبة الاتحاد الدولي له بالحرمان من تمثيل الأندية الإيطاليـة لـمدة عـامين .. وبعد إنتقال فيـغـو إلـى برشلونة تطور أداؤه كثيراً لاسيما بعد أن نقله يوهان كرويف من وسط الملعب إلـى مركز المهاجم الأيمن .. وفي هذا المركز بدأ فتى برشلونة الجديد يظهر العديد من جعبة موهبته وصال وجال في هجوم برشلونة وأظهر مهارات عالية بهرت مدربيه والمراقبين له مما جعله واحداً من أبرز وأخطر مهاجمي العالم وأفضل ساعد هجوم أيمن في أسبانيا كلها ، وبعد رحيل كرويف عن برشلونة واصل فيغـو تألقه مع الإنجليزي بوبي روبسون ومن بعده الهولندي الآخر لويس فان غال واستطاع خلال سنوات احترافه بالنادي الكتالوني ان يحقق المجد العظيم له ولناديه حيث حصد الشئ الكثير من الألقاب والدروع والكؤوس المحلية والقارية فنال مع برشلونة بطولة الدوري الأسباني مرتين وكذلك الكأس الإسبانية مرتين وعلى المستوى الاوروبي حمل كأسها لأول مره في تاريخه.. أما على المستوى الشخصي فقد تكللت جهود فيغو مع برشلونة باختياره أفضل لاعب في أوروبا لعام2000م .

فيجو ورحلة الابداع في ريال مدريد

وبـعـد تألـق فيـغـو مع برشلـونـة سـعى خـصمه اللدود نـادي ريـال مـدريـد الإسـبانـي الـعـريــــق للـحصول على خـدمـات فـيـغـو بأي ثـمن ، وبالـفعـل بـعـد انتـهاء أمـم أوروبـا 2000 كـان عـقـد فـيـغـو مـع بـرشلـونـة عـلى وشك الانتهاء وتمكن فـريق الأحـلام الإسـباني - ريال مدريد - من ضم لويس فيغو الى صفوفه نظير مبلغ خيالي يُـقدر بـ 60,1 مليون يورو وراتب شهري نصف مليون يورو .. إلا أن فيـغـو الماكر الرشيق استطاع في شهور بسيطة أن يصبح معشوق مشجعي ريال مدريد بعد أن كان لسنوات نداً عنيداً لـهم مع برشلونة ، واستطاع بمهارة تخطي كل الصعوبات والمشاكل التي واجهته في بداية الرحلة مع ريال مدريد ، وكما عشق فـيـغـو الانتصارات مع برشلونة عشقها كذلك مع نادي ريال مدريد ولـكن بـشـغـفٍ أكبر ،واستطاع الحصول على الدوري الإسباني والكأس الإسبانية 2000 - 2001 في أول موسم له مع الفريق، وبعد ذلك كأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري - الشامبيون ليج - لموسم 2001 - 2002 و وأخيرا موسم 2002 - 2003 حصل مع ريال مدريد على كأس السـوبر والإنتركونتنتال وأخيـرا الـدوري الأسباني مجددا للـمرة الـثانية فـي تاريخه مع ريـال مـدريـد !

ملك البرتغال ورحلة الابداع في بلاد الطليان

كان انتقال فيجو إلى الانتر أمرا غير متوقع فقد أوضح فيجو أنه بعد الخلاف الذي حدث مع لوكسون بورجو يرغب في الانتقال الى الدوري الانجليزي و تلقى عروضا من ليفربول و مانشستر و توتنهام ،كما تلقى عروضا من أندية خليجية، لكن حدث ما لم يكن متوقعا من الجميع حيث ظهر فيجو في مؤتمر صحفي وهو برفقة أحد مسؤولي نادي الانتر وهو يحمل قميص نادي الانتر بالرقم 7 ، فما كان من جماهير الانتر إلا أن استقبلته إستقبال الابطال، وما كان من الملك لويس فيجو إلا أن بادلهم ذلك بالأداء الرائع ، فقد استطاع فيجو بمهاراته و مستواه العالي أن يحجز له مقعدا أساسيا لدى روبرتو مانشيني فكانت الجبهة اليمنى ملكا له ولخافيير زانيتي،لتصبح جبهة الإنتر اليمنى هي الجبهة الحديدية بوجود إثنين من أفضل لاعبي العالم فيها .

وقد حقق فيجو مع الإنتر بطولات عديدة منها الكأس الايطالية لموسم 2005.2004 و السوبر الايطالي، أمام اليوفي في موسم 2005 و كأس ايطاليا و الدوري الايطالي لموسم2006.2005 والسوبر الايطالي 2006 وقد كان لفيجو دور في هذه الالقاب جميعا ، لا سيما كأس السوبر 2006 أمام روما الايطالي فقد لعب فيجو 120 دقيقة بروح واحدة سجل و صنع الاهداف ، وأربك الدفاع و كان فيجو بحق من أفضل صفقات الانتر.

لويس فيجو ورحلة الابداع مع المنتخب البرتغالي :

بدأ لويس فيجو مع منتخب بلاده عام 1989 وقد حقق إنجازات عديدة مع المنتخب البرتغالي وكان من أبرزها كأس العالم للشباب و الناشئين و كان فيجو من عماد المنتخب البرتغالي الاول فقد تولى قيادة هذا المنتخب الى بلوغ نهائي يورو 2004 الذي خسر في النهائي من المنتخب اليوناني و ايضا تمكن من قيادة البرتغال في التأهل الى دور نصف النهائي للمونديال الالماني 2006 وقد لعب فيجو للمنتخب البرتغالي 110 مباريات دولية سجل خلالها 31 هدفا، وقد سبق لفيجو أن أعلن اعتزاله بعد يورو 2004 لكن حاجة سكولاري إليه في المونديال دفع فيجو إلى العودة الى المنتخب وقيادته بنجاح الى المركز الرابع في مونديال 2006 وقد صرح فيجو بعد أن قرر الاعتزال عقب مونديال 2006 قائلا:«أشعر أنه حان الوقت للتوقف ومنح الفرصة لجيل جديد من اللاعبين».. وقال أيضا:«لقد حان الوقت للتوقف»، لكنه استدرك قائلا:«لست في وضع لأقول أن توقفي سيكون نهائيا لأنني لن أرفض أبدا خدمة بلادي ولأن أحدا لا يستطيع توقع ما سيحصل في المستقبل، ولكن في الوقت الحالي أشعر بأنه علي أن أتوقف» .

وقال أيضا:«هناك أوقات في الحياة يتعين علينا فيها تحديد خياراتنا، بعضها يكون سهلا، لكن قراري اليوم يعتبر صعبا». وأوضح فيغو:«سأبقى حاضرا وجاهزا لخدمة المنتخب إذا وجدت الدعم وإذا شعرت بأن وجودي ضروري» .. وختم قائلا:«لدينا مجموعة من اللاعبين الشباب القادرين على إكمال ما وصلت إليه الكرة البرتغالية في الاعوام العشرة الماضية».

ماذا قالوا عن لويس فيجو:

< قال عنه الهولندي الطائر يوهان كرويف مدربه في برشلونة:«فيغو أكثر لاعب أرى فيه نفسي ولذا فأنا أشبهه بالـسهم الـطائـر» .. كذلك قال عنه يوم انتقل لريال مدريد نظير أكثر من ستين مليون يورو: «إن فيغو يستحق كل هذا المبلغ بل وأكثر من ذلك».

< وقال كارلوس كيروز مدربه اثناء كأس العالم للشباب:«كنت واثقـاً من أننا سنفوز في هذه البطولة ، في ظل الأداء المتميز الذي ظهر به فيغو الذي كان نجم البطولة بلا منازع» .. وعندما رآه مع أشـبال سبورتنج لشبونه قال:«كان مستوى فيغو أرفع بكثير من مستوى زملائه».

< كما قال عنه خورخي فالدانو:«من الجهة الفنية أرى أن فيـغـو ملم بها تماماً،إنـه الـجوكـر الذي يأخذ الكرة ويتخطى بها المدافعين صوب المرمى وهو أحد المهاجمين القلائل الذين بإمكانهم جذب المتفرجين إلى الملاعـب إنه متميز دائـماً بطريقة أدائـه الاستثنائية المبهرة».

< أمـا زميلـه الـسابـق ببـرشلونـة وقـائـد الفـريـق خوسيـه غوارديولا فقال عنه:«كنت أثناء غيابي عن أية مباراة مطمئناً لأن فيـغـو هو الذي يحمل الشـارة حينذاك».

< وأخيـرا قال عنه المـدرب الـكبير والـقديـر ديـل بوسكـي:«إن فـيـغـو حقق قفزة كبيرة للأمام في أداء ريال مدريد منذ أول يوم ارتدى فيه قميص الفريق».

فيجو خارج المستطيل الاخضر

بعـيداً عـن الـملاعـب وبـعـيداً عـن الـسـاحرة الـمستـديرة يعتبر فـيـغـو إنـسانا بـسيطا رغـم الـشهـرة الواسعة التي تحيط بـه ، وهو أب لإبنة تدعى دانييلا من زوجته عارضة الأزياء هيلين زفيلين ، ويتمتع لويس فيغو الإنسان بوجود مدهش بين الجماهير الإسبانية والبرتغالية يوازي وجود لويس اللاعب داخل المستطيل الأخضر وهو يحاول دائماً تجنب الدعاية التي تحيط به أيـنما ذهب ويـعـشق الـتـحفظ والـكتمان وإرتـداء البدل الـسوداء بـصورة دائـمة كـما أن فـيـغـو واحد من اللاعبين القلائل الذين يتمتعون بثقافة شخصية واسعة فهو إنسان مطلع يعشق القراءة ويتحدث أربع لُـغات حـية بـطلاقـة هـي الـبرتغـاليـة والإنجـليزية والإسبانـية بالإضـافـة إلـى السـويديـة الـتي يتقنها حاليـاً .. أمـا عن هـواياتـه فهو عاشق للجولف والفروسية ويمارسهما باستمرار ويهوى كذلك سماع موسيقى (الصٌـخر) البرتغالية ويذهب في أوقـات فـراغـه إلى الشواطئ الجميلة كما يعشق سينما (الآكشن) والمسرحيات الكوميدية،ونجومه المفضلين هم مايكل دوجلاس وداستن هوفمان وميشيل فايفر وكار اوتيتس، أما طعامه المفضل فهو البط أو الـدجـاج الـمقلـيًٌان مـع الأرز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى