«الأيام» ترصد عددا من المشاهد والقضايا والوقائع الحية المؤلمة بمدينة العوابل عاصمة مديرية الشعيب ..مدينة تحاصرها القمامة وتزكمها المجاري وتخدش وجهها العشوائية (3-3)

> «الأيام» محمد الحيمدي:

>
مكاتب إدارة التعاونية مغلقة منذ حرب 94م
مكاتب إدارة التعاونية مغلقة منذ حرب 94م
مدينة العوابل عاصمة مديرية الشعيب محافظة الضالع، يبلغ تعداد سكانها مايقارب العشرة الآلف نسمة. يطل عليها أرفع جبل في الضالع بعد جبل جحاف هو جبل العوابل، الذي يبلغ ارتفاعه 7647 قدما. يعتمد سكانها في دخلهم المادي في الوقت الراهن على حركة الهجرة، وتربية ورعي الأغنام والزراعة والتجارة.

في هذا العدد تواصل «الأيام» استقصاء أوضاع البلدية ودورها المفترض في الحياة العامة للمدينة وكذا تعاونية الشعيب الاستهلاكية:

جندي جريح في حرب صعدة في المستشفى يشكو إهمال السلطة

< أثناء نزول «الأيام» إلى المستشفى وجدنا أحد أبناء الشعيب في غرفة العمليات من الذين جرحوا في حرب صعدة الأخيرة في 2008/1/18، هو الجندي عبدالكريم أحمد ناشر، كانت إصابته خطيرة.

وقد نجا من الموت بأعجوبة، عمره 28 عاما، وهو متزوج وأب لابنين، ويعيل إلى جانبهما أبويه، وهو من أسرة معدمة ليس لديها أي مصدر دخل آخر سوى راتبه الذي لا يتعدى 25 ألف ريال، إصابته ناتجة عن طلقة من سلاح آلي كلاشنكوف، دخلت من أعلى القفص الصدري (الجهة اليمنى) من أعلى الكتف الأيمن، سألناه عن حاله؟ فرد قائلا: إنه يشكر قائد اللواء الذي ينتمي إليه على دعمه والسؤال عن حالته، برغم أن المبلغ الذي منح له لا يفي بمتطلبات الجرح التطبيبية، مبديا أسفه وانتقاده لقيادة السلطة المحلية في المديرية والمحافظة على عدم اهتمامها به أو تقديم أبسط دعم له، حتى أنها لم تكلف نفسها بالسؤال عنه ولو بالتلفون حسب قوله.

البلدية دور شبه غائب

< المواطنون في مدينة العوابل يتساءلون بسخرية: ما دور البلدية؟! فهم لا يلمسون أي دور لها إلا عند استلام رسوم تراخيص البناء والمخالفات التي عادة ما يبلغ عنها المواطنون أنفسهم ويكشفونها للبلدية أثناء منازعاتهم، فمع علمنا أن الدور المناط للبلدية كبير ومهم، إلا أن هذا الدور يظل محلك سر وشبه غائب، فدور البلدية مثلاً مراقبة الأسعار والنظافة العامة للشوارع، نظافة المحلات، البقالات، المطاعم، الصيدليات والمسالخ، وهو دائماً ما يكون موسمياً وشكلياً.

فلم نسمع أنها أغلقت مطعماً أو صالون حلاقة لأنه مخالف أو لأنه يعمل بدون ترخيص مزاولة المهنة وغالباً ما تكون مثل تلك المحلات كذلك، ونتيجة لهذا الدور الغائب للبلدية نجد الكثير مثلاً من المطاعم تعمل بعمال لا نعرف ما إذا كانوا أصحاء وخالين من الأمراض، لاسيما المعدية، وعلى سبيل المثال كنت أعرف شخصاً يعمل حمالاً فوجدته ذات يوم وقد أصبح خبازا! فهل هؤلاء العمال يعملون وفق الشروط الواجب توافرها في عمال المطاعم خاصة الطباخين وأدواتهم؟

فدور البلدية الغائب أو شبه الغائب جعل تجار مواد البناء يبيعون هذه المواد في أجزاء كبيرة من الشارع العام والواجهات الأمامية للإدارت الحكومية، وأصبحت تحتل أجزاء كبيرة من المتنفسات العامة للمدينة والطرقات.

وكذا انتشار ظاهرة بيع الحيوانات في هذه الأماكن العامة، وكذا انتشار ورش اللحام والنجارة وهندسة السيارات والبنشر بالقرب من المنازل والمدارس والتجمعات السكانية .

صورة توضح الجندي ومكان خروج الطلقة
صورة توضح الجندي ومكان خروج الطلقة
من تعاونية نموذجية إلى أطلال

الحسرة والألم يعتصران من يتذكر الدور الريادي والمهم الذي كانت تقدمه تعاونية الشعيب الاستهلاكية، والذي كانت تؤديه قبل أكثر من أربعة عقود منذ تأسيسها عام 1969م، لقد كان لها دور وأهمية كبيرة في حياة أبناء العوابل والشعيب، عندما كانت توفر كل متطلباتهم وحاجاتهم الضرورية الغذائية ومواد البناء والأثات المنزلي والأجهزة الالكترونية وبأسعار رمزية، ودون عناء أو تعب حسب حاجة وطلب كل مواطن، هذه التعاونية التي كانت النموذجية على مستوى الضالع والنموذجية من بين قلة من التعاونيات على مستوى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً)، هذه التعاونية لم يتبق غير مبناها الضخم الشاهد على مكانتها وعظمتها ودورها الإنساني النبيل والرائد، لقد توقف دورها وخدماتها للأهالي منذ حرب 1994م الظالمة، عندما امتدت إليها أيادي العبث والتدمير والنهب لتسلب وتنهب كل ما كان فيها من أموال عامة ومواد غذائية ومواد بناء قدرت بملايين الريالات، بل لم تسلم حتى الوثائق والسجلات والمباني فقد تعرضت لقصف المدافع والدبابات، وكأنها ثكنة عسكرية مليئة بالسلاح والعتاد الحربي !!

حتى نوافذها وأبوابها وشاحناتها نهبت، هذا المال والممتلكات هي ممتلكات معظم أبناء العوابل والشعيب المساهمين في رأس مالها الذين أسسوها بمالهم الخاص وعرقهم جبينهم وجهدهم.

أحد مؤسسي التعاونية وجدته بالقرب منها قال بألم وحزن :«كنا نأمل من قيادة التعاونية الجديدة أن تعيد مجدها القديم ودورها العظيم الذي كانت تقدمه منذ عشرات السنين، لكن للأسف لم تحقق هذه القيادة حتى %1 من ذلك الدور، حتى أنها لم تستطع أن تعيد عمال التعاونية الذين تم رمي بعضهم في الشارع وبعضهم متعاقدون في مرافق أخرى وبرواتب زهيدة وحقيرة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى