الجيش التركي يواصل عملياته ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق

> جذرة «الأيام» ا.ف.ب :

>
واصلت القوات التركية أمس السبت هجومها على متمردي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في شمال العراق وهي عملية اوقعت حتى الان اكثر من ثمانين قتيلا بحسب الجيش التركي، في حين هدد المتمردون الاكراد بشن هجمات انتقامية في المدن التركية.

ووصف وزير الخارجية التركي علي باباجان عملية التوغل التي انطلقت مساء الخميس بانها "ناجحة" وحرص على تقديم تطمينات حيال طبيعة الهجوم وحجمه.

وقال ان "عملية ناجحة تجرى حاليا" مؤكدا على ان "الهدف الوحيد هو منظمة حزب العمال الكردستاني الارهابية. تركيا هي الداعم الاكبر لسلامة الاراضي العراقية ووحدة العراق السياسية".

واوقعت العملية 35 قتيلا على الاقل أمس السبت في معسكر متمردي حزب العمال الكردستاني ما يرفع الى 79 عدد القتلى في صفوف المتمردين الاكراد منذ مساء الخميس كما اكدت هيئة الاركان التركية. كما قتل جنديان تركيان ما يرفع الى سبعة عدد الجنود القتلى منذ بدء العملية.

وبحسب الجيش دمر الطيران والمدفعية "منشآت ارهابية (...( في مواقع مختلفة وكمية كبيرة من الاسلحة والذخائر كانت مخزنة داخلها". واكد الجيش تدمير مواقع للمضادات الجوية تابعة للمتمردين,واستؤنفت المواجهات بعد ظهر أمس السبت.

وقصف الجيش السبت اهدافا بالقرب بامرني حيث توجد للجيش التركي قواعد صغيرة منذ التسعينات، كما اشار بعض سكان المنطقة.

واوضح عنصر في حرس الحدود لوكالة فرانس برس ان "القصف بدأ قرابة السادسة صباحا (الرابعة فجرا ت.غ.) واستمر ساعتين رافقه تحليق مروحيات تركية في المناطق" ذاتها.

وتعرض جبل قنديل حيث مقر قيادة حزب العمال قرب الحدود الايرانية للقصف ما ادى الى مقتل عدد من المتمردين الاكراد بحسب وكالة انباء الاناضول.

وذكرت وكالة انباء فرات ان المعارك دارت في منطقة زاب التي ارسل الجيش التركي تعزيزات اليها.

وفي بلدة جذرة التركية القريبة من الحدود مع العراق سير الجنود دوريات في التلال القريبة من الحدود وانتشرت عشرات المدرعات على الطرقات.

واشار العسكريون الى جو الذعر الذي خيم على المتمردين، وتحدثوا عن تأثير المفاجأة عليهم.

يذكر ان عمليات توغل الجيش التركي في شمال العراق وهي المنطقة التي يستخدمها المتمردون الاكراد كقاعدة خلفية لعملياتهم في تركيا، تكررت في الثمانينات والتسعينات، لكنها كانت تحصل في الغالب في فصل الربيع مع ذوبان الثلوج على المرتفعات.

وعلق الجيش التركي على العملية بالقول "ان الارهابيين تكبدوا بحسب المعلومات الاولية خسائر فادحة تحت وابل الاسلحة البعيدة المدى والضربات الجوية".

واضاف "تفيد استخباراتنا ان قادة (حزب العمال الكردستاني) يحاولون الفرار من المنطقة والتراجع الى الجنوب في حالة من الذعر".

وتواصلت معارك كثيفة وقصف مدفعي حتى وقت متاخر من ليل الجمعة السبت، كما ذكر أمس السبت مراسل لوكالة فرانس برس موجود في المنطقة.

واكد سكان في قطاعات هاكورك وسيدكان، وهي مناطق عراقية على مقربة من الحدود التركية وقريبة من مدينة جوكورجا التركية، انهم سمعوا تبادل كثيف لاطلاق نيران اسلحة رشاشة اضافة الى هدير طائرات قتالية ومروحيات.

واعلن مصدر عسكري كردي عراقي السبت ان مدفعية القوات التركية استهدفت اربع مناطق تابعة لناحية العمادية، اقصى شمال العراق، التي تضم معاقل لحزب العمال الكردستاني.

وقال المصدر في قوات الحدود الكردية العراقية لوكالة فرانس برس رافضا كشف هويته ان "القوات التركية قصفت مناطق بالو وزيو ونيرو وريكان التابعة لمنطقة العمادية" في محافظة دهوك.

وبدأت العملية البرية مساء الخميس عند الساعة 19:00 (17:00 ت غ) بعد ثماني ساعات من القصف المدفعي والغارات الجوية.

وتعتبر انقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.

وهدد احمد دانيس مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني أمس السبت بنقل العمليات العسكرية الى المدن التركية. وقال لوكالة فرانس برس "اذا استمرت تركيا في هجماتها سنقوم بحرب عصابات داخل المدن التركية دون استهداف المدنيين".

وقتل جندي أمس السبت في تركيا في انفجار لغم زرعه حزب العمال الكردستاني في محافظة بنغول (جنوب غرب) بعيدا عن الحدود العراقية، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول.

وتقدر انقرة عدد المتمردين الاكراد المتحصنين في جبال كردستان العراق بنحو اربعة آلاف مقاتل. واسفر النزاع المستمر منذ 1984 بين الانفصاليين وانقرة عن اكثر من 37 الف قتيل.

واثر الاحتجاج العراقي على التوغل التركي، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "ان هدف وحجم وابعاد هذه العملية محدودة". واضاف "ان قواتنا المسلحة ستعود (الى الاراضي التركية) في اسرع وقت ممكن فور تحقيق اهدافها".

وسمح البرلمان التركي في تشرين الاول/اكتوبر للحكومة بارسال قوات الى شمال العراق لقتال عناصر حزب العمال الكردستاني. وقد شن الجيش حتى الان بمساعدة اجهزة الاستخبارات الاميركية، عددا من الغارات الجوية وعملية برية محدودة في المنطقة منذ 16 كانون الاول/ديسمبر.

وراى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الأول ان "المئات، وليس الالاف" من الجنود الاتراك شاركوا في العملية الجارية، على حد رأيه، في منطقة "نائية ومعزولة". وقال "لا نعتقد ان ما يجري عملية واسعة".

من جهته، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه" من ارتفاع حدة التوتر ودعا الى الاعتدال.

ووجهت عواصم غربية عدة دعوات مماثلة بينما دعت الولايات المتحدة التي تبلغت مسبقا بعملية التسلل التركي "الحكومة التركية الى جعل عملياتها محدودة واستهداف حزب العمال الكردستاني بشكل محدد والحد من نطاق عملياتها الجغرافي والزمني".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى