> «الأيام» قائد زيد ثابت:

أطفال يشاركون في جلب الماء على ظهور الحمير
فشل وتعثر وفساد
هناك الكثير من المشاريع التي تعثر تنفيذها وفشلت فشلاً ذريعاً وتلك المشاريع هي بئر الخربة (السعدي) المقرر حفرها 30 متراً بتكلفة قدرها 1,950,000 ريال، حيث تم منح المقاول مستخلصاً أولياً بالتنفيذ ولم ينفذ سوى 12 متراً، والمشكلة أنه تم صرف للمقاول من تكلفة الحفر (1,276,600) من أصل (1,950,000) والكارثة أن المتبقي من الحفر 18 متراً، بينما المتبقي من المخصصات المالية (673,400) ريال حسب ما جاء في المستخلص الذي تسلمت «الأيام» نسخة منه والذي أعده المهندس ميعاد صالح أحمد رئيس قسم الحفر وتنمية المصادر بالمحافظة أبين بتاريخ 27/1/2007 ومن المشاريع التي تعثر تنفيذها بئر شعب العرب المقرر حفرها 30متراً بتكلفة قدرها (1,950,000) ريال ، ومسلسل هذه البئر لا يختلف عن مسلسل بئر الخربة، لأن منح المستخلصات ليس محصوراًً فقط في بئر الخربة، بل أغلب المشاريع، وهذا دليل قاطع وفاضح على حجم الكارثة والجرائم التي تم ارتكابها بحق أبناء مديرية رصد الغلابى وجيرانهم أبناء مديريتي سباح وسرار، في ظل سكوت السلطة المحلية التي يحملها الكل مسؤولية هذا الفشل والتعثر والفساد. ومن المشاريع التي تعثر تنفيذها بئر شقصة المقرر حفرها 30 مترا بتكلفة قدرها (1,950,000) ريال، وكذلك تعميق بئر النزول بمركز المديرية رصد المقدر تعميقها 10 أمتار، والعمل المنفذ منذ 2004م حتى اليوم متران لا غير، وتكلفة التعميق تبلغ (2,377,440) ريالاً، وكذلك تعميق بئر أريمة 10 أمتار بتكلفة قدرها (792,480) ريالاً، حيث تم الاتفاق مع رئيس الهيئة علي الصريمي والسلطة المحلية بالمديرية على تكليف المختص بإعداد جدول شلع وهدم ومن ثم البناء والتعميق ومنذ 2004م والأهالي محرومون من تلك البئر بسبب بدء العمل المتمثل بهدمها دون استكمال باقي الأعمال وحاليا الأهالي يطالبون بعودة بئرهم أريمة إلى وضعيتها السابقة. ومن المشاريع الإسعافية التي تعثر تنفيذها أيضاً تعميق بئر شعب البارع 10 أمتار بتكلفة قدرها (6,14,980) ريال.
مشاريع إعادة الضخ هي الأخرى متعثرة وفاشلة
التعثر والفشل لم يكونا محصورين في الآبار اليدوية الإسعافية، لأن مشاريع إعادة الضخ هي الأخرى فشلت فشلاً ذريعاً ولاتزال متعثرة منذ عام 2004م، ومن تلك المشاريع .
1- مشروع إعادة الضخ (الزغرور) المعتمد من الهيئة العامة لليماه بتكلفة إجمالية قدرها (8,032,270) ريالاً والجهة المنفذة الوحدة التنفيذية .
2- مشروع رباط السنيدي بتكلفة إجمالية قدرها (6,063,590) ريالاً .
3- مشروع جبل لمطور بتكلفة إجمالية قدرها (4,180,811) ريالاً.
4- مشروع إعادة الضخ (رخمة) بتكلفة قدرها (887,576) ريالاً.
وجميع مشاريع إعادة الضخ الأربعة السابق ذكرها متعثرة على رغم تكلفتها للدولة مبلغاً إجمالياً قدره (28,799,147) ريالاً تتوزع مابين تكلفة بناء الخزانات وتوريد الأنابيب وتركيب الأنابيب، وجميع تلك المشاريع تم تنفيذ أجزاء منها ولم تستكمل بقية الأعمال، فالبعض نفذ مايقارب 30% والبعض النصف وفترة التعثر قد تصل إلى خمس سنوات أي منذ بداية 2004م.

بعض المحابس تكسرت لنوعيتها الرديئة
ومن الآبار الإسعافية المتعثرة أيضاً بئر ظبئة وبئر حمومة وبئر اليزيدي وبئر اللصم وبئر سلحة وبئر كدهية، وكذلك العمل متعثر في كرفان سخاعة خزان حصاد مياه .
مشروع مياه منطقة الزغرور بيافع يحتاج الترميم قبل افتتاحه
ومنطقة الزغرور من المناطق التي تحتل موقعاً مميزاً بين مناطق مديرية رصد بيافع محافظة أبين، حيث تقع في الاتجاه الجنوبي من مركز المديرية على بعد ثلاثة كيلو مترات تقريباً .
هذه المنطقة حظيت بمشروع مائي بتمويل من الهيئة العامة للمياه أي (مياه الريف) وقد استبشر الأهالي حينها بقدوم ذلك المشروع الحيوي المهم في ظل سيطرة الجفاف ونضوب مياه الآبار، ولكن أملهم الذي طال انتظاره فشل فشلاً ذريعاً، واغتيل في مهده، حيث تبلغ تكلفته الإجماليه (8,032,270) ريالاً وتتوزع مابين (1,611,220) ريالاَ تكلفة بناء الخزانات بعدد اثنين و(5,272,320) تكلفة توريد الأنابيب و(1,148,730) تكلفة التركيب.
«الأيام» زارت المشروع والتقت بعدد من أبنائها، وخرجت باللقاءات الآتية :
الأخ فهد حنش عبدالله رئيس اللجنة التنموية بالمنطقة قال:«لقد حصلت منطقة الزغرور قبل أربع سنوات على مشروع إعادة ضخ من مشروع مياه الصفأة بتمويل من الهيئة العامة للمياه إلا أن هذا المشروع تعثر منذ بداية تنفيذه، حيث قام المقاول ببناء الخزانات ومد الأنابيب بطريقة عشوائية ولم يلتزم بجدول الكميات والمواصفات مما أدى إلى انزلاق الأنابيب وتكسر معظمها بعد أيام قليلة من تركيبها».
وأضاف فهد:«تواصلنا مع الجهات المعنية في المحافظة فكانوا يردون علينا بأن المقاول سيعاود استكمال المشروع، وفوجئنا مؤخراً بأن المسؤولين في المحافظة والمديرية يتنصلون من المسؤولية ولأسباب غير معروفة».
العيوب والاختلالات رافقت تنفيذ المشروع
أما الأستاذ خالد الجراش أحد أعضاء اللجنة المكلفة من الأهالي، فقد تحدث قائلاً: «هناك الكثير من العيوب والاختلالات التي رافقت تنفيذ المشروع فالعمل الذي تم إنجازه فيه الكثير من الأخطاء والعشوائية فمد الأنابيب تم من دون دعامات أسمنتية (أوتاد) التي تعمل على تثبيت المواسير من السقوط وتحمي وتقوي الشبكة».
وأضاف الجراش:«هناك مواسير غير مثبتة وعرضة للسيول والكسر كما أن المقاول تناسى غرف التفتيش في الشبكة ومحابس التأمين أغلبها تكسرت بسبب نوعيتها الرديئة».
أما الطبيب علي محمد العمري فتحدث عن المشروع قائلاً:«أطالب باستكمال مشروع إعادة الضخ الزغرور الذي بدأ العمل فيه عام 2004م ولايزال متعثراً منذ تلك الفترة»، وأضاف العمري «أن المواطنين أسهموا بمبالغ مالية كبيرة، وكذلك مبادرات جماهيرية ووفروا الكثير من متطلبات المشروع كأرضية الخزانات وغرفة المضخة وكذلك توفير النيس والكري .
ولكن وللأسف الشديد لم يستكمل العمل الذي تم إنجازه بمعدل 40% وهو عمل هش لم ينفذ حسب المواصفات المتعارف عليها ورغم مطالبتنا مراراً وتكرراً للسلطة باستكمال المشروع وإلزام المقاول بذلك خوفاً من تهالك الأنابيب إلا أنهم لم يحركوا ساكناً».
المشروع فاشل والضحية مطيع
أما الشاب محمود صالح منصر، فقد تحدث قائلاً:«مشروع إعادة الضخ الزغرور مشروع فاشل وليس متعثراً والدليل على ذلك تهالك وانزلاق الأنابيب واختفاء عدد منها قبل وصولها إلى المنطقة، وترك الجناة الحقيقين إحراراً وزج الأبرياء في السجون أمثال مطيع حسن هيثم الذي تم القبض عليه ومحاكمته والحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف ولايزال في سجن البحرين بأبين يقبع منذ بداية عام 2007 لقيامه بأخذ 8 أنابيب قطر 3 هنش لعدم إعطائه أجرته كونه يملك (MASSEY FERGUSON) وقد قام بنقل النيس والكري والأسمنت إلى موقع بناء الخزانات وبسبب المماطلة والتأخير قام بأخذ الأنابيب حتى يتم محاسبته.

أنابيب مهملة غير ذات فائدة
من جانبه تحدث رئيس اللجنة الأهلية آنذاك الأخ سامي علي محمد، حيث قال : «وضعية المشروع اليوم مزرية لعدم تنفيذ العمل حسب المواصفات، حيث بدأ المقاول في العمل واللجنة المكلفة من الأهالي لمتابعة التنفيذ لم تتمكن من الحصول واستلام صور من الدراسة وجداول الكميات وهذا هو السبب في المهزلة التي نعيشها اليوم، لعدم توفر أدنى المواصفات في العمل المنجز». وأضاف:«نصف الأنابيب لم تصل المنطقة والمضخة حتى الآن لاتزال مفقودة والمناهل لم تنفذ إطلاقاً علماً بأن الخزان التجميعي سعته لا تفي بحاجة المنطقة».
كلمة أخيرة
عدم وجود خطط مستقبلية لإخراج المديرية من دائرة الجفاف كبناء السدود والحواجز العملاقة بدلاً من حفر وتعميق الآبار في ظل الجفاف أمر خاطئ وقرار هزيل وهدر للمال العام دون فائدة تذكر .