> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

قرر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أمس الإثنين ارجاء جلسة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية من الثلاثاء الى 11 اذار/مارس لاعطاء مزيد من الوقت لتثمر الجهود العربية لحل الازمة اللبنانية.

وهو الارجاء الخامس عشر لجلسات انتخاب رئيس في بلد يعاني فراغا رئاسيا منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر بسبب استمرار الازمة المتواصلة منذ نحو عام ونصف بين الغالبية المناهضة لسوريا التي يساندها الغرب ودول عربية بارزة والمعارضة القريبة من دمشق وطهران.

وجاء في بيان صادر عن الامانة العامة لمجلس النواب تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي كانت مقررة في 26 شباط/فبراير الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية الى يوم الثلاثاء الواقع في 11 اذار/مارس، الساعة الثانية عشرة ظهرا" (10:00 ت غ).

واكد الرئيس بري في تصريح صحافي ان الارجاء تم لاعطاء مزيد من الوقت للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي اعتبر بانه "آلان الاوان" للانتخاب.

وقال بري في تصريحه "تماشيا مع المبادرة العربية واعطاء المزيد من الفرص لجهود امينها العام في سبيل التوافق بين اللبنانيين جرى ارجاء الجلسة الى ما قبل موعد انعقاد القمة العربية" المقررة في دمشق في اواخر اذار/مارس.

ولفت الى ان هذا الموعد هو "بين الاذارين" في اشارة الى قوى 14 اذار/مارس التي تمثلها الاكثرية وقوى 8 اذار/مارس التي تمثلها المعارضة.

وقد تم الاعلان عن ارجاء الجلسة اثر تاكيد موسى عدم التوصل الى اتفاق حول تركيبة الحكومة المقبلة بين زعيم كتلة التغيير والاصلاح النائب المسيحي ميشال عون ممثلا المعارضة ورئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري والرئيس السابق امين الجميل عن الاكثرية.

واكد موسى في مؤتمر صحافي عقده اثر انتهاء اللقاء في مقر مجلس النواب انه سيغادر بيروت مساء الاثنين بدون ان يحدد موعدا لاجتماع لاحق.

وقال "كنت اود ان ننتهي بمشروع اتفاق شامل لكن اتضح ان الامر يتطلب وقتا اطول" مضيفا "لم نتفق على موعد محدد وانما على ضرورة الاجتماع".

واوضح موسى ان الخلاف مستمر بين الطرفين حول توزيع الحصص في الحكومة المقبلة.

وردا على سؤال عن مسألة الثلث المعطل في الحكومة الذي تصر عليه المعارضة قال "الكل موافق على الثلث، ولكن التعطيل هو الذي استغرق وقتا، فالمعارضة لها عشرة، أما تقسيم العشرين الباقين فهو الموضوع".

وبذلك لم يتحقق اي تقدم في هذه النقطة التي يتمحور الخلاف حولها منذ البداية.

فالمعارضة تتمسك بان تتمثل هي والاكثرية ورئيس الجمهورية فيها كل بعشرة وزراء في حكومة ثلاثينية او ان تتمثل ب"الثلث الضامن"، بينما ترفض الاكثرية اعطاء "الثلث المعطل" الذي يسمح لمن يمتلكه بتعطيل القرارات الحكومية التي لا يرضى عنها وتريد توزيعا يحافظ بطريقة ما على كونها اكثرية.

ورغم عدم التوافق الشامل على كل بنود الحل العربي اعرب موسى عن قناعته بان الوقت حان لانتخاب رئيس للبلاد وان يتم ذلك "قبل القمة العربية" التي سيتمثل فيها لبنان بالتاكيد.

وكان موسى قد عقد مع ممثلي الطرفين اجتماعا أمس الأول استمر اكثر من اربع ساعات.

وتنص المبادرة العربية لحل الازمة على انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية بالتوافق والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية "على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح"، اضافة الى الاتفاق على قانون جديد للانتخاب.

وتتهم الاكثرية دمشق بدعم المعارضة لتستمر في مسيرة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية.