الرهان على نزالات الملاكمين وضررها

> «الأيام الرياضي» مهدي علي العمري/ لحج

> إن أباطرة وبارونات المرهنات ورجال المافيا الذين يهمهم في المقام الأول الربح الذي لا يتأتى إلا بزيادة عدد المتفرجين، ووجود الإثارة والدماء في كل نزال، حتى تحولت الملاكمة والمصارعة إلى تجارة بلحوم الملاكمين والمتصارعين، الذين يكسبون الآلاف بل والملايين من الدولارات على حساب سلامتهم وحياتهم، والضحايا من الملاكمين كثيرين، مع وجود اختلاف في أنواع عاهاتهم وإصاباتهم.

فالملاكم الأسطورة محمد علي كلاي مريض بالشلل الرعاش، وبطل الوزن المتوسط شوجار راي أصيب بعاهات، وهناك من وجد صعوبة في الكلام بصورة طبيعية أو النسيان وعدم القدرة على التركيز، وأصبح عالم الملاكمة مثل السينما فنجم الشباك إذا استمر على الدوام يمل الناس منه، وهذا يحقق الخسارة لأباطرة المراهنات، فإذا لم يستطع أحد أن يسقط ملاكما عملوا على إزاحته بأي شكل وبأي وسيلة مشروعة أوغير مشروعة،مثلما يرجح أنه حدث مع الملاكم الأسطورة المسلم مايك تايسون أو مالك تايسون الآن، فلقد كان النجم الأوحد لشباك ملاكمة الاحتراف مع أي ملاكم آخر، وتعرف منذ الوهلة الأولى بأن المباراة ستنتهي بالضربة القاضية لصالح تايسون بعد دقائق قليلة، وتأقلم المتفرجون مع هذا الوضع وهذا يسبب خسائر طائلة لمكاتب المراهنات التي تديرها مافيا المراهنات، فبدأت تحاول إزاحة البطل تايسون من الساحة فلم تستطع هذه المافيا إزاحته إلا بعد أن دبرت له مؤامرة مفادها أنه قام بمحاولة اغتصاب ملكة جمال السود في أمريكا.

وقد يكون فعل ذلك لكن يرجح أن الموضوع كان فخا وقع فيه بحماقة، تايسون دخل السجن بعد الملاكم الأسطورة محمد علي كلاي الذي رفض التجنيد الإجباري في الجيش الإمريكي، وظهر في هذا الوقت العديد من الأبطال لشباك المراهنات، واستمر نزيف الدماء وامتلأت جيوب مافيا هذه اللعبة، حتى تحولت إلى رياضة مقامرة مثل التي تحدث في أندية القمار، فهناك نزالات كانت نتيجتها معروفة سلفا أي قبل أن يقرع ناقوس بدء المباراة .

الملاكمان يتبادلان الضربات وتحدث الإصابات وتسيل الدماء على بساط الحلبة حتى تحين اللحظة التي يسقط فيها أحدهما بالضربة القاضية كما هو مخطط،إنها مهزلة رياضية في شكل نزال ملاكمة محترفين، ومن ذلك ماحدث في وزن خفيف الثقيل بين الملاكم الإنجليزي السابق كريس يوبانك المعتزل منذ عام 1990م، والذي أرجع إلى الحلبة عام 1996م وسط ضجة إعلامية كبيرة بعد توقف ست سنوات، وتم النزال في القاهرة وفاز فيه كريس بالضربة القاضية على الملاكم المغمور الذي كان يشبه مارادونا في الشكل والجسم ولايشبه الملاكمين، وكان من الأرجنتين ..

لقد امتد نشاط مكاتب المراهنات إلى العديد من الألعاب مثل كرة القدم، وسباق الدراجات، وسباق السيارات، ومصارعة الثيران، والله يعلم ماذا يخبئ المستقبل للرياضة من ممارسة وأنشطة مافيا المراهنات ونقول على الرياضة السلام في ظل سباق مكاتب المراهنات على مختلف الألعاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى