بعد عودته من بريطانيا لزيارة أهله وأحبائه .. الحربش نجم كرة قدم زمان لـ «الأيام الرياضي» :أعيش في شيفيلد، وجئت زائراً وسأعود، وقد لعبت للواي والحسيني والهلال وشباب التواهي والفيحاء

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

>
الكابتن محمد جلال حربش الأول من اليسار جلوسا مع فريق نادي الفيحاء
الكابتن محمد جلال حربش الأول من اليسار جلوسا مع فريق نادي الفيحاء
بمجرد أن علمنا بوجود الكابتن محمد جلال حربش في عدن بعد غياب دام 27 عاما في المملكة المتحدة، سارعنا إلى الالتقاء به وإجراء حوار معه .. وقد خرجنا بهذا الحديث الذي نورده على لسانه فيما يلي:

التقاه/ محمد باحميش:

> إسمي كما تفضلتم بذكره: محمد جلال حربش، من مواليد مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن في 8 فبراير 1949م.. لعبت كرة القدم لخمس من أشهر فرق أنديتنا المحلية، وهي بالترتيب: فريق نادي الشبيبة المتحدة (الواي)، فريق نادي الحسيني بكريتر، فريق نادي الهلال بالشيخ عثمان، فريق نادي شباب التواهي، وفريق نادي الفيحاء بالشيخ عثمان.. والأخير كنت ألعب له وأدربه أيضا، وكان مشواري الكروي الذي استمر 16 سنة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث كنت ألعب في مركز وسط مهاجم، وقد سجلت العديد من الأهداف الحاسمة والهامة .. وكان توقفي عن اللعب في العام 1974م.

> في عام 1981م قررت مغادرة عدن لظروف خاصة بي، وكانت وجهتي المملكة المتحدة، حيث أعيش حاليا في (شيفيلد) منذ 27 عاما، وقد عملت قبل أن أتوقف قبل حوالي 10 سنوات مدرسا متطوعا لمادة اللغة العربية في مدرسة الجالية اليمنية (قبل الوحدة) إلى جانب نشاطي الرياضي كمدرب، حيث كنت السباق حينها في تأسيس فريق يمني موحد لكرة القدم تحت سن 14 عاما ، وكنت أدربه، وبعد ذلك دربت فريق الجالية اليمنية، وكان من ضمن طلبتي في المدرسة (نسيم حميد) الذي كانت ميوله وهو صغير تتجه صوب الملاكمة حتى وهو على مقاعد الدراسة، واستمر كذلك حتى صار ملاكما مشهورا على مستوى العالم، وكان والده الحاج حميد كشميم رئيس اتحاد اليمن في شيفيلد يساعدني في التدريس والتدريب لطلاب الجالية اليمنية، وهو من ساعدني أيضا في إعداد الفريق اليمني الموحد قبل قيام الوحدة اليمنية، وكنا على وشك النزول إلى الوطن في عام 1994م لإقامة بعض المباريات، لكن اندلاع حرب صيف 1994م حال دون تحقيق ذلك، حيث تخوف أهالي وأسر اللاعبين في شيفيلد على أبنائهم، وعلى الرغم من قضائي 27 عاما في خارج وطني إلا أن الحنين لا يزال يشدني إلى عدن الحبيبة، والدليل أنني الآن موجود بينكم، حيث جئت زائرا لأهلي وأحبابي، وسأعود إلى بريطانيا.

> تسألني أخ محمد عن الرياضة اليمنية وأنا بعيد عنها، ولا أستطيع أن أرد عليك إلا بالمثل القائل (أهل مكة أدرى بشعابها)، إذ لا يحق لي أن أخوض في شيء من هذا القبيل، وأنا أبعد عنكم بملايين الكيلو مترات .. أما بالنسبة للمقارنة بين لاعبي الأمس الذين أنا منهم، ولاعبي الوقت الحاضر، (فحدث ولا حرج)، فلاعبو اليوم نحاف البنية الجسمانية، قصار القامة، يتعرضون للإصابة من أبسط احتكاك أو اصطدام في الملعب، وكأن أرجلهم من زجاج، إضافة إلى أن حبهم وولائهم لأنديتهم والمنتخبات الوطنية قد غاب، بعكس لعيبة زمان الذين كانت أرجلهم من حديد، وبنيتهم الجسمانية صلبة، ويمتازون بالطول الفارع.. وكلهم كانوا يحبون أنديتهم ويعشقون لعب الكرة ويضحون في سبيل أنديتهم بكل شيء، ويسعون إلى الرفع من مكانتها.. وكذلك كانوا يقدمون أحلى وأقوى العروض مع منتخباتهم الوطنية، ويذودون عنها وينتصرون لها، ويرفعون علم الوطن في الخارج عاليا.

> بالتأكيد كانت هناك مباراة لها ذكرى خالدة عندي، وهي مباراة فريقي شباب التواهي أمام فريق نادي الأحرار، وكانت على نهائي كأس فلسطين، وكنت يومها على دكة الاحتياط، وبينما كانت المباراة حامية الوطيس والتنافس فيها شديدا كانت الجماهير تصيح (فين الحربش.. هاتوا الحربش.. خلوه يلعب).. وهكذا تحت ضغط الجماهير وفي الدقائق الأخيرة للمباراة اضطر المدرب أن ينزلني لألعب، ومن أول لمسة للكرة تمكنت من مراوغة مدافعي الأحرار، وصوبت كرة أرضية قوية باتجاه مرمى الحارس العظيم نديم عبده حزام مسجلا هدفا قاتلا، أتذكر أن الحكم محمد أحمد المقبلي أعلن بعده مباشرة نهاية المباراة ليفوز فريقنا شباب التواهي بالكأس الغالية .. ولم أدرِ بنفسي إلا وأنا على الأرض وكوم لحم فوقي من اللاعبين والجمهور .. وساعتها أجهشت بالبكاء وأنا محمول على أكتاف محبي وعشاق شباب التواهي.

> نعم كان هناك أيضا موقف محرج حدث لي في مباراة أخرى لعبتها أيضا مع شباب التواهي ضد الأحرار، ففي كرة مشتركة جمعتني مع الكابتن عباس غلام، وبينما كان الموقف ساخنا وصعبا لم أخرج منه إلا بصعوبة، لكنني بينما كنت أهم بالانطلاق بالكرة نحو المرمى بعد أن خطفتها من عباس، إذا بالكابتن عباس يفاجئني بشد سروالي إلى الأسفل فبانت مؤخرتي أمام كل من كان في الملعب، وهذا موقف محرج لن أنساه.

الكابتن محمد جلال حربش الرابع جلوساً من اليمين مع فريق نادي شباب التواهي
الكابتن محمد جلال حربش الرابع جلوساً من اليمين مع فريق نادي شباب التواهي
> أما الموقف الظريف الذي حدث لي وأنا ألعب مع فريق نادي الشبيبة المتحدة (الواي) قبل مباراتنا ضد فريق نادي شباب الجزيرة، فقد صادف أن سيارة الفريق مرت بجانب مطعم في المعلا دكة فشميت رائحة الخبز الطاوة وصممت على أن تقف السيارة وأنزل آكل خبز طاوة مع الشاي، فحاول الأخوة الإداريين إثنائي عن النزول، بحجة أن عندنا مباراة ومافيش وقت، ولكنني نزلت إلى المطعم، فذهب اللاعبون إلى الملعب وبقيت أنا آكل وإدارة النادي تستعجلني بالصراخ (هيا يا حربش اتأخرنا) فاستجبت لهم بعد أن أكلت وطلعت سيارتهم التي أدخلتني سريعا إلى داخل الملعب الذي وجدت زملائي فيه يسخنون، وبدأت المباراة بعد دقائق قليلة، وسجلت هدفين، وجريت مباشرة إلى الإداريين لأقول لهم «كل هذا بفضل الله .. ثم بفضل الخبز الطاوة مع الشاي».

> نعم.. لعبت مباريات كثيرة رسمية وودية وحبية وعلى كؤوس مناسبات، وكنت بالفعل أخشى من خط دفاعي شباب الجزيرة والأحرار عبدالجبار عوض واليافعي.. كما كنت أحسب ألف حساب لحارس مرمييهما عادل إسماعيل ونديم عبده حزام.. أما اللاعبون الذين كنت معجبا بهم كثيرا فهم من الواي: جواد محسن، أحمد صالح قيراط، صالح عريجة، عبدالعزيز فارع.. ومن فريق الحسيني:سعيد دعالة ، سعيد إسماعيل، أبوبكر عوض، نور الدين منذوق، رشاد جعفر، والمرحوم نصر حداد..ومن شباب التواهي: عبدالله جامع، عبدالرب يافعي، علي عوض الطحس، أحمد عمر، نجيب راجح، عبدالكريم هتاري، حسن عيسى، عباد أحمد، الطمبش، هاشم عزيز، فريد سعد، المجيدي الملقب بـ (الهارب)، محمد إبراهيم جبل، والمرحوم بوجي خان..ومن الهلال: عوض سالم عوض (عوضين)، وعلي فارع، وعلي بن علي شمسان.

> حول سؤالك ماذا تعني لي هذه الأندية التالية؟ فسأجيبك بالترتيب:

1- الواي: بداية شهرتي، 2- الحسيني: إعجابي الشديد بلاعبيه، 3- شباب التواهي: القلب النابض الذي أتنفس وأعيش به، 4- الهلال: تاج على جبيني موضعه في السماء، 5- الفيحاء: ختام مشواري الكروي الذي أعتز به.

> لا يسعني في ختام هذه المقابلة الجميلة إلا أن أشكر صحيفة «الأيام» عميدة كل الصحف اليمنية لأنها واكبت مسيرتي الرياضية منذ البداية.

وكانت تذكرني بكل خير، ومازالت حتى اليوم، والدليل حديثي هذا الذي ينشر وأنا أغادر عدن، وسأحرص على الحصول على نسخ منها .. وأشكرك أخ محمد باحميش على هذه الأسئلة التي أعادت إليَّ الذكريات السعيدة .. والتحية لكل أهلي وأحبائي في الغالية (عدن).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى