إدواردو يواجه صراعاً مريراً

> «الأيام الرياضي» وكالات:

>
يواجه الكرواتي إدواردو دا سليفا مهاجم آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم «صراعاً مريراً» لإنقاذ مسيرته الشابة بعد تعرضه لكسر في ساقه اليسرى خلال مباراة فريقه مع برمنغهام السبت الماضي في الدوري المحلي.

وتعرض دا سيلفا، البرازيلي الأصل، إلى تدخل قوي من المدافع مارتن تايلور في الدقيقة الثالثة فكان جزاء الأخير الطرد إلا أن ذلك لن يكون كافياً لتجنيب دا سيلفا آلام الإصابة ومشقة الشفاء الطويل الأمد بعد خضوعه لعملية جراحية من أجل معالجة كسرين في القسم السفلي من ساقه اليسرى.

واعترف مدرب آرسنال الفرنسي أرسين فينغر أنه غير متأكد من امكانية أن يتمكن مهاجمه الشاب الذي بلغ الـ25 من عمره أمس الأول الاثنين، من العودة إلى الملاعب بعد هذه الإصابة فيما قال اللاعب نفسه:«لا أعلم فعلاً مدى خطورة الإصابة والفترة التي احتاجها من أجل العودة إلى الملاعب، لكنني أعلم أنه لن أتمكن من اللعب مع آرسنال هذا الموسم أو المشاركة في كأس أوروبا».

واعتبر مدرب المنتخب الكرواتي سلافن بيليتش أنه ليس من السهل على الإطلاق إيجاد بديل لدا سيلفا في كأس أوروبا التي ستنطلق في 7 يونيو المقبل.

مشيراً إلى أن المهاجم الشاب سيعاني كثيراً للعودة إلى ما كان عليه في السابق.

وأضاف بيليتش:

«لدينا العديد من المهاجمين في المنتخب لكن من الصعب جداً أن نجد لاعباً بمستوى دا سيلفا».

مضيفاً:«لا أفكر حالياً في نتائجنا في كأس أوروبا دون ادواردو، كل ما أريده هو أن يتعافى بشكل تام».

وستلتقي كرواتيا في نهائيات كأس أوروبا مع النمسا المضيفة وألمانيا وبولندا ضمن المجموعة الثانية.

صحافة كرواتيا ساخطة وتصدر خبر إصابة ادواردو العناوين الرئيسية لنشرات الأخبار والصحف في كرواتيا وأرسلت وسائل الإعلام المحلية مراسلين إلى لندن لكي يكونوا قريبين من دا سيلفا من أجل نقل أخبار العملية الجراحية التي خضع لها في مستشفى «سيلي اوك» في برمنغهام حيث تم وضع قضيب معدني في ساقه قبل أن ينقل إلى مستشفى أخرى في العاصمة لندن, وهو سيضطر إلى استعمال العكازات لمدة 3 أشهر حتى لا يعرض ساقه لأي جهد.

وأعربت الصحافة الكرواتية عن سخطها تجاه تايلور وكتبت إحدى الصحف المحلية «بداية تايلور المروعة (في المباراة) دمرت طموح دولة صغيرة لكنها كبيرة في كرة القدم من أجل الفوز بكأس أوروبا..إصابة إدواردو كانت بمثابة الموت في لعبة جميلة».

وانتقدت هذه الصحيفة موقف فينغر الذي تراجع عن مطلبه الأول بضرورة إيقاف تايلور مدى الحياة.

مضيفاً:

«فينغر كان محقاً في طلبه الأول ولم يكن يجدر به أن يخفف من حدة انتقاده».

وكشف استطلاع للرأي أن 41 بالمئة يؤيدون إيقاف تايلور مدى الحياة فيما اعتبر 25 بالمئة أنه يجب إيقافه لفترة طويلة.

ولا يتذكر دا سيلفا الكثير مما حصل معه بعد الإصابة المروعة التي كان من الصعب على معظم الأشخاص مشاهدة صورها مما دفع شبكة «سكاي سبورتس 1» التي كانت تنقل المباراة إلى عدم إعادتها كما فعلت جميع محطات التلفزة أيضاً فيما نشرت بعض الصحف صور هذه الإصابة في صفحاتها الداخلية.

وقال دا سيلفا:

«لا أتذكر الحادثة بشكل جيد ولا أريد أن أراها مجدداً على شاشات التلفزة أو في الصحف.

كل ما أتذكره هو سقوطي على أرض الملعب وعندما نظرت إلى ساقي رأيت أنها في الجهة المعاكسة (نتيجة الكسر) أما الباقي فبمثابة فراغ».

أما زميله في المنتخب الكرواتي فيدران كورلوكا الذي يلعب مع مانشستر سيتي الإنجليزي، فأكد أنه عندما رأى إصابة مواطنه كان على وشك البكاء من شدة التأثر، مضيفاً:

«عندما رأيت ما حصل معه أردت البكاء لأنه شخص رائع ولا يستحق ما حصل معه.

أعتقد أن اللاعب (تايلور) لم يكن ينوي أن يتسبب بهذه الإصابة لكنه كان سيء الحظ».

وحصل دا سيلفا على تعاطف الجماهير المحلية والأجنبية وجميع اللاعبين الحاليين والسابقين ومن بينهم ديفيد بوست لاعب كوفنتري سيتي الإنجليزي السابق الذي تعرض لإصابة مشابهة أمام مانشستر يونايتد عام 1996 دفعته إلى الاعتزال.

ورأى بوست أنه من الصعب تقييم وضع دا سيلفا حالياً، معتبراً أنه في حال كان الكسر «نظيفا» فأمامه فرصة للعودة إلى الملاعب بعد عام تقريباً، أما إذا صاحب هذا الكسر ضرر في الأنسجة العضلية فقد يشكل ذلك نهاية مسيرة المهاجم الشاب.

وأضاف بوست:

«هذا ما أنهى مسيرتي..لقد تمزقت أوتار ساقي وشق العظم طريقه إلى خارج اللحم، مما تسبب في تلف العضل والأنسجة حول الجزء المصاب إلى الأبد..عندما يحصل هذا الأمر فلا مجال للعودة إلى الوراء..أجبرت على إجراء 26 عملية جراحية».

وتعرض لوك نيليس لاعب أستون فيلا السابق لمصير بوست واضطر للاعتزال بعد تعرضه لكسرين خلال مباراة فريقه مع ايبسويتش العام 2000، والأمر نفسه بالنسبة لايان نايت لاعب شيفيلد ونسداي الذي جر غاري بينيت لاعب مانشستر سيتي إلى المحاكم بعدما كسر الأخير ساقه في سبعة أماكن، قبل أن يتوصل إلى تسوية معه العام 1997 أي بعد 10 أعوام على الحادثة التي أنهت مسيرة نايت.

أما بالنسبة للحالات المشابهة في الماضي القريب فتعيد إصابة دا سيلفا إلى الأذهان ما حصل مع الدولي الفرنسي جبريل سيسيه عندما كان يلعب مع ليفربول وكاد أن يفقد ساقه اليسرى العام 2004، إلا أنه تمكن من العودة إلى الملاعب بعد 6 أشهر فقط قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة أخرى أجبرته على الغياب عن مونديال 2006 في ألمانيا.

والأمر نفسه انطبق على ألن سميث الذي تعرض في 2006 لإصابة خطرة أدت إلى كسر في ساقه اليسرى وتفتت كاحله خلال مباراة فريقه مانشستر يونايتد حينها ضد ليفربول في مسابقة كأس إنجلترا مما أجبره على الابتعاد عن الملاعب نحو 7 أشهر قبل أن يعود بكامل لياقته وهو انتقل هذا الموسم إلى نيوكاسل.

زملاء إدواردو متحفّزون وقد تشكل إصابة دا سيلفا دافعاً لزملائه من أجل الظفر بلقب الدوري المحلي بحسب زميله الفرنسي ماتيو فلاميني الذي قال إن الفريق اللندني يريد إهداء اللقب المحلي للكرواتي، مضيفاً «لقد خسرنا إدواردو..إنها إصابة رهيبة ولا أملك الكلمات التي تصف ما رأيت..إنها على الأرجح الإصابة الأسوأ التي تحصل أمامي..يجب أن نكون قريبين منه لأنه سيعاني كثيراً..إنه صديق وزميل وما حصل يجعلك تشعر بالحزن».

وتابع:

«هل نريد الفوز باللقب من أجل إدواردو؟ بالطبع أريد ذلك..أردنا الفوز باللقب في السابق لكن زاد عزمنا لأننا نريد أن نقدمه له..إدواردو لن يكون بيننا لفترة طويلة ونريد أن نفوز من أجله».

وكان دا سيلفا، المولود في ريو دي جانيرو، بدأ مسيرته مع فريق نوفا كينيدي البرازيلي قبل أن يلحظه أحد «كشافي» فريق دينامو زغرب الكرواتي العام 1998 فضمه إلى الفريق مقابل 50 ألف دولار إضافة إلى راتب سنوي قدره 15 ألف دولار.

وعانى دا سيلفا للتأقلم في كرواتيا خصوصاً أنه لا يتحدث إلا البرتغالية مما دفع دينامو زغرب إلى إعارته لفريق بانغو البرازيلي لمدة عامين قبل أن يسجل عودته إلى كرواتيا العام 2001 مع دينامو مجدداً الذي أعاره مجدداً في الموسم التالي إلى مواطنه انتر زابريزيتش فلعب مع الأخير لموسم واحد (15 مباراة و10 أهداف).

ثم عاد دا سيلفا إلى فريقه السابق دينامو وتوّج معه بلقب الدوري المحلي عامي 2006 و2007 ولقب الكأس المحلية عامي 2004 و2007 وكأس السوبر المحلية أعوام 2003 و2004 و2006، قبل أن يتركه وينضم إلى آرسنال بعد أن لعب معه 107 مباريات سجل خلالها 73 هدفاً.

ووقع دا سيلفا في يوليو الماضي عقداً مع آرسنال مدته أربع سنوات مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني (8,8 مليون يورو).

وتجدر الإشارة إلى أن دا سيلفا كان أفضل هداف في القارة العجوز خلال موسم 2007-2006 عندما نجح في تسجيل 23 هدفاً في 23 مباراة في الدوري الكرواتي و8 أهداف في مسابقة الكأس المحلية، و3 أهداف في 4 مباريات ضمن دوري أبطال أوروبا (هدفان في مرمى أوكسير الفرنسي ذهاباً وإياباً وهدف في مرمى آرسنال بالذات) و5 أهداف دولية مع منتخب كرواتيا في 4 مباريات (ثلاثية أمام إسرائيل وهدف في إنجلترا وهدف في إيطاليا)، ما يصل مجموعه إلى 39 هدفاً في 39 مباراة.

آرسنال يطمئن الجميع لكن بالرغم من هذا كله فقد أعلن نادي آرسنال أن ادواردو سيتعافى بشكل كامل من إصابته في المستقبل الأمر الذي يبث الأمل في نفوس محبي اللاعب في كرواتيا أو إنجلترا أو سائر أنحاء العالم.

وبعد مشاورات بين الطاقم الطبي للنادي والفريق الجراحي تم تحديد مساحة زمنية بصورة أولية للشفاء من الإصابة.

وقال آرسنال في بيان على موقعه في الانترنت:

«تسير الأمور على نحو جيد وسيتم وضع ساق إدواردو في الجبس وسيستخدم عكازين خلال الفترة المقبلة وبعد ذلك سيبدأ في ممارسة تمارين ضمن برنامج تأهيلي بطيء».

وأضاف النادي اللندني:

«نأمل أن يتمكن إدواردو من الركض بعد ستة أشهر وأن يتعافى كلياً من الإصابة في غضون تسعة أشهر».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى