مهرجان العسكرية يدعو إلى التحرر من الظلم والخوف والاستبداد والنائب الخبجي:تجاهل القضية الجنوبية واعتبارها سحابة صيف وهم وتفكير عقيم

> يافع «الأيام» غازي العلوي/ صلاح القعشمي:

>
شهدت منطقة العسكرية بيافع محافظة لحج صباح أمس الأربعاء مهرجانا جماهيريا تضامنيا مع أسرة شهيد التصالح والتسامح صالح ابوبكر السيد اليافعي وكذا المعتقل أحمد بن أحمد العبادي شارك فيه الآلاف من أبناء يافع وردفان ولحج والضالع وعدن وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة بحضور نخبة من الناشطين السياسيين والإعلاميين وقيادات جمعيات المتقاعدين العسكريين والشباب والعاطلين عن العمل وعدد من قيادات الحراك السلمي الجنوبي.

وكان في مقدمة الحاضرين الاخوة د.ناصر الخبجي، عضو مجلس النواب والاستاذ محمد عبدالله باشراحيل، كبير خبراء سابق بالأمم المتحدة وعلي هيثم الغريب، الناشط الحقوقي والعميد قاسم عثمان الداعري، رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين بمديريات ردفان والناشط السياسي شلال علي شائع والعميد محمد صالح طماح والشيخ عبدالحكيم درويش، رئيس لجنة تنسيق الفعاليات السياسية بمحافظة لحج وعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية.

ورفع المشاركون في المهرجان اللافتات المنددة «بما تمارسه السلطة ضد أبناء الجنوب من سلب ونهب وتهميش وإقصاء وإبعاد»، مطالبين «بضرورة الاعتراف بالقضية الجنوبية وسرعة إلقاء القبض على الجناة الذين أطلقوا النار على المشاركين في الفعاليات السلمية في كل من حضرموت والضالع وردفان وعدن والتي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى والتي كان آخرها ما تعرض له المشاركون في مهرجان التصالح والتسامح يوم 13 يناير الماضي والذي أسفر عن سقوط ضحايا منهم الشهيد صالح ابوبكر السيد اليافعي».

كما رفع المشاركون لافتات مجسمة تندد بما تتعرض له صحيفة «الأيام» وناشراها مؤكدين تضامنهم مع الصحيفة.

وألقي في المهرجان العديد من الكلمات استهلها الأخ غالب الحربي، رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان بكلمة قال فيها:

«إننا ومن هذا الحشد الجماهيري نجدد العهد لكل شهداء وجرحى ومعتقلي الجنوب الذين سقطوا في ساحات النضال السلمي في كل من حضرموت والضالع وردفان وعدن وكان آخرهم شهيد التصالح والتسامح صالح ابوبكر اليافعي، كما نجدد العهد للمعتقل الجريح أحمد بن أحمد العبادي الذي ما يزال يقبع في السجن، وكذا المعتقل رشيد نجل السفير قاسم عسكر جبران ونجدد العهد بالوفاء لصحيفة «الأيام» بأننا جنودها الحامون والمدافعون عنها»، مشيرا أن:«المرحلة طويلة وما يزال أمامنا الكثير من المهام التي يجب علينا انجازها للوصول الى طريقنا وهدفنا المنشود في اطار قضيتنا الجنوبية العادلة».

ودعا الحربي في كلمته الى وحدة الصف والكلمة وتوجيه كل الجهود والطاقات وتصعيد النضال السلمي المشروع.

كما ألقى الكاتب والناشط السياسي علي هيثم الغريب كلمة قال فيها:

«إننا جميعا بوجودنا اليوم معا من المهرة الى عدن نضفي المجد والأمل على وطن يولد من جديد، فمن تلك المآسي الهائلة التي تعرض لها أبناء الجنوب منذ حرب 1994م يولد حراك جنوبي موحد تصالح وتسامح فيه المجتمع».

وأضاف قائلا:«إذا كنا اليوم مطاردين من قبل النظام والقانون فغدا بعون الله تعالى سيشهد أولاد الشهداء والعالم عودة بلادنا الينا في مناسبة هي نصر للعدالة والكرامة والانسانية قاطبة، لقد بدأنا نحقق تحقيق مصيرنا السياسي ونتعهد لكل أسر الشهداء بأننا بوحدتنا الجنوبية سننهي مرحلة فرض القيود مرحلة الذل والحرمان والشقاء وان هذه الارض الغالية لن تشهد بعد اليوم أبداً إقصاء أحد من أبنائها والشمس لن تغرب بعد اليوم عن التصالح والتسامح».

وقال الغريب: «لقد تعاهدنا وانخرطنا في النضال وعلينا ألا نعتقد بان الطريق معبد وسهل، ولقد رأينا بأم أعيننا الثمن الذي دفعه اخواننا في سبيل الوطن والوفاء للارض وكان ثمنا غاليا وعلينا ان نكون على استعداد لمواجهة المشاق جراء ارتباطنا بالنضال السلمي، لقد فرض النظام السياسي على أبناء الجنوب واجبين، واجب تجاه أسرنا وأولادنا بعد ان نهب كل ما نملك وطردونا من أعمالنا وتلاعبوا برواتبنا، وواجب تجاه وطننا وشعبنا وديننا وكان يعتقد بأنه يستحيل علينا ان نفي بهذه الواجبات، فابن الجنوب إن حاول أن يطالب بحقوقه عوقب وأقصي واتهم وإن أراد أن يوفي بواجبه تجاه وطنه سلبت حياته، كما حصل للشهيد صالح ابوبكر اليافعي وشهداء الجنوب وها هو الأستاذ علي منصر محمد، من مطاردي النظام بعد ان كان رجلا يحترم القانون ويمارسه».

واختتم الغريب كلمته بالقول: «لابد في تاريخ كل شعب من لحظة اختيار حاسمة يواجه فيها خيارين لا ثالث لهما: الاستسلام، او المواجهة، وقد حانت تلك اللحظة في جنوبنا الغالي، لن نستسلم وليس أمامنا من خيار سوى النضال السلمي المتواصل بكل ما نملك من وسائل للدفاع عن شعبنا ووطننا ومستقبل أجيالنا، واننا لنأمل ان توقظ أعمالنا كافة أبناء الجنوب لإدارك حقيقة الكارثة التي تقودنا اليها السلطة، كما نأمل ان تعود السلطة وأنصارها الى رشدهم وان يقدموا القتلة الى القضاء وان يفرجوا عن رشيد قاسم عسكر جبران».

كما ألقى النائب د.ناصر الخبجي كلمة أكد فيها «أن ما يجري في الشارع الجنوبي اليوم من حراك سياسي شعبي ناتج عن فشل الوحدة الطوعية السليمة».

وقال:«ان ما نشهده منذ 7 يوليو هو عبارة عن تآمر مع سبق الاصرار على شعبنا في الجنوب وأرضه وثروته وعليكم ان تصحوا فقد آن الأوان لوضع حد لذلك بالطرق المناسبة لأن الصمت عار والخوف عار والذل عار».

وأضاف:«إننا اليوم أشد إيمانا وأشد حزما وتمسكا بقضيتنا الجنوبية ونعتمد على أنفسنا وعلى إرادتنا في مواصلة السير للتخلص من الظلم والاستبداد»، مؤكد أن «المهمة كبيرة والمسئولية مشتركة ولا يعفى أحد من أبناء الجنوب من هذه المسئولية لأن النصر لا يأتي الا بالتكاتف وتضافر جهودنا ووحدة القضية والمصير، عززوا الثقة فيما بينكم فهي مصدر قوتكم ومن لم يكن معنا اليوم ليس بالضرورة ان يكون ضدنا، ومن لم يأت اليوم سوف يأتي غدا».

وأشار د.الخبجي في كلمته الى «أن الذين يتجاهلون القضية الجنوبية ويعتبرونها سحابة صيف وقابلة للبيع والشراء والارتزاق فذلك وهم وتفكير عقيم لأن قضيتنا قد ارتفعت خفاقة ساطعة فوق سماء الجنوب ولن يستطيع أي مخلوق إخفاءها أو إنكارها».

كما ألقى الكاتب والصحفي نجيب محمد يابلي كلمة في المهرجان وسط هتافات حماسية عالية من الجمهور قال فيها:

«يا أبناء الجنوب الأحرار قاطبة الذين شاركونا هذا اليوم في فعاليتنا الوطنية أو الذين يشاركوننا بقلوبهم ومشاعرهم حقيقة إنني أفخر بأن أقول بأن الحاجز الراعب حاجز الخوف قد اندثر وولى الى غير رجعة».

وأضاف اليابلي قائلا: «لقد فاض الفساد وفرخ وزاد الطغيان وتجاوز كل الحدود التي لا يتصورها عقل، وهناك مؤشرات بأن النظام قد خرج عن طوره تماما ، وأمامنا عدة مؤشرات ومنها دماء الشهداء الجنوبيين والتي كان آخر دم الشهيد صالح ابوبكر اليافعي، وقضية المحامي محمد محمود ناصر وأولاده وقضية الاعتداء على حقوق الأخت فوزية الفضلي في زنجبار ومعنا قصة ابنتنا لينا جعفر محمد مسعد ومصادرة منزل والدها بخورمكسر وكذلك اخواننا في مكيراس أخذوا أرضهم تحت مسمى بناء معسكر للأمن المركزي واخواننا في المهرة وسفينة ابن ماجد واخواننا في حضرموت وشبوة وحقهم في ثرواتهم، وهناك قصة مأساوية أخرى يتعرض لها الاخ علي منصر محمد وكذلك الشاب رشيد قاسم عسكر جبران المعتقل حاليا في سجون الظلام، والقائمة تطول ولا مجال لحصرها».

كما ألقى الناشط السياسي شلال علي شائع كلمة، استهلها بقوله:

«اسمحوا لي بأن أختصر كلمتي هذه بأربعة نداءات أولا نداء ندعو فيه كل أبناء الجنوب الى تصعيد وتيرة الفعاليات الاحتجاجية في عموم مدن الجنوب، والتنبه لكل المؤامرات والدسائس التي تحاك من قبل السلطة، ورفض أي مشاريع باسم القضية الجنوبية، ثانيا نداء الى كل القابعين في وسط المنطقة الرمادية للخروج منها الى دائرة الضوء المتمثل باستعادة دولة الجنوب حتى لا يلعنهم التاريخ وتلعنهم الأجيال القادمة، ثالثا نداءات الى القيادات الجنوبية في المنفى للقيام بواجبهم وبذل الجهود من أجل توصيل قضيتنا الى المنظمات العربية والدولية، رابعا نداء الى المجتمع الدولي والعربي المتمثل بالأمم المتحدة والجامعة العربية للتدخل الفوري ومساعدة شعب الجنوب في محنته».

كما ألقى الكاتب والناشط السياسي أحمد عمر بن فريد كلمة قال فيها: «إن تاريخنا النضالي من أجل التحرر من الاستبداد، تاريخ مشرف وإذا أردتم التأكد من ذلك فما عليكم إلا التفاف يمنة ويسرة الى هذه الجبال الشامخة التي سطر فيها آباؤكم وأجدادكم أروع الملاحم البطولية عليها ضد الغزاة والطامعين».

وتطرق بن فريد في كلمته الى تجربة جنوب افريقيا في النضال السلمي وتجربة الزعيم نيلسن منديلا وقال: «إن منديلا ناضل 27 عاما في السجن وظل يناضل من خلف القضبان حتى حقق النصر لقضيته الوطنية فلا تيأسوا من 6 أشهر في النضال فالمرحلة طويلة وشاقة وعليكم الاتحاد ورص الصفوف حتى يعود لنا مجدنا وعزنا، وعلينا في بعض المراحل ان نتوقف قليلا ونحتكم لصوت العقل والمنطق لنراجع أنفسنا وحساباتنا وتقييم مسيرتنا فليس العيب ان نخطئ ولكن العيب ان نستمر في الخطأ».

واختتم بن فريد كلمته بتأكيد العزم على مواصلة النضال السلمي في اطار «القضية الجنوبية ولا سواها».

إلى ذلك تحدث في المهرجان كل من الاخوة العميد محمد صالح طماح والشيخ عبدالحكيم درويش، رئيس مجلس تنسيق الفعاليات السياسية بمحافظة لحج والعميد قاسم عثمان الداعري، رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين بمديريات ردفان وفضل بن عطاف والاخت ثريا مجمل.

كما ألقي العديد من القصائد الشعرية وجرى قراءة البيان الصادر عن الفعاليات السياسية بمديريات يافع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى