عبدالرؤوف .. لماذا تجاهلوك؟

> «الأيام الرياضي» شكري حسين:

> ليس هناك أصعب على المرء من أن يجد سنوات التضحية وأيام الوفاء، وقد تحولت في لحظة من الزمن إلى أوراق متناثرة تذروها الرياح وتقذفها إلى مكان سحيق ومؤلم.. على أن النفس أن ترى خيام التجاهل، وقد انتصبت أمامها ومن خلفها، وتعايش فصول المأساة وحدها دون مساعدة من أحد، فيتحول نهارها الجميل إلى ليل كئيب..

عبدالروؤف عبدالله الحارس التلالي الشهير القادم من منبع المواهب أبين، واحد ممن اكتووا بنار التجاهل ولسعت أجسادهم حرارة الألم وسحقت أمانيهم متواليات الخذلان المستمرة، وغدا حاله كرجل عليل يبحث عن بسمة تضيء له الجانب المهم في حياته، وهو الاعتراف بمجهوداته وتقدير تضحياته التي ارتبطت في فترة من الفترات بالتلال وعلقت على جدرانه.

وجدته ذات مساء شاحب الوجه منكسر الحال شريد الذهن .. سألته عن إصابته فأجابني بصوت مبحوح لا جديد فيها، عرفت منه فيما بعد أنه ومن يوم تعرضه للإصابة لا يزال أسير الوعود المتعاقبة وهو لعمري موقف غير لائق من التلال المدرسة الرياضية الكبرى تجاه تلميذ نجيب في أروقتها وفدائيا شجاعا في محراب الدفاع عن ألوانها ورفع شعارها.

وأتصور أن معظم التلاليين يشاطرونني الرأي من أن عبدالرؤوف أمدوباء لا يستحق كل ذلك الجفاء، انطلاقا من كونه واحدا ممن كتبوا شهادة الألق الأخير للفريق قبل ثلاثة مواسم يوم أن استراح التلال كبطل على أريكة النجاح بعد سنوات كفاح مضنيه، فهل من لفتة سريعة أو يد حانية تمتد إليه لتمسح دموع الأحزان من على وجهه وتسافر بأحلامه إلى عالم العودة ودفء المكانة التي افتقدها منذ شهور طويلة؟ نأمل ذلك!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى