إسرائيل تجهز الملاجئ ليوم 10 مارس

> عواصم «الأيام» متابعات:

> دعت السعودية والكويت مواطنيها لمغادرة لبنان بينما يشهد الوضع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية توتراً غير مسبوق ترافق مع استعدادات اسرائيلية وتجهيز للملاجئ ونشر بطاريات صواريخ باتريوت الاعتراضية.

تزامن ذلك مع وصول المدمرة الامريكية كول وعدد من القطع البحرية الى قبالة سواحل لبنان فيما يبدو اعدادات لضربة ما.

صحيفة «الشرق الأوسط» قالت إنه في الوقت الذي أعلن فيه أن القوات الدولية (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان بدأت أمس (الأول) تدابير لتحصين مواقعها العسكرية، واتخذت سفارات عربية وأجنبية إجراءات احترازية، توقعت مصادر غربية انفجارا كبيرا في الأيام القادمة في ظل تفاقم التوتر. ولم تستبعد مصادر لبنانية حدوث مثل هذا الأمر وإن أشارت إلى أن الانفجار قد يكون «إقليمياً» خصوصاً في ظل التوتر الداخلي اللبناني وأحداث غزة في مشهد يعيد إلى الأذهان صورة الوضع قبل عامين وما حدث من تطورات انتهت إلى حرب الصيف.

وكانت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية قد ذكرت أن قوات «اليونيفيل» بدأت أمس (الأول) اجراءات في منطقة عملها في الجنوب، لتحصين مواقعها العسكرية واحاطتها بالعوائق. ومع استمرار ردود الفعل على قرار أميركا ارسال ثلاث سفن حربية إلى قبالة الساحل اللبناني، نبهت المصادر إلى ما ورد في تقرير للمخابرات الإيطالية بأن هناك مخاطر من هجمات على مدنيين أو عسكريين إيطاليين في الخارج وخصوصا في لبنان، وقالت إن دوائر غربية أخرى ربما تشعر بقلق مماثل، ومن هنا جاءت التحذيرات من بعض الدول خلال الأيام الماضية لرعاياها بتجنب السفر إلى لبنان.

وعكس تطوران ظلال القلق إزاء الأوضاعٍ، إذ أعلن في بيروت أن السفارة السعودية طلبت من رعاياها التنقل بحذر في لبنان ومن العائلات المغادرة، وفي السياق نفسه أفادت محطة«ال. بي.سي» اللبنانية أن السفارة الكويتية حثت مواطنيها على مغادرة لبنان. وقال السفير السعودي في بيروت عبدالعزيز خوجة لـ«الشرق الأوسط»، إن قرارا اتخذ بإجلاء عائلات العاملين في السفارة السعودية. وأضاف: من حقنا أن نخاف على مواطنينا. وقال السفير خوجة إن لا أحد ينكر التوتر القائم الآن، مشيرا إلى ان أحد الموظفين في السفارة تعرض أمس (الأول) لرصاصة قد تكون طائشة خلال وجوده في سيارته مع عائلته. وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرصاصة دخلت من الزجاج الخلفي للسيارة واستقرت على بعد سنتيمتر واحد من الطفل مما أصاب الأم بالرعب. وتحدث دبلوماسي عربي في بيروت لـ«الشرق الأوسط» عما وصفه «بأجواء تحريض رهيب ضد كل ما هو سعودي من وسائل الإعلام الموالية لسورية في لبنان ومحاولة التحريض وبث الاحتقان ضد السعودية والدور السعودي الذي قال إنه كان يهدف دائما إلى تقريب مواقف اللبنانيين لصيانة وحدتهم الوطنية.

> وفي الشارقة كتبت صحيفة «الخليج»:

سفن حربية أمريكية هجومية إلى المتوسط وباريس تشاطر واشنطن ومناورات «إسرائيلية» وتحضير ملاجئ...«كول» وأخواتها: ما الذي يُبيت للمنطقة؟

يحمل الحشد العسكري البحري الأمريكي، «يو إس إس كول» و«أخواتها» في الطريق، قبالة السواحل اللبنانية أكثر من احتمال، وكلها تدل على أن هناك شيئاً خطيراً يجري ترتيبه للمنطقة، إما ضد لبنان أو ضد سوريا أو ضد قطاع غزة، وبتنسيق أمريكي «إسرائيلي» واضح، وموافقة غربية، خصوصاً بعد إعلان فرنسا تفهمها للخطوة الأمريكية. فالسفن الحربية الأمريكية تمثل قوة قتالية هجومية تضم آلافاً من المارينز مع أسلحة متطورة، خصوصاً تلك المضادة للصواريخ، وفي موازاة ذلك تقوم «إسرائيل» بحشد مكثف لقواتها في الشمال والجنوب، وتجري مناورات عسكرية واسعة في أكثر من موقع وتهيئ الملاجئ، مستفيدة من فشل عدوان يوليو/ تموز 2006 على لبنان. بل لعل اصرار الولايات المتحدة على وقف التغلغل العسكري التركي في شمال العراق فوراً، وانسحاب القوات التركية من هناك يحمل علامة استفهام حول أسباب ذلك وعلاقته بما تحضر له مع «إسرائيل»، التي زادت جرعات ارهابها وتعمل مستميتة لاستعادة «قوة الردع» المفقودة، خصوصاً من الآن وحتى شهر مايو/ أيار المقبل، موعد الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين قد أكدت مصادر في واشنطن لـ«الخليج» خطورة التحرك الأمريكي الأخير بإرسال المدمرة «كول» وعدد من قطع البحرية تتضمن قوة قتالية تضم 2800 جندي من المارينز إلى السواحل اللبنانية. أضافت المصادر ان حجم القوة التي تم ارسالها وتوقيت ارسالها ونوعيتها أيضاً تعكس توجهات ليست جديدة على ادارة بوش، بمعنى الاستمرار في سياسة التعامل بقوة الردع العسكري.

وعلمت «الخليج» ان هناك سيناريوهات تعكس واقع التحرك الأمريكي على الأرض، وهي سيناريوهات هدفها دعم «إسرائيل» في حالة اتخاذها قراراً باجتياح غزة للقضاء على حركة «حماس»، ويكون التواجد الأمريكي في هذه الحالة لحماية «إسرائيل» من احتمال تدخل حزب الله في هذه الحالة. أما السيناريو الآخر فهو عكسي، أي أن تقوم «إسرائيل» بعد أن تشغل الرأي العام في غزة بالعدوان على لبنان ومهاجمة حزب الله بهدف كسر شوكته نهائياً، في ظل توفير الولايات المتحدة الحماية اللازمة لـ«إسرائيل»، ودليل ذلك حرص الولايات المتحدة على إرسال أنظمة دفاعية متطورة مضادة للصواريخ الصغيرة لا سيما تلك التي يصل مداها الى عمق «إسرائيل» وسبق لحزب الله ان استخدمها في دفاعه خلال عدوان تموز 2006 على لبنان.

وكانت مصادر في واشنطن قد أكدت لـ«الخليج» أن المدمرات الأمريكية التي ستحرص على البقاء في المياه الاقليمية الدولية أمام السواحل اللبنانية وغير بعيدة عن سواحل سوريا، لن تكون في مرمى البصر بل على بعد يصل الى 3 كيلومترات، وهذه المدمرات مزودة بنظام «ايجاس» وهو نظام دفاعي مضاد له القدرة على اصطياد الصواريخ طويلة المدى وأيضا قصيرة المدى، ومماثلة لتلك التي في حوزة حزب الله، وهو ايضا ذات النظام الذي استخدمته الولايات المتحدة في اسقاط قمر التجسس الاصطناعي في الفضاء قبل حوالي الاسبوع.

وكانت الاوامر الامريكية العسكرية قد صدرت للمدمرة «كول» والمدمرات المرافقة لها في -19 20 فبراير المنصرم، أي قبل أكثر من عشرة أيام، بالتوجه الى البحر المتوسط وبحر العرب من قاعدة نورفولك البحرية على الاطلسي التي تبعد حوالي 3 ساعات من العاصمة الامريكية.

وهكذا تكون امام السواحل اللبنانية المدمرة «كول» وهي حاملة للصواريخ (كروز) الموجهة، والتي صدرت لها الأوامر الثلاثاء الماضي بالتوجه من مالطا الى السواحل اللبنانية، ومعها سفينتا تموين وقود اضافة الى سفينة إنزال برمائية هجومية هي السفينة «ناسو u.ss» ومعها 6 سفن مرافقة تحمل قوة قتالية يبلغ عددها 2800 من جنود المارينز، وستكون لدى هذه القوة الامريكية القدرة على حمل أعداد من الطائرات المقاتلة. وإضافة لهذه القوة تم إرسال مدمرتين هما «روس» و«بالكلي» وبارجة «بحر الفلبين» وغواصة هجومية تسير بالطاقة النووية (ألباني).

في ذات الوقت، لفتت مصادر في واشنطن الى ضرورة إدخال قرار تركيا بوقف عملياتها في شمال العراق في تحليل الموقف العام، لا سيما أن على الأراضي التركية قاعدة انطلاق جوية عسكرية امريكية. وكانت قيادة القوات الامريكية في قاعدتها في شتوتجارت في ألمانيا قد سحبت بيانا صحافيا بعد وقت قصير من إصداره، بعد أوامر جاءتها من «البنتاجون» وغير معروفة الى الآن تفاصيله.

ولم يتسن لـ«الخليج» الوصول الى السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى والموجود حاليا في دمشق لسؤاله عن سير التحضيرات للقمة العربية في ظل التحركات الأمريكية الأخيرة، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية في واشنطن أكدت خطورة الوضع وتمسك سوريا بعقد القمة العربية التي لن تكون فقط مخصصة لموضوع لبنان، بل ستبحث الوضع في غزة. ورفضت المصادر العربية التعليق على ما إذا كانت واشنطن قد أبلغت الدول العربية الكبرى بتحركاتها الأخيرة في المنطقة.

وأشار سفير دولة عربية في واشنطن لـ«الخليج» الى قناعة بلاده بأن التحرك الأمريكي الأخير، رغم شكله الخطر يمكن أن يكون في إطار عملية عرض العضلات.

يذكر أنه سبق للولايات المتحدة أن تدخلت عسكرياً في لبنان مرتين، الأولى العام 1958 لدعم الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون، ثم العام 1982 حيث تم إنزال أمريكي آنذاك وتعرضت قاعدة عسكرية أمريكية قرب مطار بيروت لعملية انتحارية أدت الى مصرع عشرات الجنود الأمريكيين.

وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة أنها حركت المدمرة «يو إس إس كول» الثلاثاء الماضي من مالطا إلى قبالة الشواطئ اللبنانية، في خطوة قالت إنها للتذكير بوجودها العسكري والإبقاء على نشاطها الدفاعي، أفيد أمس (الأول) بأن الجيش «الإسرائيلي» يشهد حالة تأهب في المناطق الشمالية المحاذية لجنوب لبنان غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب العدوانية التي شنها في صيف 2006 على لبنان، وأن أجهزة الدفاع المدني في الكيان أبلغت السكان في مناطق الشمال أن جميع الملاجئ ستكون جاهزة لحرب في العاشر من الشهر الحالي، ووزعت قائمة بأماكن هذه الملاجئ.

وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية أنه مع وصول «كول» تحركت قوات «إسرائيلية» أمس (الأول) في محاذاة السياج الحدودي على امتداد القطاع الشرقي في جنوب لبنان، وأن وفدا من كبار الضباط في جيش الكيان قام بجولة ميدانية في المنطقة الممتدة من مستعمرة المطلة غربا حتى الطرف الجنوبي من جبل الشيخ شرقا، وأن عشرات الآليات والمدرعات وناقلات الجند المدرعة «الإسرائيلية» شوهدت في المنطقة .

وفوجئت الأوساط اللبنانية في قوى الموالاة والمعارضة بالخطوة الأمريكية، وسارع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس (الأول) إلى الطلب من القائمة بالأعمال الأمريكية ميشال سيسون الحضور لاستيضاحها بشأن الأمر، وقالت له إن تحركات السفن الأمريكية «روتينية». وصرح السنيورة أمام السفراء العرب في بيروت في مقر رئاسة الحكومة أنه لا دور إطلاقا لحكومته في استدعاء أي بوارج أمريكية إلى لبنان، وأكد أنه ليس في المياه الإقليمية إلا سلاح البحرية اللبنانية وقوات الأمم المتحدة «يونيفيل»، وشدد على رفض الحكومة أن يكون لبنان ساحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية .

وفيما قالت مصادر في قوى الأكثرية اللبنانية إنه لم يكن لديها علم بالخطوة الأمريكية، ودعت المعارضة إلى عدم إدخال المسألة في سياق السجال السياسي، قال حزب الله على لسان النائب منه حسن فضل الله إن الخطوة الأمريكية تصعد التوتر في لبنان، وتهدد الاستقرار فيه، وانها تشكل «تدخلا عسكريا» بعد أن كان التدخل الأمريكي سياسيا، ورأى أن واشنطن اعتمدت سياسة إرسال البوارج لدعم من سماها «جماعتها»، وأكد أن حزب الله لا يخضع للتهديد والتهويل العسكري الذي تمارسه أمريكا لفرض «هيمنتها ووصايتها» على لبنان. واستهجنت قوى وفاعليات لبنانية وطنية وإسلامية واسعة الخطوة الأمريكية، وطالبت الحكومة برد قوي عليها.

وقد رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض جوردن جوندرو ما سماها «مخاوف حزب الله»، وقال إن هناك مخاوف لدى الولايات المتحدة حيال تحركات حزب الله، وأوضح أنه لن يضيف شيئا على قوله هذا.

وتفادى أيضا الإجابة عن أسئلة تتعلق باستدعاء السنيورة القائمة بالأعمال الأمريكية في بيروت ميشال سيسون للحصول على «توضيحات» بشأن إرسال «كول»، وأضاف «نجري مشاورات منتظمة مع السنيورة وحكومته، وكذلك مع حلفائنا في المنطقة وأوروبا حول الوضع في لبنان»، وقال «ثمة تواصل دائم على مستويات عدة، ووجود سفن البحرية الأمريكية في شرق البحر المتوسط يهدف إلى تأمين دعم للاستقرار الإقليمي»، وأفاد أن الولايات المتحدة تشاطر السنيورة الرغبة في معالجة الوضع في لبنان، وأن يتم هذا الأمر على يد اللبنانيين .

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية توم كيسي أن تحرك المدمرة كول إلى قبالة الساحل اللبناني «مجرد تذكرة بأننا موجودون هناك»، وأضاف «علينا التزام طويل الأجل بالسلام والاستقرار هناك، ولن نذهب إلى أي مكان، وننوي الإبقاء على وجود دفاعي نشط جدا هناك».

> وأضافت «الخليج» عن الاستعدادات الاسرائيلية:

ذكرت مصادر أمنية وعسكرية في الكيان أن «إسرائيل» تستعد لحرب على الجبهتين الشمالية والجنوبية في آن واحد، في إشارة إلى تصعيد العدوان العسكري الواسع على قطاع غزة سيقود إلى تصعيد على الحدود الشمالية، أفيد أن «إسرائيل» تستعد له ميدانيا في تدريبات مكثفة، وفي تجهيز الملاجئ للسكان قبل العاشر من الشهر الحالي.

وأفيد أن تدخلا أمريكيا قد يتم في الأثناء، وهو ما يؤشر إليه وصول المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» إلى قبالة الشواطئ اللبنانية، وذلك بعد نحو شهر على رسو سفينة صواريخ حربية أمريكية في ميناء حيفا . وفي هذه الأثناء، عززت القوات «الإسرائيلية» تحركاتها البرية ونشر آليات عسكرية على الحدود مع لبنان، وجال وفد ضباط كبار في جيش الكيان في مناطق حدودية.

وأفيد أمس (الأول) أن الجيش «الإسرائيلي» أجرى تدريبات عسكرية في بلدتي المطلة ومسجاف المحاذيتين للحدود اللبنانية، وقالت مصادر إن عسكريين أمريكيين و«إسرائيليين» يتوقعون أن يؤدي تصعيد الأوضاع في قطاع غزة إلى تصعيد على الحدود الشمالية، وخصوصا في حال مواصلة سقوط الشهداء الفلسطينيين المدنيين، وتدعي هذه المصادر أن الولايات المتحدة ستبعث بقوات لها باتجاه الشواطئ اللبنانية والفلسطينية في حال تصاعدت المواجهات.

ويستند عسكريون «إسرائيليون» وأمريكيون في توقعاتهم وصول المواجهات إلى الجبهة الشمالية أمام حزب الله على ما كان أعلنه رئيس الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» عاموس يدلين أن حزب الله سيرد على اغتيال القائد العسكري فيه عماد مغنية عند إحياء ذكرى الأربعين له، والتي يقترب موعدها، إضافة إلى أن الجيش «الإسرائيلي» يوجد اليوم عند الحدود الشمالية في حال تأهب لم تشهدها هذه المنطقة منذ انتهاء الحرب التي شنتها «إسرائيل» على لبنان قبل أكثر من سنة ونصف السنة ، وقد نصبت بطارية «باتريوت» في منطقة حيفا، استعدادا لحرب جديدة مع لبنان. ويرى العسكريون في الاستعدادات التي تجريها جبهة الدفاع المدني في منطقة الشمال إثارة أجواء حرب، وخصوصا إبلاغها السكان بأنه حتى العاشر من مارس/ آذار الحالي ستكون جميع الملاجئ جاهزة تماما للحرب، إلى جانب توزيعها قائمة بأماكن الملاجئ .

وتدّعي المصادر العسكرية «الإسرائيلية» أن الولايات المتحدة لم ترسل مقابل الشواطئ اللبنانية البارجة الحربية «يو إس إس كول» فحسب، وإنما أيضا حاملة طائرات تضم ست سفن حربية وعلى متنها 2800 طيار ورجال بحرية أمريكية أمريكيون.

وكانت قد رست الشهر الماضي في ميناء حيفا سفينة الصواريخ الأمريكية الحربية «سان جاكينتو»، وعلى متنها 130 صاروخا من نوع «توماهوك» التي تصل مداها حتى 3000 كيلومتر وصواريخ «هاربون» المضادة للسفن وطائرتان من نوع «سيكورسي اف.ايج 600» وجهاز رادار وغيرها من العتاد العسكري. وتصل حمولة السفينة 9600 طن وطولها 173 مترا، ووصل على متنها 307 ملاحين و33 ضابطا.

وفي بيروت، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أنه مع وصول البارجة الأمريكية «يو إس إس كول» إلى محاذاة المياه الإقليمية اللبنانية، تحرك «الإسرائيليون» في محاذاة السياج الحدودي أمس (الأول) على امتداد القطاع الشرقي في جنوب لبنان، وقام وفد من كبار ضباط أركان جيش العدو «الإسرائيلي» ظهرا بجولة ميدانية على المنطقة الممتدة من مستعمرة المطلة غربا حتى المرصد «الإسرائيلي» عند الطرف الجنوبي من جبل الشيخ شرقا.

ولفتت الوكالة إلى أنه ومن خلال المتابعة الميدانية عند الحدود الدولية من جهة العباسية وتلال كفرشوبا وبركة شبعا أمس (الأول)، شوهد رتل من الآليات العسكرية «الإسرائيلية» يزيد عدده على 15 آلية، بينها خمس سيارات جيب تقل عشرات الضباط الكبار تتقدمها ناقلات جند مدرعة وسط حراسة عسكرية مشددة، حيث شوهدت عشرات الآليات الأخرى موزعة خلف سواتر ترابية ودشم إسمنتية على امتداد الطريق التي سلكها الوفد العسكري الذي توجه بعد جولته ليكملها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها آليات عسكرية «إسرائيلية» في محاذاة السياج منذ اغتيال القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية والتهديد الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وقالت الوكالة إن هذه الحركة لم تخف على قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان والجيش اللبناني، حيث تابع الطرفان الدولي واللبناني ما يجري في الجانب الآخر من الحدود، والملاحظة الأولى على هذا التحرك «الإسرائيلي» هو ارتفاع منسوب التوتر على امتداد الحدود الدولية بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكان مسؤولون أمريكيون قد ذكروا الليلة قبل الماضية أن الولايات المتحدة قررت إرسال المدمرة «كول» إلى مقابل الساحل اللبناني، بسبب مخاوف من الوضع في لبنان. وقال مسؤول في وزارة الدفاع «البنتاجون» انها غادرت مالطا يوم الثلاثاء متوجهة إلى قبالة لبنان، وأضاف أنها لن تكون في مجال الرؤية من لبنان، لكنها «ستكون في الأفق».

> وفي لندن طالعتنا صحيفة «الحياة» بعنوان:

وصول المدمّرة «كول» عرض للقوة أم لاستخدام القوة؟

وصول المدمرة الأميركية «يو اس - أس كول» قبالة الشواطئ اللبنانية يطرح العديد من الأسئلة وفي طليعتها: هل هذا التحرك من جانب الولايات المتحدة الأميركية يهدف فعلاً الى الحرص على الاستقرار في المنطقة أم أنه يعتبر تهديداً مباشراً لهذا الاستقرار؟

واستطراداً: هل الخطوة الأميركية هي فعلاً من أجل الحفاظ على أمن لبنان بوجه التهديدات المحيطة به...أم أن «الحالة اللبنانية» يمكن أن تكون جسر العبور للتوجهات الأميركية من اتجاهات متعددة تبدأ باستهداف سورية مروراً بالوضع الفلسطيني المتفجر وصولاً إلى الملف النووي الإيراني؟

من حيث المبدأ يعتبر الوجود البحري الأميركي على مقربة من لبنان ولو أنه لا يرى بالعين المجردة عرضاً واضحاً للقوة يأتي وسط أجواء تصعيدية شديدة الوضوح بتوترها وبخطورة التداعيات التي تنطوي عليها. وفي الشؤون الاستراتيجية هناك فوارق أساسية بين عرض القوة واستخدام هذه القوة.

القضية الملحة في هذه الفترة الحبلى بالأحداث والمفاجآت تتمثل في إمكانية استشراف المرحلة الآتية على المنطقة من منطلق تطورات الأزمة اللبنانية. فهي تأتي وسط انسداد كامل في أفق الحل بعد فشل جميع المحاولات التي جرت للعثور على مخرج للوضع المأزوم وآخر هذه المحاولات المبادرة العربية التي لم تكن أفضل من سابقاتها من المبادرات التي طرحت، الشرقي منها أو الغربي أو الأوروبي، وكلها باءت بالفشل ليتأكد من جديد أن لبنان يواجه أزمات هي أكبر من طاقته ومن قدرته على الاحتمال... وعلى إيجاد حلول لها تقي هذا الوطن من أخطار كبيرة محدقة به.

وفي التفاصيل وبالعودة إلى اللقاء الرباعي الأخير في مجلس النواب اللبناني، وبمعزل عن التفاصيل المملة، صرح عراب المبادرة العربية عمرو موسى بالآتي: «إن الزعماء اللبنانيين وصلوا إلى آخر ما يستطيعون أن يقدموه». ويضيف: «لا بد من عمل عربي وإقليمي لوقف النزيف داخل هذا البلد». وشدد على أن «التجييش وتجيير القوى الخارجية مسألة غير مقبولة في لبنان. بلد وصل إلى نقطة غاية في الخطورة على كيانه وعلى نسيجه الاجتماعي وعلى مستقبله». وكل متابع للشأن اللبناني كان يدرك أن الأمور سائرة إلى مزيد من التعقيد وإلى استحالة الخروج من المأزق القائم وسط حالة غير مسبوقة من التأجيج من كل لون ونوع وحالة احتقان مخيفة تنذر بأوخم العواقب.

وفي ضوء تطورات الساعات الأخيرة يجب ربط ما حدث بما هو آت وهل عرض القوة الأميركي سيزيد من حالة الاحتقان والتأجيج وما هي النتائج المرتقبة لذلك.

ان الوضع تخطى لعبة شد الحبال بين الموالاة والمعارضة، وبين تجمع 8 آذار وتجمع 14 آذار إلى ما هو أخطر ليشمل المنطقة بكاملها. ومن الطبيعي أن تسهم الخطوات الأميركية الأخيرة وما يمكن أن يتبعها من تدابير مماثلة لتجعل من المياه اللبنانية بحراً للأزمات يحفل بالعديد من المخاطر.

ويتزامن اشتداد حالة الورم الوطني السائدة في لبنان مع الأزمة المعلومة التي ترافق التحضيرات لانعقاد القمة العربية في دمشق نهاية شهر آذار (مارس) المقبل.

وصورة الأحداث تبدو على الشكل التالي: تراكمات الأزمة اللبنانية وتداعيات معطوفا عليها التضارب في المصالح بين الأطراف الإقليمية والدولية، لتؤلف مشهدية التوتر العالي الذي يسود المنطقة.

وإذا كانت الانقسامات العميقة القائمة على الساحة اللبنانية قد منعت مختلف الأفرقاء من التفاهم على جوامع مشتركة لحل الإشكالات القائمة فمن شأن هذا الواقع أن يفتح الوضع اللبناني على كل الاحتمالات أفضلها هو الأسوأ والأسوأ فيها يصبح الأكثر سوءاً.

ولا يمكن عزل ما يعصف بالساحة اللبنانية المستباحة على كل أنواع الخلافات والتجاذبات وتعارض وتقاطع المصالح عن انتشار رقعة الخلافات الإقليمية والدولية لترابط الأمور وتداخلها في ما بينها، حيث لا يعود هناك من فارق بين الجحيم المتفجر في قطاع غزة وما يجري في المنطقة.

فهل سيكون لبنان منطلق التفجير الكبير الآتي على المنطقة؟

وفي فترة مزدحمة بكثير من الأسئلة، يجاب عن الأسئلة بأسئلة أخرى، نتساءَل: هل أن التحرك الأميركي يشكل ما ترى واشنطن أن يشكل حالة ردع معينة لحصر أحداث المنطقة أم العكس يمكن أن يكون صحيحاً: أي أن تكون في الأمر عملية استدراج؟

يذهب البعض في معرض تحليله للتحركات الأميركية الأخيرة الى القول إن موقف واشنطن يأتي في سياق ما أعلنه أخيراً الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن «الحرب المفتوحة»، ورغم أن بعض الشروحات قدم وأعطي في هذا المجال ومنه أن الحرب المفتوحة وردت في سياق شرطي وفرضي بمعنى...أن هذه الحرب يمكن أن تقوم إذا أرادت إسرائيل المضي في هذه اللعبة، رغم هذه الإيضاحات ما زالت المواقف الملتبسة هي السائدة في هذه المرحلة المعقدة.

وفي تقريب المواقف وحصرها في نقاط محددة، يمكن التوقف عند ما يلي:

* إلى أي مدى يمكن أن يساعد التصرف الأميركي على تقريب فرص إيجاد حلول للأزمة اللبنانية وسط قرع طبول الحرب؟ قد يكون الجواب بالسلب، بمعنى أن مثل هذا التطور قد يسهم في تعقيد الأمور أكثر فأكثر ويلهب الأجواء الداخلية بحرب جديدة من السجالات والاتهامات ويخطئ أي طرف لبناني في أن يتباهى بقدوم المدمرة الأميركية قبالة الشواطئ اللبنانية للاستقواء بها. فالولايات المتحدة ليست جمعية خيرية تعمل بالمجان لخدمة هذا الطرف أو ذاك، بل هي تستخدم بعض الذرائع والأطراف كمطية لتحقيق أهداف مصلحية كبيرة.

* القمة العربية وقمة التوتر العالي: يهم الدولة المضيفة سورية أن يتم انعقاد القمة المتفق عليها بشكل دوري، لكن أن يتحول حضور هذه القمة إلى سجالات وإلى طرح شروط وشروط مضادة فهو يخرج لقاء القمة عن روحية التضامن العربي أو ما تبقى منه. وما زال لقاء دمشق يمثل، حتى كتابة هذه السطور، على الأقل فرصة ولو أخيرة لإنقاذ هذا التضامن ولو على شكل هيكل عظمي، وإلا يجب أن يصدر بعد القمة المقبلة بيان يحمل النعي النهائي لقيام أي تعاون عربي مشترك أو غير مشترك بعد اليوم، لذا لا يمكن لدمشق أن تتحدى الواقع العربي بتجاهل الكثير من المعطيات والتعامل معها بشكل إيجابي.

وفي المقابل لا يجب أن يكون حضور الأطراف العربية لهذه القمة وكأنه منة. فمع تحسن العلاقات السعودية - السورية والمصرية نعم العالم العربي بفترة صفاء نسبي، ومع التوتر الحاصل بين الرياض ودمشق لن ينعم العرب بالاستقرار. والسؤال: من سيصمد ويصر على المواجهة؟ ومن يمكن أن ينحني أمام العاصفة الهوجاء؟

* ربطت واشنطن إرسال المدمرة «كول» إلى قرابة السواحل اللبنانية بارتفاع وتيرة التهديدات التي أطلقها «حزب الله» أخيراً، لكن كيف سيتم التعبير الأميركي عن «التدخل» لخفض وتيرة مثل هذا التوتر؟ كذلك ربطت الدوائر الأميركية هذا التصعيد بالمضاعفات التي أعقبت اغتيال القيادي الكبير عماد مغنية. وإذا صحت الأقوال التي نسبت إلى زوجة مغنية عن اتهامات لسورية بالوقوف وراء تدبير حادث اغتياله فمن شأن هذه التداعيات إدخال الكثير من التعديلات على صورة الموقف الحالي، كما أن من شأنها تغيير بعض المعادلات والتحالفات وخلط الكثير من الأوراق، وإلا ستكون هذه التهم واحدة من تسريبات كثيرة يحتاج الموقف إلى وقت طويل للتأكد من صدقيتها.

* ان المواجهة المكشوفة ما بين التوجهات الأميركية في المنطقة ودول الممانعة التي أخذت على عاتقها التصدي لهذه التوجهات تشهد هذه الأيام فصلاً خطيرا من فصولها المتعددة. الآن الرئيس جورج دبليو بوش في حالة سباق مع نفسه في البيت الأبيض فهو يسعى إلى كسب ما تبقى من الوقت والقيام ببعض الحروب الاستباقية التي اشتهر بها... أو بحروب استدراكية الطابع. ولأن الأمور مترابطة ببعضها بعضاً، يجب السؤال عن مصير قيام الدولة الفلسطينية قبل رحيل بوش عن البيت الأبيض. إن مجموعة من القرائن تؤكد أن هذا الأمر شديد التعثر، وعندما التقى الرئيس محمود عباس الملك عبدالله الثاني في عمان قبل أيام حمله رسالة إلى الرئيس بوش مفادها: ما لم يتم تدخلكم المباشر، فسينتهي العام... وتنتهي فرصة قيام الدولة الفلسطينية.

* طلائع آلة الحرب الأميركية وصلت وكوندوليزا رايس في طريقها إلى المنطقة. ويقال في واشنطن إن الرئيس جورج دبليو بوش يفكر قبل مغادرته البيت الأبيض بخوض حرب جديدة في المنطقة تكون بمثابة رد اعتبار لما حدث في العراق. لكن هل من أحد يستطيع أن ينصح الرئيس بوش ان صناعة السلام هي أفضل بكثير من صناعة الحروب؟

* لا يفرحنَّ أحد تهليلاً بأي تدخل خارجي، اميركي أو غير اميركي، في الشؤون اللبنانية أو في شؤون المنطقة. ان تطورات الساعات الأخيرة تحتم على كل الأطراف إجراء مراجعة جادة للمواقف بمنتهى الشجاعة والمسؤولية العالية وبعيداً عن لغة الغرائز والأحقاد والخصومات والعناد، وهذه كلها لا تصنع وطناً ولا تنقذ وطناً من محنة تكاد تقضي عليه.

> وفي بيروت أكد وزير الثقافة اللبناني وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الاحد ان طلب السعودية السبت من رعاياها مغادرة لبنان لم يثر مخاوف دول اخرى، رابطا هذه الدعوة بـ«تهديدات خاصة» بالسعودية.

وقال متري للمحطة اللبنانية للارسال (ال بي سي) ان «الوضع لا يشي بانفجار كبير يهدد الموجودين في لبنان ولن يستدعي منهم تدابير مشابهة». واضاف ردا على سؤال عما اذا كانت الخطوة السعودية قد اثارت مخاوف سفارات اخرى، اكتفى بالقول «عند السعوديين اسباب خاصة فهم تعرضوا لتهديدات خاصة» بدون ان يعطي تفاصيل اضافية. وكان السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة غادر بيروت الصيف الماضي اثر تلقيه تهديدات، لكنه عاد بعد فترة ويتنقل بين الرياض وبيروت.

وجاءت مغادرة خوجة بيروت في 17 اغسطس بعدما ابلغ السلطات اللبنانية انه تلقى تهديدات باعتداءات على منزله او مقر السفارة. وتحول الخلاف السعودي السوري المتفاقم مادة تجاذب في الازمة اللبنانية. فقد اتخذت الاكثرية موقع الدفاع عن الموقف السعودي، فيما اتهمت مصادر المعارضة التي تساندها دمشق السعودية، بـ«الانحياز» للاكثرية والضلوع في مخطط اميركي لزعزعة استقرار لبنان.

وكان مصدر حكومي اكد السبت لوكالة فرانس برس ان «الحكومة اللبنانية اخطرت بالاجراء الذي اتخذته السفارة السعودية التي طلبت من رعاياها التنقل بحذر في لبنان ومغادرة البلاد اذا امكن». وفي 18 فبراير الفائت، نصحت وزارة الخارجية السعودية مواطنيها «بعدم السفر الى لبنان» في ظل الظروف السياسية والامنية «غير المستقرة ضمانا لأمنهم وسلامتهم».

وفي الكويت قال وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الصباح في تصريحات صحافية نشرت الاحد ان السلطات الكويتية تنوي ترحيل عدد غير محدد من الوافدين الذين شاركوا في تأبين القيادي في حزب الله عماد مغنية الشهر الماضي. ونقلت صحيفة «الوطن» عن وزير الداخلية قوله «سنبعد أي وافد شارك في التأبين. هذا قرار سننفذه ولن نتراجع عنه».

ولم يحدد وزير الداخلية عدد الاشخاص الذي يمكن ان يتم ترحيلهم. ويدور جدل سياسي واسع النطاق في الكويت بعد قيام نواب ومواطنين شيعة بتنظيم تجمع تأبيني لمغنية الذي تتهمه السلطات الكويتية بخطف طائرة مدنية كويتية في الثمانينات.

ورفع اربعة محامين كويتيين دعوى قضائية ضد النائبين الشيعيين عدنان عبدالصمد واحمد لاري اضافة الى مسؤولين حاليين وسابقين شيعة لتنظيمهم التجمع التأبيني كما تم فصل النائبين من كتلتهما البرلمانية. ويتهم مقيمو الدعوة الشخصيات الشيعية بأنهم «مؤسسون وأعضاء في حزب الله الكويت وأنهم عملوا على شق الوحدة الوطنية واعلنوا ولاءهم لحزب الله».

وليس هناك فرع معروف لحزب الله اللبناني في الكويت، إلا ان البعض يعتقد ان هذا التنظيم يعمل بشكل سري في البلاد تحت اسم «حزب الله الكويت».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى