أخلّ بمواثيق العهد والثقة وترك شعب حضرموت.. مصطفى حسن (هرب ولم يعد)

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

> لم أتفاجأ عندما سمعت بخبر انتقال المدرب المصري مصطفى حسن لتدريب الصقر بتعز وقيادته له في الأسبوع التاسع من الدوري أمام مستضيفه الشعلة، وهي المباراة التي خسرها الصقر بهدف يتيم. انتقال مصطفى حسن لتدريب الصقر لم يكن ألبتة أمرا غريبا أو مفاجئا، ذلك أن الرجل قد ترك أكثر من درس وتصرف ينم عن مغادرته لفريق شعب حضرموت، وتركه في هذا الوقت الحرج، بالذات والفريق على أعتاب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي تنطلق أول مبارياتها يوم الـ 11 من شهر مارس القادم، بلقاء شعب حضرموت وضيفه شباب الأردن حامل لقب البطولة.

قبل أن نتطرق إلى موضوع هروب مصطفى حسن والتصرف غير اللائق من مدرب شقيق، كان ينبغي أن يكون قدوة في الوفاء والإخلاص للكلمة والعقود والإتفاقيات التي أبرمها مع إدارة نادي شعب حضرموت.. قبل الحديث عن موضوع الهروب نود أن نكون منصفين في الطرح، وذلك أن نعترف أولا بأن المدرب المصري مصطفى حسن قد لعب دورا كبيرا في بقاء الشعب بين أندية الدرجة الأولى خلال الموسم الماضي، حين قبض دفة النادي في وقت حرج، ونجح بتكاتف الجميع واستشعار المسئولية من الجميع، إدارة ولاعبين ومحبين ومشجعين، وكذا المشاركة الفاعلة في عودة قائد الفريق الكابتن صالح بن ربيعة، ورفيق دربه الكابتن خالد بن بريك، نجح في هذه المهمة التي كتب الله لها النجاح في وقت حرج.

ولكن للأسف استغل المدرب مصطفى حسن العلاقات الطيبة والفسحة في التصرف التي طغت على اللازم ليقدم نموذجا سيئا، ابتداء من الفترة الإعدادية لهذا الموسم 2007-2008م، وهي الفترة التي فتحت خلالها إدارة شعب حضرموت له بيوتها وقلوبها، ومنحته صلاحيات تجاوز بها المعقول، وحينها أدركتُ ومعي الكثير أن المدرب سالف الذكر يتميز بحرفة من نوع خاص، ومهارة في المراوغة يستطيع بها أن يصل لشباك أفضل حارس مرمى في العالم، حتى وإن كان كاسيس أو ديدا أو بوفون.

بدأت سيمفونية حسن عندما منحته الإدارة الصلاحية الكاملة باستقدام ثلاثة لاعبين مصريين يثق في قدرتهم للعب في صفوف الشعب هذا الموسم، وكانت الإدارة قبل ذلك قد اتفقت معه على قيادة الفريق لهذا الموسم، ومن ضمنه بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، واعتمدت له مبلغا من المال بالدولار يسيل له اللعاب، وقبل الدوري أحضر مصطفى حسن ثلاثة لاعبين مصريين، وراح يقول لكل الدنيا وفي المقاهي وعلى هواء خور المكلا الطلق وفي الطرقات والساحات، ويقول لكل من يعرف ومن لا يعرف أنه: “قد خرب نادي السويس والسويس بحالها بأولئك اللاعبين الثلاثة.

وأن السويس باتت تكرهه لأنه أخذ زبدة لاعبيها وأفضلهم لعبا”، هكذا كان يقول للرايح والجاي، والجالس والقائم، وبعد مضي أكثر من شهرين وخسارة النادي مبالغ مالية تجاه أولئك اللاعبين، وبعد خوضهم لمباريات تجريبية ضمن صفوف الشعب في بطولات المحافظة الفنية التي شكلتها إدارة النادي، وتضم لاعبين وإداريين أفذاذا، لعبوا وخدموا النادي عندما ارتأت إدارة النادي ضرورة الاستغناء عن خدمات الثلاثي الذي (خرب السويس) بعد اتفاق الجميع، إدارة وفنيين وجمهور على تواضع مستواهم، وأنهم ليسوا باللاعبين الذين سيرفعون مستوى الفريق فنيا، وهو ما أقام الدنيا بالنسبة لمصطفى حسن، الذي اتهم الإدارة وأناس من خارجها بالتدخل في شئونه وعدم درايتهم بشيء، بل استغل ذلك ونشر تصريحا على عجل في صحيفة الثورة يعلن فيه استقالته، وبالطيبة والتواضع وجد الجميع يرجونه ويطرقون بابه لكي يستمر، ثم راح ينشر غسيله في الصحف قائلا (أنا ماعنديش فريق)، بل وصل الحد إلى أنه طلب ذات مرة بأن توكله إليه الأمور المالية بالنسبة لحوافز اللاعبين ليقوم بتوزيعها بنفسه!!

تصرفات مصطفى حسن بدأت تظهر بعد ذلك، أولا يشرك (ابنه) وهو ليس مدونا في كشوفات النادي في التمارين اليومية الرسمية للفريق، ثم يجتمع باللاعبين المحترفين في منزله ويخبرهم بأمور ليس من شأنه ولا من شأنهم، ثم يتحدث في كل الأماكن وفي كل وقت عن كل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة في النادي، مستغلا مهاراته الكبيرة في الكلام، وراح يتدخل في كأس الرئيس الموسم الماضي أمام الهلال في الحديدة، وطالب بأن تجري قرعة بين الشعب والهلال على الملعب، وكان يتكلم بذلك في وقت كان الشعب يلعب فيه أمام اتحاد البيضاء في البيضاء، وكان هو في المكلا لم يغادر مع الفريق، وكان يصيح بأنه لن يلعب في الحديدة، وهذا ليس من اختصاصه فليس هو من يقرر اللعب من عدمه، إلى أن أتاه خبر هزيمة الشعب من اتحاد البيضاء بركلات الترجيح!!

مصطفى حسن تطاول على اللجنة الفنية التي أقرتها إدارة النادي بشكل رسمي، وقال أنا لا أعترف بلجنة فنية، بل وترك اجتماعه بهم دون استئذان، ثم طلب منهم في وقت لاحق أن يتدخلوا ليبقون مواطنه هشام عطية الذي أرتأت الإدارة الاستغناء عنه، ورغم ذلك حرص الجميع على بقائه استغلالا للوقت وهو الذي كان قد أكد أنه يجمع معلومات عن الأندية التي تقع في إطار المجموعة الثالثة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وهي شباب الأردن والنهضة العماني والنجمة البحريني، وأنه سيسعى لمشاهدة مباريات لهم حتى تتكون له خلفية عن تلك الأندية.

وظل خلال الفترة الأخيرة كثير الكلام، متسببا في حدوث الإشكالات بدون داع أحيانا، مهددا بالرحيل ومقللا من شأن الفريق في الشوارع والصحف، بل ويتحدث عن أنه يسعى لجلب فانلات للنادي!

وحين أراد الهروب وخيانة العهد والميثاق، اخترع عذرا ظن أنه سيواري سوأته .. وأكد أنه ذاهب لمصر في ظرف خاص يخص ابنه ودراسته، لكن كل المؤشرات والوقائق كانت تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصطفى حسن كان ذاهبا في غير رجعة، كان ذاهبا للحصول على أكثر من ألفين دولار، التي كان يتقاضاها مع الشعب شهريا، كان ذاهبا للحصول على المزيد، وبالفعل نجح، لكنه نسي أنه ترك وراءه نموذجا سيئا، وتصرفا أبدا لن يرضى به حسن شحاتة أو محمود الجوهري أو عمرو خالد أوعمر الشريف أو محمد أبوتريكة، الذي جمع تبرعات من زملائه لاعبي المنتخب لبناء مسجد في مدينة أكرا عاصمة غانا ليسهل على المسلمين الفقراء هناك إقامة شعائرهم الدينية فيه.. سبحان الله.. شتان بين هذا وذاك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى