دماء واشلاء القتلى الفلسطينيين تتناثر بين ازقة جباليا

> جباليا «الأيام» عادل الزعنون:

>
تفوح رائحة الدم واشلاء القتلى الفلسطينيين المتناثرة من ثنايا البيوت المدمرة في ازقة جباليا حيث تستهدف الدبابات الاسرائيلية والمروحيات التي تغطي سماء المنطقة المقاتلين المنتشرين فيها غير عابئة بسقوط ضحايا مدنيين.

وتصرخ منال عبيد (29 عاما) وهي تسرع نحو مستشفى "العودة" في جباليا "قتلوا ابني" لكنها سرعان ما تستعيد هدوئها بعد ان تاكدت ان طفلها اسامة البالغ تسع سنوات مصابا بجروح بسيطة بشظية صاروخ اطلقته مروحية هجومية اسرائيلية.

وتقول هذه المراة المحجبة التي ترتدي جلبابا اسود "ابلغوني بان اسامة استشهد .. جئت مسرعة الى المستشفى" وتتابع "الحمد لله جرح ابني بسيط".

واصيب الطفل في زقاق مطل على طريق صلاح الدين الرئيسي حيث تتمركز عدة دبابات واليات مدرعة اسرائيلية خلف بنايات سكنية ولا تتورع عن اطلاق النار او القذائف.

وفجأة تطلق مروحية هجومية صاروخا يستهدف ثلاثة مقاتلين اطلقوا لتوهم صاروخا محلي الصنع تجاه المناطق الاسرائيلية دون ان يصب احد منهم لكن قتل في هذه الغارة فلسطينيان واصيب احد عشر اخرون بينهم طفل.

وجرح الطفل فادي ذو ال12 ربيعا وصديقه محمد دقران بجروح خطرة ونقلا للعلاج في مستشفى "كمال عدوان" في بلدة بيت لاهيا المجاورة.

وتقول اماني ان ابنها فادي خرج من المنزل "ليتفرج على المقاومين وهم يتصدون للدبابات لكنه اصيب مع صديقه.. ماذا يمكن ان نفعل اصيب بلا اي ذنب..؟".

لكن حظ فادي كان افضل من محمود ابو عيطة الذي قتل في غارة اسرائيلية في جباليا وهو يقف قرب منزله.

وفي منطقة "تل الزعتر" المطلة على جبل الكاشف في شرق جباليا سقطت قذيفة اسرائيلية على منزل لعائلة شمالي والحقت اضرارا جسيمة في الطبقة الثالثة حيث كان ثلاثة صبية يقفون على سطح المنزل لكنها لم تصب احدا منهم.

وروى عدد من السكان في بلدة جباليا ان الطفلة صفاء ابو سيف (12 عاما) قتلت بعدما نزفت لاكثر من ساعة في منزلها حيث لم تتمكن طواقم الاسعاف من الوصول اليها بسبب كثافة اطلاق المروحيات النار في كل الاتجاهات.

وروى حسن عون البالغ (44 عاما) العاطل عن العمل انه انتشل طفلين جريحين اصيبا بشظايا قذيفة دبابة ونقلهما الى المستشفى "وكان الدم يملا وجهيهما".

وتختلط اشلاء بعض القتلى باشيائهم في البيوت التي تعرضت للقصف الاسرائيلي,وينشغل مسعفون في جمع الاشلاء ونقل الجرحى.

ويقول ناصر وهو ضابط اسعاف "نتعرض لخطر الموت في كل لحظة نحاول نقل جرحى او شهداء.. منظر الضحايا مرعب فبعض جثث الشهداء ننقلها متفحمة او اشلاء".

وذكر هذا المسعف الذي بدا متعبا "يموت الجرحى احيانا عندما لا نستطيع الوصول اليهم لانقاذ حياتهم".

وتقول العجوز فاطمة السيد وهي تقف امام منزلها في جباليا تراقب ما يحدث "لم ار في حياتي مجازر كهذه" وتتساءل "لماذا يقتلون الاطفال والنساء؟".

وتابعت المراة السبعينية المتحدرة من بلدة المجدل "هجرونا (الاسرائيليون) في نكبة 1948 ويقتلون اولادنا في غزة.. اين العالم نريد ان نعيش مثل البشر".

وينتشر مقاتلون فلسطينيون من اجنحة عسكرية مختلفة بين الطرقات وخلف البنايات او تلال رملية اقاموها للاحتماء ورائها حيث تدور اشتباكات متقطعة.

ويغتنم المقاتلون فرص نادرة لغياب المروحيات لفترة وجيزة ليطلقوا قذائف مضادة للدروع تجاه الاليات المدرعة المتوغلة او صواريخ محلية الصنع تجاه مناطق اسرائيلية.

وقال مسلح ذو لحية سوداء وكان يحمل بندقية ام 16 "لن ندخر جهدا للتصدي لهذا العدوان الصهيوني" وتابع "نوقع فيهم (الجيش الاسرائيلي) اصابات لا يعلنون عنها وقتلانا شهداء".

واشعل شبان النار في اطارات السيارات في محاولة لاخفاء المقاتلين.

وكلما اطلق صاروخ محلي تنهال قذائف دبابات وصواريخ المروحيات على المنطقة التي اطلق منها.

وكانت شوارع جباليا وبلدة بيت لاهيا المجاورة خالية الا من الاف المشاركين في جنازات لتشييع بعض القتلى.

وقتل 103 فلسطينيين بينهم 39 طفلا وصبيا في سلسلة الغارات والمواجهات منذ الاربعاء,وسقط اكثر من 70 من هؤلاء القتلى منذ فجر أمس الأول خلال عملية التوغل الاسبوع التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في منطقتي حي التفاح شمال شرق مدينة غزة وجباليا في شمال قطاع غزة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى