المؤرخ الشاب عارف الحريري لـ«الأيام»:أتمنى أن يتعرف الناس أكثر على هواية جمع الطوابع ليزداد عدد المقبلين عليها

> «الأيام» أديب الجيلاني:

> جمع طوابع البريد من الهوايات الجميلة والراقية التي يعود ظهور أولى الإشارات لها إلى العام 1841م وتحديداً بعد نشر جريدة «التايمز» اللندنية إعلاناً لسيدة شابة أبدت رغبتها في أن تكسو جدران حجرة لباسها بطوابع بريدية مختومة.

في بلادنا اشتهر عدد من الشخصيات المعروفة وفي عدن تحديداً بممارسة هذه الهواية من أمثال المرحوم عبدالرحمن بازرعة، عمر إحسان الله، الشيخ حسين أبوبكر باعبيد، طارق زبارة، صالح الحبشي.. لتنتهي قائمة هذه الأسماء بالشاب الطموح والمؤرخ عارف الحريري الذي أجرت «الأيام» لقاءً خاصاً معه لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذه الهواية وتعريف الشباب بها.. وكانت خلاصة اللقاء في السطور الآتية:

> في البداية وقبل أي شيء.. حدثنا باختصار عن قصتك مع جمع الطوابع وكيف تحولت من مجرد هواية إلى احتراف؟

- بدأت قصتي مع هواية جمع الطوابع بعد قيام شقيقي الأكبر الفقيد الراحل د. صالح الحريري بإهدائي ألبوم طوابع صغيراً، وكان ذلك حسبما أتذكر في عام 1977م.

في البداية طبعاً لم أهتم كثيراً بالموضوع واعتبرت الهدية غالية إلى قلبي لكوني قد تلقيتها من شقيقي الأكبر، ولكن سرعان ما تحول عدم مبالاتي إلى اهتمام استحوذ على معظم وقتي وخصوصاً بعد قيامي بإهداء بعض طوابع الألبوم لأحد أصدقائي في (سوريا) الذي أسرني بسعادته البالغة وشد انتباهي، الأمر الذي أدى بي للاهتمام بمعرفة سر سعادته ودفعني للتعرف أكثر على هواية جمع الطوابع ومزاياها والفوائد الناجمة عن ممارستها، ومن هنا كانت انطلاقتي الحقيقية في ممارسة هذه الهواية الرائعة.

> شوقتنا كثيراً بقصتك.. ولكن هل لنا معرفة فوائد هذه الهواية؟

- ما أعرفه أن هذه الهواية تحتل أهمية خاصة من حيث عملها على تعريف الهاوي الذي يمارسها بعملات البلدان والمناسبات الخاصة فيها، إضافة لتعريفه بالشخصيات التاريخية البارزة، ناهيك عن الحضارات وأبرز المعالم الموجودة في شتى أنحاء العالم.. وباختصار شديد يمكننا القول بأن الطابع هو سفير أي دولة إلى جميع أنحاء العالم.

أيضاً من فوائد ممارسة هذه الهواية أنها تؤدي لشغل أوقات فراغ الشبان وإلهائهم عن ممارسة عادات وسلوكيات غير حميدة أو غير مرغوب فيها من قبل الأهل فضلاً عن اعتبارها وسيلة من وسائل الاتصال بين الشبان وتكوين علاقات صداقة وطيدة فيما بينهم.

أما الأهم من ذلك فهو اعتبارها وسيلة إدخار مادي (مالية)، فالطابع الذي تشتريه اليوم بسعر يمكنك أن تبيعه لاحقاً بسعر أكبر، وكلما كان الطابع نادراً زاد سعره أكثر .

> نستشف من كلامك أن ندرة الطابع هي التي تحدد سعره.. أم أن هناك شروطاً أخرى يجب توافرها لتحديد قيمته؟

- للأسف لايزال البعض وحتى اليوم يعتقد أن قيمة الطابع تحددها فترة إصداره، والصحيح أن ندرة الطابع التي تأتي من واقع الكمية المطبوعة منه هي فقط التي تحدد قيمته ومثال ذلك إذا كان الطابع الصادر في عام 1860م يصل سعره العالمي إلى جنيه أسترليني واحد، فإن الطابع الصادر في 1980م قد يصل سعره إلى ألف جنيه، وهذا يعني أنه ليس بالضرورة أن تحدد فترة إصدار الطابع قيمته.

رسالة من عام 1865م
رسالة من عام 1865م
وهو ما يوصلنا أيضاً لحقيقة أن ندرة الطابع والكمية المتوفرة منه هي التي تحدد قيمته وتجعله دائماً باهظ الثمن.

> وكيف يمكن للهاوي تمييز الطوابع الأصلية من تلك المقلدة؟

- بالتأكيد هناك وسائل متعددة يمكن استخدامها لهذا الغرض، إلا أن أسهلها بالنسبة للهاوي هو إحضاره علبة سوداء مجوفة يقوم بصب البنزين فيها على الطابع لتظهر له بعد ذلك النتيجة الحتمية التي تؤكد له أن الطابع أصلي أو مقلد.

فيما يخص المحترفين فهناك عدة وسائل منها التأكد من وجود العلامة المائية عن طريق جهاز خاص يسمى بكاشف العلامة المائية، أو عن طريق استخدام مسطرة قياس شرشرة (تخريم) الطوابع، وهي كما أشرت وسائل أكثر ما يستخدمها المحترفون وذلك لدراسة أشياء أكثر تعمقاً في الطابع لا يهتم الهاوي المبتدئ بها.

> سؤال خاص.. كما يبلغ عدد الطوابع التي تحتفظ بها حتى اليوم ؟

- في اعتقادي بأن السؤال كان من المفترض أن يهتم بمعرفة رصيدي من الطوابع النادرة التي أحتفظ بها وحتى اليوم، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الطوابع النادرة والمميزة فعلاً ابتداءً من أول طابع صادر لمستعمرة عدن مروراً بالفترات اللاحقة وحتى اليوم.

إلى جانب ذلك فإني أحتفظ أيضاً بطوابع نادرة للدولة القعيطية والكثيرية والمهرية ودولة يافع العليا واتحاد الجنوب العربي وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، إضافة لطوابع نادرة تعود لعصر المملكة المتوكلية مروراً بالجمهورية العربية اليمنية وانتهاءً بالجمهورية اليمنية.

طوابع من المجموعة الأولى للملكة فكتوريا عام 1840م
طوابع من المجموعة الأولى للملكة فكتوريا عام 1840م
أما رصيدي من الطوابع النادرة (عالمياً) فهي عبارة عن مجموعة من الطوابع الصادرة من (بريطانيا) ومنذ عام 1928م وحتى اليوم، ومجموعة لطوابع صادرة من (مصر) ومنذ عام 1920 وحتى يومنا هذا، وأخيراً مجموعة من الطوابع الصادرة عن عدد من الدول العربية والأوربية.. باختصار شديد وبكل تواضع يمكنك القول بأني أحتفظ بطوابع العالم بأسره ولكن خلال فترات إصدار متفاوتة.

> ماهي هواياتك الأخرى التي تمارسها غير جمع الطوابع؟

- من هواياتي الأخرى جمع الصور القديمة لاسيما الخاصة منها بعدن، حيث حاولت جاهداً ومن خلال سفرياتي الخارجية إلى كل من لندن وبعض الدول العربية جمع أكبر قدر ممكن من الصور الخاصة بعدن والتي تعتبر قديمة ونادرة يعود تاريخ بعضها لعام 1850م.

كذلك من الصور النادرة التي أحتفظ بها في إرشيفي الخاص صورة لجامع الشيخ عثمان وهي صورة يعود تاريخها لعام 1953م وصورة أخرى لبوابة سجن عدن الذي تم بناؤه في عام 1912م.

> كلمة أخيرة نختتم بها هذا اللقاء.

- ما أود قوله في ختام هذا اللقاء والتأكيد عليه أن كافة مشاركاتي الناجحة رغم بعض الصعوبات والعراقيل التي واجهتني أحياناً في عدد من المعارض الخارجية مثل المعرض الذي أقيم بذكرى صدور أول طابع مصري بمقر الجمعية المصرية بالقاهرة وفي مقر الجمعية أيضاً بالاسكندرية.

إضافة لمشاركاتي الداخلية في عدد من المعارض المحلية مثل المعرض الذي أقيم بذكرى الإمام العيدروس بقاعة الفقيد باذيب والذكرى الأربعين للاستقلال الوطني في التواهي وعدد آخر من المعارض التي تم إقامتها في بعض المدارس الخاصة..جميع تلك المشاركات أعتبرها حافزاً أو دافعاً، لأني أتمنى أن يتعرف الناس أكثر على هواية جمع الطوابع كونها من الهوايات الراقية والرائعة بل والممتعة، إلا أنه ونظراً لحاجة هذه الأمنية إلى مجهود أكبر من طاقتي، لهذا فإني آمل من جهات الاختصاص القيام بهذه المهمة من خلال تكليف المختصين بالنزول للجامعات والأندية الشبابية والمدارس للتعريف بهذه الهواية وبالتالي إفساح المجال لظهور هواة جدد في الساحة.

أول مجموعة طوابع خاصة بمستعمرة عدن عام 1937م
أول مجموعة طوابع خاصة بمستعمرة عدن عام 1937م
كما أنتهز الفرصة لتوجيه مناشدتي للدولة ممثلة بمعالي الأخ كمال الجبري- وزير المواصلات والأخ أحمد الكحلاني محافظ عدن وكل من الأخوين محمد مرغم، مدير عام الهيئة العامة للبريد وعبدالعظيم القدسي مدير عام بريد منطقة عدن، وذلك بضرورة الاهتمام بإقامة معارض متنقلة بين المحافظات مع تقديم مزيد من الدعم والرعاية لهواية جمع الطوابع من خلال تشجيع الطاقات الشبابية ودعمها لإقامة المعارض الخاصة بالطوابع.

أخيراً أشكركم شكراً جزيلاً على إجراء هذا اللقاء متميناً لصحيفة «الأيام»الغراء مزيداً من التقدم والاطراد ولقيادتها القديرة والواعية ممثلة بالأستاذين هشام وتمام باشراحيل، مزيداً من التوفيق والنجاح في مساعيهم لإيصال الرسالة الإعلامية النبيلة والهادفة لخدمة الصحافة والمجتمع والوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى