احمدي نجاد يفتح صفحة جديدة في زيارته الى العراق وينتقد بوش

> بغداد «الأيام» عمار كريم :

> قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي بدا زيارة الى العراق تستمر يومين، انه فتح صفحة جديدة بين البلدين الخصمين السابقين اللذين خاضا حربا دامت ثمانية اعوام (1980-1988).

ووجه الرئيس الايراني خلال زيارته التاريخية الى العراق انتقادات لاذعة للرئيس الاميركي جورج بوش، حينما قال ان "الشعب العراقي ليس معجبا باميركا".

وتهدف الزيارة الاولى لرئيس ايراني الى العراق الى تعزيز العلاقات بين البلدين اللذين اسفرت الحرب بينهما عن سقوط نحو مليون قتيل خلال عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وتاتي الزيارة في حين تسعى الولايات المتحدة التي اجتاحت العراق في 2003، الى تقويض النفوذ الايراني على الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي.

وقال احمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي جلال طالباني ان "الزيارة تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين وستخلق اجواء جديدة في المنطقة (...) هدفها توطيد العلاقات الممتازة (...) ونريد ان نطور علاقتنا في مجالات سياسية واقتصادية".

واقر الرئيس الايراني بان العراق يمر في ظروف صعبة. وقال ان "زيارة العراق من دون الديكتاتور تبعث على السرور. لقد جر طوال تلك الفترة الشعب الى الاستضعاف واساء الى العلاقات بين دول الجوار"، في اشارة الى الرئيس الراحل صدام حسين.

وتابع "يبدو ان العراق يمر بظروف حرجة لكن حسب معرفتنا بالشعب العراقي نعتقد ان لديه استعدادات طبيعية وانسانية هائلة فهو عريق بالثقافة والحضارة وسيتمكن من تخطي هذه المرحلة الحرجة".

وقال ردا على سؤال حول دوافع الزيارة "في الحقيقة لا يسأل عن لقاء بين الاخوة بل السؤال عن عدم وجود لقاء بين الاخوة، انتم تعلمون مدى عمق هذه الزيارة".

وبعد لقائه الرئيس طالباني، توجه احمدي نجاد الى المنطقة الخضراء المحصنة للقاء المالكي في مكتبه الذي يبعد حوالي كيلومترين فقط عن السفارة الاميركية.

وقال المالكي في مؤتمر صحافي بعد مباحثاته مع احمدي نجاد، ان "الزيارة فيها اشارة ايجابية".

واضاف "اؤكد مرة اخرى ان هذه الزيارة وما ترتب عليها وما تمخض عنها من نتائج ستكون قطعا مشجعة وباعثة للامل ودافعة لبقية اخواننا واشقائنا من دول الجوار لزيارة العراق والانفتاح على تجربة العراق الديموقراطي الجديد".

وقال "انا اقول بصراحة ان الموقف الذي وقفته الجمهورية الاسلامية الايرانية اخيرا كان مساعدا الى درجة كبيرة".

بدوره، استغل الرئيس الايراني مناسبة وجوده مع المالكي ليرد على اتهامات الرئيس بوش ومفادها ان طهران تدعم الميليشيات الشيعية لقتال الاميركيين في العراق.

وقال احمدي نجاد ان "توجيه الاتهامات يزيد من مشاكل الولايات المتحدة في المنطقة. يجب ان يفهم الاميركيون ان الشعب العراقي ليس معجبا باميركا".

وقال مخاطبا الصحافيين "بمقدوركم القول للسيد (الرئيس الاميركي جورج) بوش ان اتهام الاخرين سيزيد من مشاكل اميركا في المنطقة ولن يحلها".

واضاف "يجب ان يتقبلوا الحقائق في المنطقة".

وقبل بدء الزيارة اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الأول في كروفورد (تكساس،جنوب) ان على نظيره الايراني محمود احمدي نجاد "الكف عن تصدير الرعب".

واعتبر بوش في مؤتمر صحافي في مزرعته بتكساس انه، حتى وان كان احمدي نجاد جارا للعراق، فان "الرسالة يجب ان تكون +كفوا عن ارسال معدات متطورة تقتل مواطنينا+".

وتتهم واشنطن بصورة متكررة ايران بتدريب وتسليح المتمردين، لكن طهران تنفي ذلك. كما تتهمها بتوسيع نفوذها في المنطقة.

وتظهر الزيارة بصورة واضحة دعم طهران لحكومة المالكي.

لكنه يبدو ان جميع العراقيين لا يرحبون بزيارة احمدي نجاد، فقد عبرت تنظيمات واحزاب عربية في مدينة كركوك عن "استنكارها" الزيارة، متهمين ايران بانها "تحرق الوضع العربي" في العراق وفلسطين ولبنان.

وقال الامين العام "لجبهة كركوك العراقية" احمد حميد العبيدي "نشهد زيارة حفيد كسرى الى بغداد الرشيد (...) كيف لنا ان نساند دولة نراها تحرق الوضع العربي في العراق ولبنان وفلسطين؟".

وتساهم ايران اليوم في مشاريع استثمارية في العراق بينها بناء مطار كبير بين محافظة النجف وكربلاء سيخدم الملايين من الشيعة الذين يزورون العتبات الشيعية المقدسة في العراق.

ولم تصدر السفارة الاميركية في بغداد اي تصريحات بخصوص زيارة الرئيس الايراني واكتفت بالقول ان "الزيارة شان عراقي".

وقالت المتحدثة باسم السفارة ميرامبي ننانغو "ليس لدينا اي شي نضيفه على ما قاله الرئيس (بوش)".

ولا يزال الجيش الاميركي يحفتظ ب14 ايرانيا في سجونه. ويقول ان لديه ادلة تؤكد ان طهران تزود المسلحين في العراق بعبوات خارقة للدروع.

ووصل الرئيس الايراني الى بغداد حوالى الساعة التاسعة واستقبله الرئيس العراقي في منزله وسط مراسم رسمية بعد دقائق من وصوله الى بغداد، يحيط به عدد كبير من المسؤولين العراقيين بينهم نائب الرئيس عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزراء اخرون.

وعزف بعدها النشيدان الوطنيان الايراني والعراقي.

وبدا نجاد مبتسما لدى مصافحته المسؤولين العراقيين، كما قبل طفلين عراقيين قدما له باقة من الورد.

وجرى الاستقبال الرسمي وسط اجراءات امنية مشددة شملت اغلاق عدد كبير من الشوارع في وسط بغداد.

وزيارة نجاد تاريخية لانها الاولى لرئيس ايراني الى العراق منذ الثورة الاسلامية في ايران العام 1979,ويرافق الرئيس الايراني خمسة وزراء. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى