في فعالية الاحتفاء بالفنانين علي دعبش وسالم الحطاب ..تأسيس الفرق الموسيقية.. ذكريات جميلة وطموح كسيح ..!!

> «الأيام» مختار مقطري:

> نظم منتدى (باهيصمي) الثقافي الفني بمديرية المنصورة، عصر الخميس الماضي 28/2/2008م، فعالية فنية جميلة للاحتفاء بالفنانين القديرين علي حسن دعبش وسالم الحطاب تقديراً للدور البارز الذي أسهما به في تأسيس وقيادة الفرق الموسيقية، ولما بذلاه من جهود كبيرة لرفد الساحة الفنية بعازفين موهوبين وأصوات متميزة خلال مشوار طويل قطعاه تعباً ومشقة وتضحيات، وكان في مقدمة الحضور الأساتذة فرحان علي حسن، محمد سالم باهيصمي، مبارك سالمين، عبدالرحمن إبراهيم، كابتن عوضين، منصور أغبري، سليمان وصالح حنش، رياض شرايري، سعيد مزماز، فيصل صلاحي، نبيل علي عمر، علي سعيد، عمرو الإرياني، هشام شاهر، رياض بن شامخ، صلاح بن جوهر، عمر مكرم، شوقي عوض، صالح حمود، وآخرون، وأدار الفعالية بسلاسة مؤدبة الأستاذ أحمد السعيد، وكان ضيف الفعالية الفنان القدير إبراهيم طاهر الذي من المتوقع أن يحتفي به المنتدى في فعالية الخميس القادم ليتحدث عن مشواره الفني الجميل.

ويبدو، وقد لاحظت ذلك مراراً، أن الفنانين الموهوبين المحترمين، والموسيقيين منهم أعني، على قدر مهارتهم وبراعتهم في العزف غير موفقين في الحديث وخصوصاً في الحديث عن أنفسهم وتاريخهم الفني، والتواضع وإنكار الذات هما السبب دون شك، فقد أوجز الفنان علي دعبش تاريخه الفني الطويل في لقطات قصيرة مشيراً في البداية إلى الدور الكبير للفرق الموسيقية الأهلية بعدن في تطور الغناء والموسيقى في خمسينات وستينات القرن الماضي، وإلى ذكرياته مع الفرقة العربية كإداري وعازف على الكمان، ثم عرج على توقف نشاط الفرق الأهلية وإلغائها منذ عام 1969م وتأسيس فرق المؤسسات الرسمية ليتولى تأسيس فرقة النقابات الموسيقية (أول مايو) ويأخذ عليها نشاط المناسبات.. وخلال حديثه ذكر عدداً غير قليل من العازفين من مجايليه والمواهب الجديدة آنذاك، فيما أشار الحطاب إلى تأسيسه فرقة (الزحف الأحمر) التي توقف نشاطها عام 1978م ليؤسس بعد ذلك فرقة وزارة الداخلية مشيراً إلى أهم أعمالها ومشاركاتها الداخلية والخارجية، مؤكداً على أهمية التحاق الفنان أنور مبارك بفرقة الداخلية، حيث استفاد منه العازفون في كتابة وقراءة النوتة، وتطوير قدراتهم الفنية مذكراً بأسماء كثيرة.

ولأن موضوع الفرق الموسيقية ذو شجون خصوصاً وأن عدن بل واليمن كلها ليس فيها غير فرق قليلة بإمكانات محدودة حتى تلك التابعة لوزارة الثقافة مع غياب كامل للفرق الأهلية والحفلات العامة، وتدهور مستوى الغناء والموسيقى واختفاء التجديد والابتكار، وتسلل أنصاف المواهب والذين لا مواهب لهم إلى أجهزة الإعلام وفوزهم بمباركة شركات الإنتاج لموافقتهم على العود والإيقاع والمزمار فقط، وخضوعهم لشروطها الاستغلالية، لكل ذلك، سخن النقاش واحتدمت الآراء دون الوصول إلى نتيجة، في حين ساء اتفاق شبه تام أو أدنى للتمام حول أهمية تأسيس فرق موسيقية أهلية بصفتها أحد أهم شروط إعادة الروح للحركة الفنية، لكن السؤال الذي ظل بلا إجابة هو (كيف).. هل بإلزام وزارة الثقافة برصد ميزانيات خاصة لتأسيس ودعم وتطوير الفرق الأهلية؟ أم بالاعتماد على إنكار الذات والتضحيات وبذل الجهود والالتفاف لتجاوز البدايات الصعبة؟ هل بدعوة القطاع الخاص للإسهام في هذا الجانب والقيام بهذا الواجب الوطني؟ موضوع كهذا يحتاج لندوة موسعة، لكن معاناة الفنانين الكبيرة والمأساوية جعلت طموحهم يبدو كالكسيح وعيونهم تخاف من التطلع إلى امتداد الأفق .. الله يكون في عونهم؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى