> القاهرة «الأيام» د.ب.ا :
وكانت حركة كفاية وعدد من النشطاء السياسيين قد دعوا منذ أيام لمظاهرة حاشدة أمام نقابة المحامين بالقاهرة، تضامنًا مع غزة، واحتجاجًا على زيارة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة اليوم الثلاثاء.
وقال تامر وجيه أحد نشطاء كفاية خلال اتصال هاتفي: "منذ ساعات مبكرة احتشدت أعداد غفيرة من قوات الأمن وضربت كردونات حول الطرق المؤدية لمبنى نقابة المحامين، وحول أسوار وأبواب النقابة، مانعين بشدة أي تجمعات خارج سور النقابة، وبصعوبة بالغة كانت القوات تسمح لأفراد بالدخول للنقابة، وفي محاولة للخروج بالمظاهرة، قامت قوات الأمن باعتراضها والإبقاء على المتظاهرين داخل النقابة".
وأضاف وجيه: "بسبب التضييق الأمني الشديد لم يتجاوز المتظاهرون الثلاثمئة شخص في أفضل الأحوال، وشكلت حركة كفاية وأحزاب العمل والكرامة والاشتراكيون الثوريون نسبة كبيرة من الحضور، مع تمثيل رمزي للإخوان المسلمين وأحزاب الوسط والغد".
وفي اتصال آخر مع كمال خليل أحد قيادات حركة كفاية، قال: "تنوعت الشعارات بين التضامن مع غزة والمطالبة بإسقاط (الرئيس المصري حسني) مبارك.. علاوة على حضور مكثف للافتات كفاية والتي تحوي شعارات للتضامن مع شعب غزة".
وأضاف كمال: "بعد انتهاء المظاهرة في الثانية ظهرا (بالتوقيت المحلي) والتي استمرت ساعتين، قام مجدي أحمد حسين أمين حزب العمل (مجمد) بعمل مؤتمر صغير على سلم النقابة دعا فيه إلى نصرة شعب غزة".
وفي اتصال آخر، مع المنسق الإعلامي لحركة كفاية عبد العزيز الحسيني قال: "من الواضح أن الأمن اتخذ قرارا بعدم السماح بأي تظاهرة في الشارع مرة أخرى، وبالتالي علينا أن نبحث عن أساليب جديدة للحشد والتعبئة والاحتجاج".
وأضاف "أن مجموعة من الصحفيين دعوا إلى تظاهرة ظهر غد على سلم نقابتهم، وسنحاول أن نكون متواجدين بها، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام سياسة تكميم الأفواه التي يتبعها معنا النظام".
وعلى صعيد متصل، تظاهر عمال شركة غزل المحلة (120 كم تقريبا شمال القاهرة) أثناء خروجهم في الثالثة عصر اليوم بالتوقيت المحلي تضامنًا مع غزة وضد رفع الأسعار.
وكانت القوى السياسية بمدينة المحلة ذات الكثافة العمالية قد دعت لتظاهرة صامتة، وقرر عمال شركة غزل المحلة المشاركة بها، وذلك للتضامن مع شعب غزة وضد سياسة رفع الأسعار التي ألمت بكافة السلع، حسب ما أفاد أحمد النجار أحد قيادات عمال المحلة في اتصال هاتفي.
وذكر النجار: "أثناء خروج آلاف من عمال شركة غزل المحلة في الثالثة عصر اليوم (أمس) (بالتوقيت المحلي)، بدأ العمال في الاحتشاد في الطريق الرئيسي المؤدي للشركة والذي يصلها بمحطة السكة الحديد، وسط حشود أمنية كبيرة أدت لمحاصرتها دون أي احتكاك منها بالعمال الذين اتبعوا طريقة التظاهر الصامت دون رفع يافطات أو ترديد للشعارات".
وأضاف النجار: "بالرغم من أن المظاهرة كانت صامتة، إلا أن عددا كبيرا من العمال والعاملات دخلوا في سجال عنيف مع القيادات الأمنية حول الأوضاع في مصر".
وأكد النجار "أن المظاهرات مستمرة، وأن القوى السياسية قررت تنظيم مظاهرة أخرى يوم الخميس القادم، فما نشهده في مصر الآن من تحركات لعمال وطلاب ومهنيين أشبه بحالة مخاض عسير لتغيير مهم سيحدث لأول مرة في تاريخ مصر".