«الأيام» في قرية عرقة الساحلية ..إذا دخلت (عرقة) ما عليك إلا القول أنك خارج اليمن

> «الأيام» أحمد بوصالح:

>
مسجد يناشد أهل الخير
مسجد يناشد أهل الخير
تقع قرية عرقة جنوب عاصمة المديرية (رضوم) على ساحل بحر العرب، وتعد من أكبر مناطق المديرية مساحة وسكاناً وإنتاجاً، يعود تاريخ نشوئها لأكثر من 500 سنة، وقد كانت حتى وقت قريب مرسى للقوارب الكبيرة (الصنابيق) التي تجيء بالبضائع والحبوب من ميناء عدن الشهير.

«الأيام» زارت قرية عرقة وخرجت بالاستطلاع التالي:

نشاط سمكي كبير

بدأت «الأيام» رحلتها الاستطلاعية من شاطئ القرية الذي يشهد هذة الأيام حركة دؤوبة لا تهدأ في إطار نشاط سمكي كبير ملحوظ وعلى الشاطئ يوجد سوق حراج لبيع وشراء الأسماك وصادف حضورنا يوم (القصة) السبت وهو يوم بالإضافة إلى يوم السبت من كل أسبوع حددهما الصيادون توقيتاً لطلوعهم البحر وإخراج منتج الحبار من الأقفاص الحديدية (السخاوي) وكان إجمالي الإنتاج من الحبار لاباس به إذ بلغ (7 طن) فقط، تم بيعه بسعر ثابت مقداره 700ريال للكيلو الجرام الواحد، وشاهدت صيادين كثراً يتحدثون بلهجات مختلفة فسألت الأخ سعيد علي غرابة مسؤول الحراج عن ذلك فأجابني بالقول:«يتواجد هذه الأيام معمل كبير وهو تجمع الصيادين من كل المحافظات يعملون هنا في اصطياد الحبار والأسماك الأخرى بالإضافة إلى صيادي المنطقة الذين ينتمون لجمعيتين سمكيتين هما جمعية صيادي عرقة وجمعية 22مايو، والجميع هنا ملتزم بقانون الصيد ويدفع الرسوم الضريبية المقررة بموجب القانون البالغة 8%ولا توجد أي مشكلة». (تم إعداد الاستطلاع قبل قرار منع اصطياد الحبار).

مطالبة بمشاريع سمكية

وتحدث لـ «الأيام» الأخ عبدالمنعم سعيد أحمد رئيس جمعية 22مايو السمكية بعرقة فقال:«كما تشاهد الازدحام وحركة العمل على هذا الشاطئ، فعرقة تعد من المناطق الشهيرة بإنتاج الأسماك منذ أزمان بعيدة وماتزال، ولكننا نشعر بأن هذا النشاط يفتقر للكثير من المقومات والوسائل المساعدة لتطويره فهنا لا توجد مشاريع سمكية تذكر فالدولة تتحمل مسؤولية إنشاء مشاريع سمكية خصوصا أن الجمعيات السمكية الموجودة في المنطقة (جمعيتان)لا تمتلك الإمكانيات التي تجعلها تنفذ مثل تلك المشاريع المطلوبة مثل مصنع لإنتاج الثلج وساحة حراج لبيع وشراء الأسماك ومحطة بيع وقود ومصنع لترميم القوارب وأهم من ذلك كله إنشاء طريق فرعي من الطريق الساحلي الدولي إلى موقع الإنزال كون سيارات نقل الأسماك الكبيرة لا تستطيع الوصول إلى موقع الإنزال مما يدعو مالكيها من المشتريين للأسماك إلى نقلها بواسطة سيارات دبل (رباعية الدفع) وهذا يكلفهم أعباء إضاقية، كما أن قضية التعويضات من شركة الغاز تحتل أهمية وأولية عند صيادي المحافظة بشكل عام.. نأمل أن تعمل الجهات المسؤولة في المحافظة والوزارة على سرعة حلها».

معلمات .. معلمات

وفي مدرسة عرقة التقينا الأخ حميد يسلم الجميلي مدير المدرسة وبعد جولة في فصولها الدراسية وجدنا مبنى مدرسياً أكثر من 80% منه حديث فيما ما تبقى مبنى قديم مكون من ثلاثة فصول دراسية بحاجة ماسة للترميم والصيانة. المدير قال متحدثا لـ«الأيام»: «في البدء أشكر «الأيام» على هذه الزيارة الاستطلاعية للمدرسة فهي تتكون من 12 فصلا بينها ثلاثة فصول تم بناؤها قبل أكثر من ثلاثين عاما وبدا عليها التشقق والشروخ في الجدران والسقوف ويبلغ عدد الطلاب في المدرسة (260) طالبا وطالبة موزعين على ثماني شعب دراسية من 1-8 وعدد المعلمين 13 معلما وأبرز المشاكل التي نواجهها تكمن في نقص معلمي بعض المواد العلمية وتأخير وصول الكتاب المدرسي ونقص من الأثاث وأحب أن أشير إلى أن لدينا مبنى حديث كمدرسة للبنات وأؤكد أن أولياء الأمور هنا لديهم رغبة شديدة في تعليم بناتهم ونحن إن شاء الله سنبدأ بفتح الدراسة العام القادم من سنة أولى فيها حيث لدينا معلمة واحدة ستغطي ولكننا خائفون من عدم توفير معلمات مستقبلاً».

ساحة حراج عرقة
ساحة حراج عرقة
وحدة صحية مغلقة

في القرية توجد وحدة صحية جديدة لم يمر على إنشائها سوى تسعة أعوام فقط بدعم وتمويل من الحكومة الهولندية الصديقة وتم تجهيزها بالأثاث والأجهزة والمعدات الطبية من قبل مكتب الصحة بالمحافظة ولكن المبنى يكون يكاد مهجورا حيث يشاهد يوميا تقريبا مغلقا ولا يوجد فيه أي نشاط باستثناء أيام حملات التحصين فقط وذلك كما علمت من المواطنين لعدم وجود أي أدوية ومختبر مما يضطر المريض للسفر إلى أحور أو عزان لتلقي العلاج».

مشروع ماء ولكن..

الأخ أحمد عوض سالمين رئيس مشروع ماء عرقة قال : «نحمد الله أولا على نعمة الماء التي ننعم بها في هذه المنطقة الصغيرة فبعد معاناة طويلة امتدت لأكثر من عشر سنوات تم إنشاء هذا المشروع قبل أربع سنوات بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية وهو يعمل بشكل جيد والمياه عذبة ومتوفرة بشكل كبير، ويستفيد من المشروع قرية عرقة وضواحيها أي حوالي 3500 نسمة وإذا كان من كلمة شكر نوجهها لأحد على ذلك فهي للأخوة في الصندوق والأخ صالح مجور مدير مياه الريف بالمحافظة والأخ حميد الكربي مدير الثروة السمكية وأمين عام المجلس المحلي للمديرية فهؤلاء عملوا ومايزالون يعملون لما فيه استمرار المشروع». وعن أبرز الصعوبات التي تواجه لجنة المشروع قال :«هي مشكلات بسيطة في الوقت الحالي ولكنها قد تؤثر مستقبلا مثل عدم التزام بعض المواطنين بتسديد رسوم الاستهلاك وعدم وجود قطع غيار للشبكة وتدني إيرادات المشروع التي تكاد تغطي التشغيل والصيانة فقط».

صياد يحمل قفصاً حديدياً
صياد يحمل قفصاً حديدياً
الجامع ووعد العطاس

رغم تدافع أهل الخير والمؤسسات والجمعيات الخيرية على بناء وتشييد المساجد في كل مكان إلا أنه لم يخطر على بال أحد زيارة قرية عرقة وأداء أحد فروض الصلاة في مسجدها الوحيد الذي مر على بنائه أكثر من 60 سنة والذي بدت علامات العجز والشيخوخة وتجاعيد الزمن بجلاء على كافة ملامحه.. الجامع باختصار انتهى عمره الافتراضي والقائمون عليه في انتظار المستثمر العطاس الذي استجاب لمناشدة نشرت في صحيفة «الأيام» وأبدى استعداده لبناء الجامع.. ومنذ ذلك اليوم مرت سنتان ووعده ما يزال مجرد كلام».

جثث الأفارقة والملاريا

الأخ العميد متقاعد أحمد صالح باراس رئيس اللجنة الصحية بعرقة قال إن أبرز المشاكل الصحية في هذه القرية وضواحيها «هو الانتشار الكبير للبعوض الذي يهدد بانتشار خطير لوباء الملاريا التي طالما عانى منه الأهالي هنا الأمرين في سنوات سابقة وذلك لانعدام جهود المكافحة له من قبل الجهات المختصة في المحافظة وكذا النزوح الكبير للاجئين غير الشرعيين القادمين عبر البحر من الصومال ودول القرن الأفريقي, وما يتعرضون له بين الحين والآخر من حوادث غرق تؤدي إلى وفاة العشرات منهم فلا أخفيك سراً إن قلت إن القرية محاطة بأكثر من 200 جثة تم دفنها على جهتي القرية الشرقية والغربية بطريقة غير محكمة ومشاهدة الكلاب والثعالب والحيوانات الأخرى وهي تنبش هذه المقابر, فهذا له انعكاسات صحية خطيرة أرجو من المسئولين أخذها بعين الاعتبار».

من وحي الزيارة:

- تبعد عرقة عن الطريق الدولي 4 كم فقط ولوحظ طيلة الطريق وجود لوحات تعريفية أمام كل قرية باستثناء عرقة.

- إذا دخلت قرية (عرقة) ماعليك إلا القول أنك خارج اليمن.

- أهالي القرية معزولون حيث الاتصالات الهاتفية لا حس ولا خبر لها هناك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى