هل من منتصر لاستغاثات أهلنا في فلسطين؟

> يحيى عبدالله قحطان:

> إن العدوان الغاشم والحصار الظالم الذي يتعرض له أهلنا في فلسطين من قبل العدو الصهيوني. سيظل وصمة عار في جبين أمتنا العربية والإسلامية..

وذلك بسبب تخاذلها وتقاعسها وعدم نصرتها للشعب الفلسطيني. بل وبسبب موافقة معظم الدول العربية والإسلامية على فرض الحصار وسياسة التجويع التي يفرضها العدو الصهيوني وحلفاؤه على أهلنا في فلسطين. كما أن ما يتعرض له أهلنا في فلسطين من حصار جائر وعدوان سافر ومجازر وحشية ومذابح دموية على مرأى ومسمع العرب والمسلمين والعالم أجمع كل ذلك قد أثبت بما لايدع مجالاً للشك عدم مصداقية الشرعية الدولية في تنفيذ قراراتها ومواثيقها في إقرار مبادئ العدل وحقوق الإنسان والسلام العالمي ومنح الشعوب المستضعفة والمحتلة حقوقها المشروعة، وتقرير مصيرها وإعطائها الحق في مقاومة المحتل بكل الوسائل.. وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والمتضمنة «شرعية كفاح الشعوب في سبيل استقلالها والتحرر من السيطرة الاستعمارية والأجنبية بكافة الوسائل بما فيها الكفاح المسلح، ويقدم لها المساعدات المادية والمعنوية في كفاحها لممارسة حقها في تحقيق الاستقلال واعتبار حروب التحرير الوطني حروبا مشروعة وعادلة يقرها القانون الدولي».

لذلك فإن عقاب الشعب الفلسطيني بفرض سياسة الحصار والتجويع والتقتيل بسبب ممارسته استحقاقاته الديمقراطية والأخذ بخيار مقاومة الاحتلال، يعتبر ذلك رفضاً ووأداً للشرعية الدولية وللديمقراطية التي يتبجح بها النظام العالمي الجديد بقيادة الإدارة الأمريكية.

كما يعتبر ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ومصادرة الحرية وإرادة الشعب الفلسطيني المجاهد.

ولا ريب أن سكوت الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي على الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني من خلال حصارهم وتجويعهم والتنكيل بهم. وتعريضهم للمجازر والإبادة الجماعية جهاراً ونهاراً يومياً، وبمباركة الإدارة الأمريكية والدول الأوربية كل ذلك يعتبر جريمة نكراء في حق الإنسانية جمعاء وفي حق الأمة العربية والإسلامية. ذلك أن السكوت على الظلم ظلم والساكت عن الحق شيطان أخرس. وإذا هابت الأمة أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها وأن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده، كما جاء في الحديث الشريف.

ترى هل استيقظ الضمير العربي الإسلامي من سباته العميق حتى يعيد للأمة اعتبارها وكرامتها ويمحو العار والإثم الذي لحق بالأمة بسبب خذلانها للفلسطينيين وعدم نصرتهم وتعطيلهم لفرضية الجهاد والمقاومة وبعد أن رضوا أن يكونوا مع الخوالف والقواعد «فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا» ذلك أن أسباب ومعطيات الجهاد بالأموال والأنفس وبكل الإمكانيات أصبح فرضاً عينياً على كل مسلم ومسلمة، «فمن جهز غازياً فقد غزا» وصار العمل لنصرة أهلنا في فلسطين ورفع الحصار عنهم فوراً والتبرع لهم بسخاء مما هو معلوم فرضيته من الدين بالضرورة.. ولا يتخلف عن ذلك إلا من ران على قلبه النفاق.

ترى هل من متعظ؟ هل من مدّكر؟ أم على قلوب أقفالها، هل من منتصر لأهلنا في فلسطين؟ أم على أيدٍ أغلالها. ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ويستجيبوا لداعي النصرة والنجدة ويهبوا لرفع الحصار الظالم والاحتلال الغاشم على أهلنا الفلسطينيين؟ ألم يئن لأمتنا شعوباً وحكومات أن تتفاعل وتتجاوب وتتداعى لآهات وزفرات وأنات وصرخات واستغاثات أهلنا في فلسطين من نساء وأطفال وشيوخ وجرحى ومرضى؟ ألا فلا نامت أعين الجبناء والبخلاء.. وفي هذا الصدد لا يسعنا إلا أن نحيي بلادنا قيادة وحكومة وشعباً على المواقف المبدئية والثابتة من القضية الفلسطينية كما نحيي بإجلال وأكبار أهلنا في فلسطين المحتلة، وفي جميع المخيمات وسائر أنحاء المعمورة وهم يواجهون الشدائد والمحن والقتل والتشريد والتجويع بصبر وإيمان وعزيمة وثبات.

تحية من يمن الإيمان والحكمة للمقاومة الفلسطينية الباسلة في الضفة الغربية وفي غزة العز والشموخ، غزة الغزو والصمود وهم يقارعون قوات الصهاينة الأشرار، ويقاومون الاحتلال بأسلحتهم وصواريخهم الذاتية التي أرهبوا بها الصهاينة وأشياعهم.

ختاماً نشد أيدينا على أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية مباركين ومناصرين، ومؤكدين على ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز التلاحم والتضامن بين فصائل المقاومة.. وتجنب الفتنة والفرقة والاقتتال الأهلي. قائلين لهم سيروا على بركة الله متضامنين متآزرين، وعليكم بالجماعة والوحدة والوفاق الوطني فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ويا سارية الجبل الجبل. ومن استرعى الذئب فقد ظلم. الصمود الصمود يا طليعة المرابطين والمجاهدين. الوحدة الوحدة يا من تمثلون شرف وكرامة أمتكم.. وبارك الله في مسيرتكم الجهادية النضالية والاستشهادية والله معكم ولن يترك أعمالكم. ومهما طال ليلكم البهيم فلابد أن ينبلج عنه عهد جديد وضاء وفجر باسم مشرق تشرق أنواره على جنبات بيت المقدس وأكفاف بيت المقدس، وعلى مآذن الأقصى وقبة الصخرة ?{?وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً?}?صدق الله العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى