العداء لنبي الإسلام

> عمر عوض بامطرف:

> منذ أن صدرت الصحيفة الدانماركية في سبتمبر من القرن الماضي وعلى صفحاتها الرسوم التي تسيء إلى نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) والجدال محتدم بين حكومة الدانمارك والجهات الرسمية من ممثلي المسلمين في مدن الدانمارك ومن الدول الإسلامية ومن الشعوب المسلمة في أنحاء العالم قاطبة، مطالبين الحكومة الدانماركية بمحاكمة الصحيفة التي أساءت إلى نبي الإسلام، ولكن رئيس وزراء الدانمارك وحكومته لم يعيرا مطالب الجميع اهتماما، ورفضا مقابلة وفد من مسلمي الدانمارك لعلمهما بمطلبهم (محاكمة الصحيفة)، ثم اعتدل الوفد بحسب ما نشرت وسائل الإعلام عربية وغربية، وطلب اعتذارا، وتكبر رئيس وزراء الدانمارك وترفع عن تقديم الاعتذار، ومنع صدور فعل مماثل مستقبلا لا لشيء سوى النية المبيتة عنده وشعبه وغيره من الشعوب الأوروبية وحكوماتها التي تنظر إلى الإسلام والعرب وحكوماتها نظرة دونية، وأنهم غير قادرين على ردع المعتدين عليهم لأن كلمتهم لاتجتمع على سواء، والدليل ما يجري في فلسطين منذ أن غرست بريطانيا في قلب أرض فلسطين خنجر الصهيونية السام، الذي راح منذ إنشاء هذه الدولة المعتدية يقطع الأرض ويضمها إليه حتى لم يبق للفلسطينيين سوى خمس أرضهم، ومنذ سبعة وخمسين عاما ونحن نسمع من قادتها رؤساء الحكومات العربية التمسك بأرض الدولة الفلسطينية الممنوحة بحدود عام 1967م وعاصمتها القدس ثم ضمرت وصارت القدس الشرقية.

إن ماجرى ويجري في فلسطين وفي غير فلسطين كالعراق والبوسنة والصومال والشيشان وأفغانستان وكشمير، وعلى كل أرض في العالم يعيش عليها أهلها من المسلمين، من استيلاء على الأرض وتخريب للزراعة، وهدم للمنازل، وقتل للأنفس، وضرب السكان الأبرياء، بالأسلحة وإطلاق الرصاص الحي على أجساد الرجال والنساء والأطفال، ورشهم بأدخنة السموم الخانقة والقاتلة، وتصنيفهم كإرهابيين وقتلة وسفاكي دماء.

والعالم يشهد كل ساعة تنطلق الإضاءات على شاشات التلفزة الإخبارية أو الإذاعية أو المقروءة، تعرض للمشاهد جرائم الصهيونية العالمية التي تقودها أمريكا وحليفاتها من الدول الغربية وغير الغربية حتى صار تسلح أي دولة عربية من خارج الدول الأوروبية إرهابا، وإقامة مصانع لتوليد الكهرباء المتطورة إرهابا، وقول كلمة لا لفرض الإرادة الغاشمة على إي دولة عربية إرهابا، وقول لا للتدخل في شؤون أي من دولنا العربية كما هو الحال في اليمن الرافض تسليم المواطن اليمني جمال البدوي إرهابا، ورفض دولة لبنان الخنوع للتدخل الإجنبي إرهابا.

وتعقد الأمم المتحدة اجتماعاتها لفرض قرارات تدين الدول الإسلامية المعارضة للاضطهاد والرافضة للخنوع للإرادة الغاشمة، وتصدر القرارات بالعقوبات الاقتصادية على إيران وسوريا، وعلى من يرفض الاستسلام لغي الدول الأروبية وبغيها، ونسمع عن صدور قرارات (تلزم) فقط (تلزم) إسرائيل الدولة الصهيونية بأمر فلا تستجيب له، ويرمي ممثل الدولة الإسرائيلية (وليدة بريطانيا وهيئة الأمم - لا رحمها الله) بقرارات الأمم المتحدة حال استلامها تحت قدميه مطمئنا لحماية الفيتو الأمريكي.

الله الخالق البارئ وصف رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «وإنَّك لعلى خلق عظيم» (القلم/5)، وقال فيه: «يا أيَّها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا» (الأحزاب 46/45)، وبشر به سيدنا عيسى عليه السلام كما قال الله على لسانه: «وإذ قال عيس ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين» (الصف 6)، ولكن النصارى اليوم واليهود ليسوا بمومنين بالله الذي بعث نبيه- رحمة للعالمين- فهم كالذين من قبلهم، الذين قالوا لما جاءهم (أحمد) بالبينات هذا سحر مبين، ولهم أن يقولوا في النبي الهادي الأمين ماشاءت لهم شياطينهم وماشاء لهم كفرهم وعنادهم.

لكننا نقول عندما لم تستجب الحكومة الدانماركية لخطاب العقل لإدانة الصحيفة المعتدية، خرجت قضية الاعتداء على نبي الإسلام في المرة السابقة إلى شوارع المدن العربية والإسلامية، وأعلنت بعض الدول سحب ممثليها الدبلوماسيين من الدانمارك، وأعلنت شعبيا المقاطعة للبضائع الدانماركية، وجراء هذه المقاطعة خسر ميزان الموارد الدانماركية مليارات الدولارات، وبقيت الحكومة الدانماركية مصرة على بغيها وغطرستها وعلى موقفها، ممتنعة عن محاكمة الصحيفة، وكذا عن الاعتذار بحجة (حرية الرأي) المكفول للصحافة في دول الغرب، وهذه كذبة كبرى فنحن علينا أن نأخذ موقفا موحدا بمقاطعة البضائع الدانماركية مقاطعة لاتنتهي ولاتضعف مهما قدمت الحكومة الدانماركية من أعذار أو اعتذار، لأنها حكومة باغية، فعلينا أن نجدد الدعوة إلى مقاومة البغاة المعتدين على ديننا وعلى نبينا وعلى إلهنا الخالق الذي شرفنا بالدين الإسلامي، وشرفنا بأن بعث فينا نحن الأميين رسولا من أنفسنا، علينا أن ندرس تاريخ حياته وسيرته وصبره وكفاحه وجهاده ومعجزاته لنحبه عن معرفة حقيقية، وأن نعلم كل ذلك لأبنائنا وللناس عامة، وأن ندعوا الله القدير العزيز أن يوحد صفوفنا، وأن يشد أزرنا في الدفاع عن نبينا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وعلينا أن نعي التوجيه الرباني الذي ألزم الله به عباده المؤمنين بقوله تعالى: «يا أيَّها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء، تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل» (الممتحنة/1).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى