وللفن أسراره ..هل الفن حرام؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> الجميع يعرف أن الإنسان بقدر مايحتاج إلى تغذية جسمية وروحية وذهنية، فإنه يحتاج أيضا إلى تغذية نفسية، لأن إهمال هذا الجانب من حياته سيؤدي إلى الخلل النفسي أو الركود الفكري، والباحث المدقق إذا نظر إلى الدين الإسلامي بقيمه ومثله العليا، يجد أنه يعمل على الحيلولة دون تعطيل ملكاته أوتدمير ميوله أو دفن مواهبه، ويتحرى إشباع ميوله ورغباته بما لايؤدي إلى خلل في الوظائف العضوية وينمي مواهبه بالشكل الذي يعود على الفرد والمجتمع بأعظم النتائج.

لقد أباح الإسلام كل ما يدعم الشخصية الإنسانية من جميع الجوانب العقلية والنفسية والدينية، ومن هنا جاء الاهتمام بالآداب والفنون، كالشعر والغناء والموسيقى والفروسية، ولم ينه إلا عن الألوان الضارة من الترويح كالغزل الفاضح والعلاقات المحرمة بين الذكر والأنثى، وشرب الخمر، محققا بذلك التوازن والملائمة بين احتياجات الإنسان ومطالبه.

والفن الملتزم الذي يلتزم ثوابت العقيدة الإسلامية ويحقق الإسعاد للجماهير ليس محرما، وقد أحدث الإسلام تحولا كبيرا في اهتمامات الشعراء، فتم استبدال أشعارهم التي كانت في الجاهلية من شعر ماجن وقول فاحش وكلام كاذب، كما أن الفن الغنائي بصفة عامة ظاهرة بشرية نشأت في أحضان الأديان القديمة شأنه في ذلك شأن الفنون الأخرى، ومن ثم فمن باب أولى أن يتوافق هذا الفن مع التدين الصحيح، وأن ينشط في إطاره ولايصطدم به، لأن الإسلام لم يحارب الترويح الملتزم بالعقيدة الإسلامية، ولكنه يهذبه.

إن الفن الصادق الملتزم يدفع عجلة الحياة في الأمة نحو العمل والإنتاج، ويزيل ما يعلق بالنفس البشرية من الهموم والأحزان، فهو كالماء والهواء لايستطيع المرء أن يعيش بدونه، ومن هنا تأتي أهمية الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه أجهزة الإعلام الحديثة في هذا الميدان، بأن توقف كل ما يفسد الفن وأهدافه السامية، وتحاول مراعاة ذوق الجماهير في عدم إفساده من خلال الأغاني الهابطة والمثيرة للغرائز، لأن من مهام أجهزة الإعلام إلى جانب الإخبار والتثقيف والتعليم، أن تؤدي دورها في الترفيه، ولكن بطريقة ترفع ذوق الجماهير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى