متحدثون في مخيم الشهيد صالح اليافعي يعبرون عن استنكارهم لتجاهل السلطات تنفيذ القوانين

> عدن «الأيام» صلاح القعشمي:

> يواصل مخيم شهيد التصالح صالح أبوبكر السيد اليافعي استقبال وفود المتضامنين من مختلف مديريات ومدن محافظات الجنوب الذين يصلون يوميا إلى المخيم للتعبير عن تضامنهم المطلق مع شهيد التصالح الذي مايزال جثمانه الطاهر يرقد في ثلاجة مستشفى الجمهورية منذ أكثر من 54 يوما، في الوقت الذي ماتزال السلطة ترفض تسليم الجناة للعدالة.

وهو الأمر الذي يشير إليه كل المتحدثين في مخيم الشهيد صالح اليافعي، ويعبرون عن استنكارهم البالغ لتجاهل السلطة تنفيذ القوانين على البعض، بينما يتم تنفيذها بحسب الأهواء والانتماءات الحزبية، مؤكدين أن تعنت السلطة في محافظة عدن وإصرارها على عدم تسليم المتهمين يعد أمرا خطيرا لايمكن السكوت عنه، وأن على أبناء الجنوب تصعيد الاحتجاجات في مختلف المدن والمديريات لإجبار السلطة على تقديم الجناة للعدالة لينالوا جزاءهم العادل، وفقا للشرع والقانون.

وألقيت في المخيم عدد من الكلمات، منها كلمة الأخ حسن باعوم الذي قال: «الأوطان أمانة في أعناقنا، ولايمكن أن نفرط فيها مهما كلفنا الأمر، وبالتالي نحن أمام قضية الجنوب وهي القضية الأساسية لنا، ويجب علينا أن نكون عند مستوى هذه المسئولية والأمانة التاريخية التي نحملها.

نقول هذا الكلام بعد أن غرر بنا بالوحدة، التي تحولت إلى نهب للأرض والثروة، ونضالنا السلمي اليوم غدا على مستوى عال من الوعي والإدراك، والجميع استوعب هذا الحراك المتزايد يوما عن يوم، وها نحن اليوم نلتقي هنا في مخيم شهيد التصالح الذي سقط في إحدى ساحات النضال السلمي، في سبيل انتصار القضية الجنوبية، وغيره من شهداء الجنوب وجرحى النضال في عدد من محافظات الجنوب.

وعلى هذا الأساس فنحن يجب أن نكون متضامنين معا ضد السلطة، فنحن كنا دولة معترف بها من قبل جامعة الدول العربية والدول الإسلامية والشرعية الدولية، واليوم أصبح لزاما علينا أن نتضامن ونناضل من أجل تحرير أرضنا وشعبنا على أرض الجنوب».

ثم كلمة النائب د.عيدروس نصر النقيب التي قال فيها: «نحن لم نأت لنعزي أسرة الشهيد صالح اليافعي، فنحن كلنا ذووه وأهله، ودماؤه دماؤنا، وثأره ثأرنا، وحقه حقنا، وبالتالي فنحن لن نسكت، ولن نألوا جهدا حتى يقدم الجناة إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، وسبق أن قلنا أن على هذه السلطات التي تدعي أنها تمثل هذا الشعب أن تبرهن أنها لاتحمي القتلة، وتبرهن أنها ليست القاتل وأنها ليست شريكا في القتل، ببساطة تلقي القبض على الجناة وتقدمهم للعدالة، ولكنها مع الأسف تطارد الشرفاء والمناضلين الأفذاذ وتحمي القتلة والمجرمين.

إن قضية الشهيد صالح اليافعي ليست قضية شخصية ولاقضية ثأر وليست قضية جنائية، ولكنها قضية سياسية وطنية كبرى.

وعليه فإن معالجة قضيته ليست بدفع مليون أو مليونين أو عشرة ملايين، إنها قضية أكبر من هذا، هناك عشرات الشهداء والجرحى الذين أزهقت أرواحهم في معركة النضال السلمي، وهم لم يحملوا سلاحا ولم يعتدوا على مؤسسة حكومية أو على جندي من عساكر هذه السلطة، لكنهم استشهدوا وهم ينادون بحقهم المشروع والقانوني الذي تجيزه القوانين التي لنا ألف ملاحظة عليها، فالسلطة أصبحت لاتحترم هذه القوانين، وبدلا من أن تطارد من ينهب الثروة والأرض ويتلاعب بالمال العام ويعيث فسادا في كل مناحي الحياة نجدها للأسف توجه الرصاص إلى صدور الأبرياء، وتطارد الشرفاء وتعتقلهم.. لذا نريد من هذه السلطة أن تقدم واحدا من قتلة هؤلاء الشهداء الأبرار في عدن أو الضالع أو ردفان أو حضرموت لكي تبرهن لنا مصداقيتها».

ثم ألقى الأخ يحيى الجفري عضو اللجنة التنفيذية رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية لحزب رابطة أبناء الجنوب كلمة وفد الرابطة في المخيم، قال فيها: «بصفتي أحد قيادات حزب رابطة أبناء اليمن حضرت إلى هذا المخيم بمعية عدد من زملائي في اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية وكوادر حزب الرابطة، كي أعبر عن تضامننا المطلق مع أبناء وطننا في مصابهم بشهيد النضال السلمي وشهيد هذ الوطن.

ولا أخفيكم القول إنه في مرحلة من المراحل التي أعقبت حرب 94م أنا شخصيا كنت أشعر بنوع من الغموض واليأس، وعشت 6 سنوات من التشرد، وعرفت معنى أن تكون متشردا في وطنك، وكنت أقول هذا الشعب الذي أخرج من بين جنباته شخص مثل السلطان محمد عيدروس رحمة الله عليه لايمكن أن يكون إلا شعبا ولودا للأبطال، وأتى صالح السيد أبوبكر اليافعي ليثبت أن الحراك مايزال موجودا، وأن الشعب إذا ماتحرك وطالب برفع الظلم لايمكن لأي قوة مهما وصلت في عنفوانها وبلغت قوتها أن تقف أمامه، فهو سيل عارم يسعى إلى الحق والعدالة، إلى التنمية والكرامة، ومن أجل الكرامة نبذل الغالي، ولن نتردد في أن نقدم أنفسنا قربانا لهذا الوطن.

فإذا لم نصنع وطنا يحافظ على كرامتنا فلا نستحق أن نعيش كبشر، أتمنى ألا تذهب الدماء الزكية التي سالت في هذا الكفاح وهذا النضال السلمي هدرا، وأن نعكسها وئاما وتصالحا وتسامحا، كلنا أبناء هذا الوطن، مالم فإن هذه الدماء ستكون قد ذهبت هباءً، هذه الدماء التي يحرم أن تسفك بسبب خلافات بيننا نحن.

إذا ما نزعنا هذه الروح الصدامية فيما بيننا صنعنا الحاضر الذي نريده، ومضينا نحو المستقبل، فهذه الدماء لم تذهب لكي ترفع الظلم فحسب، وإنما لكي تمهد لنا الطريق لأن نتصالح ونتسامح وننبذ العنف وننسى الماضي، أقول هذا وأنا أحد الذين دفعوا الثمن، ولكن نحن أبناء الحاضر وعلينا أن نعيش الحاضر، فهذه الدماء درس لنا لأن نمضي معا في سبيل العزة والكرامة!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى