بعد أن أضحت تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد.. هل ينعى أبناء لحج معالمهم?

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

>
دارالعرائس من الخارج في وضع متدهور
دارالعرائس من الخارج في وضع متدهور
هل حان الوقت لينعى أبناء لحج معالمهم وآثارهم؟ هذا التعبير ليس مصدره قنوطاً، لكنه الواقع الذي يكشف الحال التي آلت إليها معالم وآثار لحج في ظل صمت الجهات التي يعتبر هذا الأمر من صميم اختصاصها.

هذا الكلام لانعني به جهة بعينها، بل كل الجهات وحتى الأفراد الذين باستطاعتهم أن يقولوا كلمة حق في هذا الشأن.

هذه المعالم ليست ملكاً لجهة ما ثم آلت إلى جهة أخرى بفعل اعتبارات معينة، لكنها ملك عام لكل أبناء لحج وشاهد على حقب معينة من تاريخهم، ومن حق أبناء لحج أن يدافعوا عن تاريخهم المتمثل في هذه المعالم أسوة بما يفعل كل شعوب الأرض، لكن أين هؤلاء وأين هيئاتهم ومجالسهم ومنتدياتهم وجمعياتهم من كل ما يجرى من حولنا بحق هذه المعالم؟!.. فلا المجالس المحلية قامت بدورها ولا هيئة الآثار حددت موقفاً، ولا المنتديات ولا الجمعيات الثقافية رفضت هذا الذي يحدث لهذه المعالم، ولا حتى من لهم ارتباط تاريخي بهذه المعالم حركوا ساكناً.

هذه القصور التاريخية تئن تحت وطأة الإهمال والتسيب، وقد بدأت عوامل الانهيار يالظهور على أجزاء منها، أما حالها من الداخل فحدث ولاحرج.. وهذه حديقة الأندلس أمست قاعاً صفصفاً بعد أن كانت متعة للعين والنفس معاً.

أما الحسيني وما أدراك ما الحسيني، فقد أصبحت أجزاء منه عبارة عن أكوام من الحطب بعد أن صار في أيدي من لا يعنيه حتى التسمية، بل إن أوراق البنكوت هي القصد والطلب.

ما كانت تسمى حديقة الأندلس
ما كانت تسمى حديقة الأندلس
أجزم أن كلاً من القمندان وحسن أفندي يتقلبان في مرقدهما بعد أن انتهت شط البحيرة، أو تكاد تنتهي وهي أحد أفضل المواقع في الحسيني.. «بابني لكم في العرائس جنب شيلوب» لقد جسد القمندان هذا البيت الشعري وبنى مصيف العرائس، لكن هذا المصيف أضحى حالياً كـ«باقي الوشم في ظاهر اليد» حسب تعبير الشاعر طرفة بن العبد.

لن نتكلم عن معالم أخرى كالمدرسة المحسنية وجامع الدولة والمراقد ومعالم أخرى كثيرة قد لا يتسع هذا الحيز لها.

هذه صرخة أخيرة أعلم أنها لن تجدي نفعاً، وإن كانت كذلك فما علينا إلا إصدار بيان النعي لهذه المعالم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى