آمالهم تذوب في كؤوس الوعود.. وأحلامهم تتبخر في رمضاء الجحود ..الفئات المهمشة بالمسيمير.. بين أوجاع الفقر وآلام المعاناة التي لا تنتهي

> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

>
أحد منازل المهمشين من الداخل
أحد منازل المهمشين من الداخل
مسؤولو المديرية يستخدمونا سلماً لتصعيدهم إلى المناصب ..وفي بداية نزول «الأيام» إلى حارة المهمشين اقتادنا المواطن علي درهم عبدالله إلى منزله المتواضع، فبدأ يحكي لنا محطات المآسي وقد التف حوله أطفاله وبناته وزوجته فقال:«نحن لا نملك أي مصدر للرزق وظروف الحياة المعيشية تقتلنا باليوم ألف مرة ولا أحد يعلم بحالنا إلا الله».

وأضاف قائلاً:«المسؤولون بالمديرية يستخدمونا كسلعة للبيع والشراء فوقت الحاجة إلينا خصوصاً أيام الانتخابات تجدهم يتسابقون لضمان وكسب أصواتنا مقابل إغرائنا بالوعود التي تهز الرعود وعندما يأخذون ضآلتهم ويحصدون أصواتنا والفوز في الانتخابات وبعد كل ما يحققونه من نصر بفعل تصويتنا لهم بعد ذلك يكون جزاؤنا هو نظرتهم العنصرية لنا خصوصاً بالكلام الجارح يا أخدام ماذا تريدون ويكفي أنكم عايشون بيننا».

وقال:«نحن فقراء ومحتاجون وأبناؤنا يعانون الفقر والمرض والجوع ولا يوجد لنا ما نستقي من خلاله قوت يومنا إلا ما صدفنا من أعمال عضلية نكسب منها المال ولا يوجد معنا غير ذلك». واستغرب قائلاً: «وعود الأمين العام للمجلس المحلي ومدير صندوق الرعاية الاجتماعية لنا بتسجيلنا ضمن المستحقين لإعانة الصندوق كلها أكاذيب وضحك علينا وفصول من استعراض الكذب والافتراء ونقول لهم الله المستعان وسامحكم الله على كل كذبة كذبتوها علينا».

واختتم حديثه قائلاً:«نحن لا نحلم بالمناصب أو بهبر الأموال العامة أو خزينة الدولة كما يفعل البعض إنما نحلم بإدراج أسمائنا وتسجيلنا في استحقاق الرعاية ولا نسعى لغير ذلك حتى نستطيع أن نوفر اللقمة المنتظمة لأفواه أطفالنا، وأشكر صحيفة «الأيام» على نزولها إلينا لتلمس ظروفنا ومعاناتنا وهي أول صحيفة تكلف نفسها بمعاينة أوضاعنا في وقت تتكبر وتتعالى علينا كل الأطر والقنوات الرسمية».

الفقر أحكم قبضته علينا

> أما المواطن قاسم محمد أحمد فقد قال: «أنا لا يوجد لدي أي مرتب أستطيع من خلاله أن أقاوم ظروف ومتغيرات الحياة المعيشية الصعبة وعندي 4 بنات حاملات شهادة الثانوية العامة وكذا عندي أطفال صغار يعيشون بجانبي وجانب أمهم التي تعاني منذ سنوات المرض وفقدان البصر وظروفنا قاسية جداً ولا نملك أي مخرج للهروب من هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها».. وتابع حديثه قائلاً: «لم نعد نحلم في هذه الحياة سوى بالستر وتأمين حال أولادنا ونتمنى أن يراعي الإخوة في السلطة المحلية وصندوق الرعاية الاجتماعية أوضاعنا ويمنحونا المعونة الإنسانية بحكم استحقاقنا لها». واختتم بالشكرلصحيفة «الأيام» على إتاحتها فرصة الحديث لنظهر شيئا يسيرا مما نعانيه لمن يخفى عليهم حالنا. معول الفقر والمرض قد هوى على رؤوسنا ولم نجد من ينقذنا».

الوالدتان منذوقة صالح خميس ونعمة جباري تظهران معاناتهما
الوالدتان منذوقة صالح خميس ونعمة جباري تظهران معاناتهما
نبرات تتقاذفها عبارات الأسى وألسنة جفت من لعاب الشكوى وقلوب يعتصرها ألم ظروف الحياة القاسية، حناجر بالكاد تبتلع ريقها كلمات تخرج من أفواه وكأنها حمم بركانية تحرق ما بجوارها، كلمات تحكي مرارة المعاناة تنزل على آذان سامعها وكأنها صواعق رعدية تهز رواسي الأرض.. كان ذلك مشهدا واقعيا لما لحظته بأم عيني من ملامح الأسى وقهر الحال البارزة على وجنات الوالدتين منذوقة صالح خميس ونعمة جباري، حيث لخصتا لنا معاناتهما بالقول:

«ليس لدينا أي مصدر يقينا ظروف المعيشة ياولدي فالمسؤولون يطلعون علينا أيام الانتخابات بزيارات عابر حسب ما تقتضيه مصالحهم وعندما يأخذون منا أصواتنا وينجحون لا ينظرون إلينا بمثل نظرة الانتخابات فلا نجد من تلك الوعود التي يطلقوها لنا بتسجيلنا بالرعاية ودعمنا مالياً ومعيشياً لا نجد من ذلك إلا الكذب والافتراء والنصب وألوان التحايل والخداع فهؤلاء يذهبون ولا يعودون إلينا إلا أيام الانتخابات التالية وهكذا دواليك ومعها تتجدد وتأتي لعبة الكذب والخداع علينا» وأضافتا قائلتين:

«كم من وعود يا ولدي أطلقوها لنا قبل الانتخابات بأنهم بايسووا وبايعملوا لنا ما نريد، لكن للأسف خدعونا بهذه الوعود الكاذبة.ونحن أرامل لا يوجد لنا معيل إلا الله ونحن في هذا السن لا نستطيع أن نعمل أو أن نبذل مجهود ولا يعلم بحالنا إلا ستار العيوب».

واختتمتا حديثهما بالقول:«طلباتنا هي توفير الخدمات الأساسية للحياة لنا ولأهلنا ومنحنا النصيب العادل في استحقاق الرعاية الاجتماعية الذي أصبح يمنح للمقتدر والغني ولأصحاب الفلوس والجاه والنفوذ .

أطفال المهمشين لحظة تجمعهم أمام عدسة «الأيام»
أطفال المهمشين لحظة تجمعهم أمام عدسة «الأيام»
بينما نحن الفقراء والمحتاجون وغيرنا الكثير من المستحقين أصبح محرما علينا رغم أننا الأحق بهذه المعونة بحكم ظروفنا وتطابق شروطها علينا، لكن ماذا عسانا نفعل وما بليد حيلة كما يقولون.. والشكوى لغير الله مذلة.

ونشكر صحيفة «الأيام» على هذه اللفتة ونتمنى إن شاء الله من على صفحاتها يأتي الفرج».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى