هل هذا هو مصير المبدعين في بلادنا ؟!

> «الأيام» محمد عوض قحطان:

> للمرة الثانية ونحن نكتب عن هذا الطائر الذي بات مكسور الجناح لايستطيع الطيران بعد أن كان يحلق في سماء الإبداع يصول ويجول ويغرد خارج السرب، فهل عرفتموه؟ نعم، وكيف لانعرفه، إنه الفنان الكبير والملحن المبدع محمد علي ميسري صاحب اللون الغنائي الفريد الذي استطاع بموهبته أن يحجز له مكانا مرموقا بين أوساط الفنانين الكبار أمثال: أحمد قاسم، المرشدي، العطروش،أيوب طارس، فيصل علوي، محمد سعد وغيرهم من عمالقة الطرب اليمني لا تسعفني الذاكرة في ذكر أسمائهم، ولم لا وهو من أطربنا باجمل الاغاني واعذب الالحان ورسم لنا لوحة فنية جميلة ومن باكورة إنتاجه الفني: (غني ياعدن الثورة، شعب يمني واحد، هل تعرفوها).

طبعاً هذه أعماله الوطنية التي أسعفتني الذاكرة بها أما بالنسبة للعاطفية فهي كثيرة وشهيرة وسنذكر بعضاً منها مثل : (كيفكم ياحابيب، جودو بليلة، نفسك حيث ماسيتها، أعرفك ياخبز يدي والعجين، معك لي أخبار، فلاحة على السوم)، وغيرها من الأغاني التي أصبحت مهدورة يتغنى بها من هب ودب بدون استئذان أو حق أدبي وخصوصا في الوقت الحالي لأن هنا في اليمن لايوجد قانون يحمي الملكية الفكرية من التهميش ولو كان يوجد ذلك لما تجرأ أحد أن يتصرف بحقوق الآخرين.. فالميسري للحقيقة فنان بمعنى الكلمة له دور بارز وبصماته واضحة على الساحة الفنية لا تحتاج منا أي تعليق وما نود أن نقوله بالضبط هو أن هذا الرجل مصاب بفشل كلوي ومنذ مدة وهو يعاني من هذا المرض الخبيث فنجده كل أسبوع يخضع للغسيل في المستشفى، إنه بحاجة إلى من يتكفل بعلاجه في الخارج وقد سبق لنا أن كتبنا عنه مقالة في صحيفة «الأيام» العدد 5167 بعنوان: «الميسري من نجوم الفن الجميل وعمالقة الطرب الأصيل» وتطرقنا فيها لمشوراه الفني وما يعانيه من مرض وناشدنا من خلالها الجهات المسئولة ولم نجد من يحرك ساكناً نحوه لا مكتب الثقافة ولا المحافظ السابق ولا الوزير الحالي أيضاً وكأن الأمر لا يعنيهم على الرغم من أن الأستاذ الفنان محمد أحمد السعيدي التقى بأحد المسئولين في وزارة الثقافة وعرض عليه الصحيفة عقب صدورها وبعد أن قرأ المقالة - أي المسئول - أبدى استعداده لتبني الموضوع مع الوزير كونه الرجل الثاني بالوزارة إلا أنه سرعان ما تراجع عن قراره في اليوم التالي واكتفى بالقول:إذا كنتم تريدون معالجة هذا الفنان في الخارج عليكم أن تذهبوا إلى نائب الرئيس أما نحن فإمكانياتنا شحيحة لا تسمح بذلك.. على الرغم من أنهم يصرفون مبالغ مالية وتذاكر سفر لمن لا يستحقها وللأسف نسي أو تناسى أن المصاب فنان وموضوعه متعلق بوزارة الثقافة وليس عسكرياً من حراسة النائب أو ضابطاً متقاعداً!.. والقصد من كلام المسئول واضح.

فهل يعقل أن فناناً كبيراً بحجم محمد علي ميسري غنى للوطن والثورة وأول من غنى للوحدة المباركة في الستينات، ضحى من أجل الارتقاء بالأغنية اليمنية ورغم ذلك لا نعيره أي اهتمام، وبدلا من أن نرد له الجميل نجازيه بالجحود والنكران، أليس هذا ظلماً وإجحافاً في حق الرجل وهنا نطرح سؤالنا على الجهات المعنية وننتظر الإجابة :

هل هذا هو مصير المبدعين في بلادنا؟ أم أن المناطقية والتمييز هما السبب في ذلك الإهمال؟! ولا يسعنا في الختام إلا أن نوجه دعوتنا إلى الإخوة المسئولين في محافظة أبين وعلى رأسهم الأستاذ القدير محمد صالح شملان الذي لمسنا منه أشياء إيجابية كثيرة منذ تولي قيادة المحافظة ونقول لهم : الميسري في انتظار لفتتكم الكريمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى