«الأيام الرياضي» ترصد رحلة ذهاب دوري النخبة للكرة الطائرة اليمنية ..بتحليق رائع ونتائج مبهرة الشعلة بطل دور الذهاب وحامل اللقب محبط وسيئون لايتعلم

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

>
بعد 57يوماً من التحليق العالي والمنخفض وصل أسطول طائرة الممتاز أو النخبة كما يحلو للكثيرين تسميته نهاية دوره الأول بنجاح بعد 45 طلعة قامت بها الطائرات العشر التي تمثل دوري النخبة في السماء اليمنية، ولتحط وتقلع في مدرجات حضرموت وصنعاء وعدن والحديدة وتعز في سباق مثير نال إعجاب الكثيرين، وآهات وزفرات البعض الآخر لكون بعض من هذه الطائرات لم تحلق إلا على ارتفاع منخفض جداً، بل إن بعضها كان أقرب إلى السقوط والارتطام بالأرض..الدور الأول أبرز طائرة الشعلة التي حلقت بامتياز وأحرقت نيرانها كل الفرق ولم تلق مقاومة من أي فريق، لتكون بطلة دور الذهاب عن جدارة، وحلت بعدها طائرة شباب القطن، وفي أسفل الترتيب تقع طائرة أهلي الغيل الصاعدة من الدرجة الثانية، ولم تشعر أحداً بوجودها حينما أخفقت في جميع رحلاتها ولم تقلع ولو لمرة واحدة محملة بالفوز مما يجعلها أبرز وأقوى المرشحين للعودة إلى مطار الدرجة الثانية.

المستوى العام تباين من جولة لأخرى كحال المحترفين القادمين من خارج اليمن الذين تفوق عليهم اللاعب اليمني الذي كان العلامة الفارقة في الدور الأول، وقاد فرقه إلى تحقيق الفوز .. كما أن دور الذهاب حفل بمفاجأة كادت أن تعرقل صعود وطلوع الطائرات وتجبرها على الهبوط القسري، والمتعلقة بامتناع بعض الحكام عن أداء مهامهم نتيجة العائد المادي الضعيف والذي فعلاً أجل رحلتين كحادثة لم تشهدها من قبل المواسم الماضية، غير أن قيادة الاتحاد العام نجحت في احتواء الموقف قبل أن يتطور، وحلت المشكلة على قاعدة (لاضرر ولاضرار) .. والآن أدعوكم أعزائي القراء لقراءة متأنية بعض الشيء للدور الأول من دوري أندية الأولى :

لهيب الشعلة أحرق الجميع

< وصيف البطل وحامل بطولة كأس الرئيس فريق الشعلة هو أحد المرشحين الأقوياء، والذي يمتلك لاعبين على مستوى عال من أمثال : أسار وأديب وكل الاسماء المعروفة وقد عزز صفوفه فيما بعد بالمحترف السوداني الريح والمعد المخضرم اللداني ويقودهم مدرب قدير هو منير يحيى .. الشعلة لم يمهل الجميع، بل أعلن أنه الأقوى والأفضل سواء إن كان يلعب في الصالة المغلقة بعدن أو في مكان آخر، حينما حقق الفوز تلو الفوز، حتى بدا على اللاعبين في المباريات الأخيرة وكأنهم في نزهة .. الشعلة حقق العلامة الكاملة من خلال الفوز في جميع المباريات أومن حيث أخذ النقاط كاملة من دون نقصان .. الشعلة في دور الأياب لن يعطي أحداً الفرصة للاقتراب منه لكون نيرانه مستعرة وتخيف الجميع، لذا نسبة فوزه بالدرع لأول مرة كبيرة جداً .

نسور القطن قادمة

طائرة شباب القطن صاحبة المركز الثالث في بطولة الموسم الماضي هي من بين أبرز المرشحين للمنافسة على لقب البطولة لهذا العام إثر امتلاكها لفريق اكتسب بعض الخبرة ليس في البقاء في هذه المسابقة، وإنما لانتزاع أحد مراكزها الأولى لوجود ذخيرة من اللاعبين الجيدين والقادمين بقوة .. ويقف وراء الفريق إدارة سخرت كل إمكانياتها للفريق الطائري ..ضف إلى الالتفاف القوي من جمهور الشباب الذي يساند الفريق بشكل قوي ومؤثر في حله وترحاله، وهو واحد من عوامل النجاح .. الطائرة الشبابية هي من بين القلائل التي استعدت للمسابقة مبكراً بقيادة الكابتن رامي الدبعي، وعززت فريقها بمحترف وحيد هو السوداني محجوب بدر الدين ولم توفق في استقدام زميله الآخر مجاهد الريح، وهما المحترفان اللذان ارتبطا بالشباب وبطولاته .. البداية للشبابيين كانت مغايرة لكل التوقعات حينما سقطت في مدرج اتحاد سيئون بالثلاثة النظيفة ثم أمام جمهورها حينما لم تقدر على لهيب الشعلة وسقطت 1/3 حينها دب الخوف والفزع في تكرار هذا السيناريو إلا أنها سرعان ما طمأنت جمهورها بفوز له من الدلالات الشيء الكثير على حساب طائرة الأحلام السيئونية في ملعبها وأمام جمهورها، وإن كان جمهور الفريقين خرج عن النص حينما لعب مباراة أخرى في القذف بالحجارة في سقوط للأخلاق الرياضية .. الفوز على سيئون أعاد للفريق معنويته وأعاد له الثقة بنفسه لينطلق الشباب ويحقق الفوز تلو الآخر حتى وصل محطة الهلال بالسويري التي كانت آخر رحلة في هذه المرحلة ليرتفع رصيده من الفوز إلى سبع مرات وخسر لقائين ليجمع 16 نقطة، ويقف خلف المتصدر الشعلة بفارق نقطتين .

الصقر ومنازلة الكبار

الصقر التعزي بات في المواسم الأخيرة من الفرق التي تبحث عن مكان لها بين الكبار جراء الاهتمام الذي تبديه الإدارة الصقراوية بقيادة الرجلين الوقورين شوقي هائل ورياض الحروي تجاه الفريق وتجاه كل فرق النادي المختلفة .. فالفريق الصقراوي تم تعزيزه بلاعبين جيدين وبدأ البداية القوية، حيث فاز على أهلي الحديدة والشرطة قبل أن يسقط أمام الشعلة غير أنه استجمع قواه وحقق الفوز على الهلال وسيئون ثم خسر من القطن ليعاود تحليقه بقوة على حساب اتحاد سيئون والميناء، لتحط الطائرة الصقراوية في المركز الثالث بـ16 نقطة جمعها من سبعة انتصارات وخسر لقائين .. الصقر ومن خلال البروز في الدور الأول، فإنه سيكون أحد المنافسين الحقيقيين على مركز الوصيف، وليس مستبعداً وصوله للمركز الأول في حالة تعثر الشعلة .

اتحاد سيئون والاستقرار

القطب الثاني في مدينة سيئون مدينة الكرة الطائرة الاتحاد الذي يعد أحد الفرق المعروفة في هذه اللعبة بعنادها وفرض اسمها بقوة من بين الأفضل .. بدأت طائرته البداية الصاعقة، وجعلت المتابعين مذهولين جراء هذه البداية، وهذه الجدية حتى توقع الجميع أنها لن تحيد عن المراكز الثلاثة الأولى، حيث حققت أربعة انتصارات متتالية على القطن وسيئون بعد الإعادة جراء خروج المباراة عن مسارها الطبيعي وبلاعبين محليين بقيادة النجم الخلوق لاعب المنتخب الوطني أيمن يزيد، كما أن الإدارة الاتحادية نجحت في ضم المعد الرائع ولاعب الخبرة الكابتن مراد بدر.. هذه الانتصارات أعطت للمنافسة زخماً آخر وأعادت البسمة للجمهور الاتحادي الذي أعاد البهجة لمدرجات ملعب الاتحاد الذي تحول إلى تحفة رائعة .. الاتحاد ولضمان وصوله إلى مربع البطولة استعان بخدمة المحترف السوداني (ديفيد) الذي سبق وأن احترف في دورينا مع فريق خنفر قبل حوالي أربعة مواسم .. التعزيز بلاعب بوزن ديفيد أيام زمان أعطى طمأنينة أكيدة أن الاتحاد سيعصف بكل الفرق التي تقابله ليطير إلى عدن، وهو محمل بآمال كثيرة للعودة إلى مسقط رأسه محملاً بالفوز، غير أن ماحدث للفريق في مباراته الأولى أمام الميناء الجريح والمتواضع أصابت الجميع بالصدمة التي لم يفق منها الفريق حتى نال خسارة أخرى من الشعلة، ليعود إلى الوادي منكسراً وتاركاً للجميع أسئلة لم نجد لها إجابة شافية في كيف هذا حصل وما السبب؟ ليعود الفريق ويلعب لقاءً سهلاً أمام أهلي الغيل كسبه بسهولة ليغادر إلى الحالمة، ويعود بخسارة ثالثة كانت بمثابة صاعقة أخرى أيقن من خلالها الاتحاديون أن الفريق يفتقد شيئاً مهماً وأن المنافسة على اللقب أصبحت صعبة وليست مستحيلة لتتم المعالجة بالمجيء بالمدرب الوطني نائف عبدالله في الجولة الأخيرة .. الاتحاد حقق الفوز في ستة لقاءات ومني بثلاث خسائر له من النقاط 15 نقطة .

أهلي الحديدة ظهور مخيب

البطل أهلي الحديدة توقع له الجميع أن يبقى محافظاً على الدرع موسماً آخراً بعد النجاح الذي حققه في الموسم الماضي وبلاعبيه الشباب بقيادة الكابتن المدرب عبده مقبولي، غير أن الأهلي في هذا الموسم وفي الدور الأول كان غير الأهلي في الموسم الماضي وبفارق شاسع، حيث لم يحقق الفوز إلا في أربع مباريات فقط ثلاث منها في ملعبه والرابعة كانت خارج ملعبه أمام أضعف الفرق أهلي الغيل، ليجمع الفريق 14 نقطة ويقبع في المركز الخامس .. أما أسباب عدم ظهور الأهلي كمنافس على اللقب، فتعود إلى غياب الدعم الإداري وإصابة اللاعبين بالإحباط جراء حرمانهم من المشاركة الخارجية، وهو الأمر الذي انعكس على مستوى الفريق ونتائجه، ولاتبدو أن هناك بوادر أمل لانتشال وضعية الفريق وإعادته إلى المنافسة جراء التباين الواضح بين الإدارة واللاعبين .

الميناء المدرسة صحوة متأخرة

(الميناء) المدرسة، وأحد أعرق الفرق البارزة والبطلة في هذه اللعبة ظهر في بداية الدور الأول بمستوى متواضع للغاية ولم يترك أي أثر بأن الفريق هو ذلك الميناء الذي ترتعب منه الفرق بدليل سقوطه في فخ الخسارة تلو الأخرى في الجولات الثلاث الأولى قبل أن يقف على محطة أهلي الغيل الذي حقق من خلالها الفوز الأول والتي كانت البداية الجادة لعودة الطائرة الميناوية إلى مسارها المعتاد، وكان فوزها على اتحاد سيئون في الجولة هو العلامة الفارقة للفريق من حيث نفض غبار الخسائر المتتالية، بعد أن عاد إليه نجومه الغائبون بقيادة أيمن مصطفى .. غير أن الفريق فاجأ أنصاره بسقوط جديد في عدن أمام أهلي الحديدة ليعاود انتصاراته مرة أخرى على حساب سيئون والشرطة المتواضعين، ليسقط في آخر جولة أمام الصقر، وليجمع 13 نقطة ويقبع في الترتيب السادس .. ما ينتظر من الميناوية في الإياب ليس أكثر من الاحتماء في مراكز الوسط، وعدم الهبوط نحو المراكز الأخيرة .

سيئون وتكرار الأخطاء

طائرة أحلام سيئون والفريق الذي كان لا يقهر يبدو أنه مُصِر على عدم التعلم من أخطائه في المواسم الماضية التي انتهى فيها ربيع العسل السيئوني وآخرها الموسم الماضي حينما صارعت طائرة الأحلام على البقاء واحتلال مركز لا يليق بها ولابتاريخها حينما تكررت نفس الأخطاء هذا الموسم وتجرعت خسائر بالجملة وصلت إلى 6 خسائر، ولم تحقق الفوز إلا في 3 لقاءات وكانت على أضعف الفرق وأصبح الفريق مهدداً بالهبوط ليحتل المركز الـ7 بـ 12 نقطة وسط عدم إيجاد بدائل تعيد للفريق عافيته،ولجمهوره الكئيب البسمة التي اختفت رغم أن الفريق عنده تخمة من اللاعبين الجيدين الذين تفرقوا على بقية الأندية، وبقي هو بالموجود الذي يلعب بنفسيات متعبة وطموحات لاتتعدى البقاء .. ويا سبحان مغير الأحوال .. ومع انطلاق الدور الثاني (الإياب) فإن مصير السيئونيين سيظل معلقاً بيده لا بيد عمرو، وقد يلجأ إلى صديق سوداني في نهاية المطاف يجد فيه قارب النجاة للبقاء ضمن أندية النخبة ولا تعليق .

هلال السويري صراع من أجل البقاء

الهلال العائد للأضواء من جديد لايزال رهين المراكز المتأخرة والصراع من أجل البقاء عكس ماكان يتمناه جمهوره ومحبيه في أن يلعب الفريق دور (الحصان الأسود) غير أن (ماكل مايتمناه المرء يدركه) لافتقاده اللاعبين المميزين للعب هذا الدور، ولعدم تحرك الإدارة في وقت مبكر للتعاقد مع محترفين على مستوى عال واكتفى ببعض اللاعبين من اتحاد سيئون ولاعب من أبين إضافة إلى محترف سوداني بشيء وشويات إلا إنه لم يكن كأقرانه الآخرين .. الهلال لم يحقق الفوز إلا على الميناء والشرطة داخل أرضه وعلى أهلي الغيل خارج ملعبه وتكبد الفريق 6 خسائر ليحصد 12 نقطة وضعته في المركز الثامن .. الفريق الهلالي سيواجه صعوبة كبيرة في رحلة العودة للبقاء بين الكبار وهو الطموح الذي يراود الهلاليين جماهير ولاعبين وإدارة .

الشرطة بدون جاهزية

الفريق العسكري قست عليه الظروف هذه المرة لأسباب عديدة منها هجرة لاعبيه الكبار، ومنها ما يحمله اتحاد اللعبة الذي قال إنه يحاربه ! حتى إنه افتقد للجاهزية المفترض تواجدها للفريق العسكري الذي دائماً مايكون على أهبة الاستعداد، حيث أخفق الفريق في تحقيق الفوز في ثمان مناسبات كان فيها الفريق العسكري يتلقى شتى صنوف الضربات الجوية التي عجز عن التصدي لها، ليحتل المركز قبل الأخير وهو أحد المرشحين بقوة للهبوط إلى الدرجة الأدنى مالم يتم تدارك أموره بإعادة الجاهزية العالية إليه في رحلة الإياب .. الشرطة لم يحقق الفوز إلا على أهلي الغيل القابع في الذيل، والذي يشاركه نفس الهموم وله من النقاط 10 نقاط.

أهلي الغيل والانسحاب

في المرتبة الأخيرة يقبع أهلي الغيل الوافد الجديد على دوري النخبة برصيد خال من الفوز وبنقاط الخسائر التسع التي حصدها الفريق الأهلاوي من تسع مباريات إثر تقديمه لمستوى متواضع، ولافتقاده الخبرة الكافية في مثل هذه البطولات التي اعتقد الأهلاوية أنها كبطولة الثانية وهو ما اتضح في مستوى الفريق ونتائجه، أضف إلى ذلك حالة الإحباط التي أصابته جراء عدم السماح له باللعب على أرضه وبين جمهوره، كما يعتقد ويراهن على حماس جماهيره التي ربما تشعل لاعبيه لتحقيق الفوز.

غير أن ذلك الطلب والأمنية التي راهن عليها الأهلي لم يُستجب لها، بسبب اللوائح المنظمة للبطولة، والسارية على الجميع، كما أن إدارته لعبت دوراً في هذا الحضور الباهت لعدم اهتمامها وتعزيز الفريق بلاعبي الخبرة المميزين لكونها لم تفق بعد من أحلام ونشوة الصعود .

الأهلي سجل بادرة غريبة نوعا ما وأدرك أن بقاءه مستحيل، لذلك طلب النادي إعفاءه من تكملة المشوار من خلال الانسحاب من الدوري الذي سيكلف الفريق كثيراً، وسيواجه عقوبات قاسية جعلت الإدارة تعدل عن قرارها، وفضلت الاستمرار وتأدية الواجب وهي مسلِّمة أنها أول العائدين إلى مدرج الثانية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى