الفرنسيون يختارون رؤساء بلدياتهم في انتخابات تهدد بمعاقبة اداء ساركوزي

> باريس «الأيام» ا.ف.ب :

>
توجه الفرنسيون أمس الأحد الى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات بلدية قد تسفر عن انتقال العديد من المدن من اليمين الى اليسار لتكون بمثابة مؤشر الى الاستياء من اداء الرئيس نيكولا ساركوزي بعد عشرة اشهر على توليه السلطة.

واعلن ساركوزي الذي يواجه اول اختبار انتخابي وقد تدنت شعبيته بشكل كبير بحسب استطلاعات الرأي، انه سيواصل وتيرة اصلاحاته ايا كانت نتائج الانتخابات التي تجري دورتها الثانية في 16 اذار/مارس.

غير ان حزبه اليميني الاتحاد من اجل حركة شعبية يخشى ان يدفع ثمن استياء "الخائبين من الساركوزية" وقد اجمعت استطلاعات الرأي على توقع فوز المعارضة الاشتراكية فيما كشف تحقيق اجري اخيرا ان فرنسيا واحدا من اصل ثلاثة بات يوافق على اداء الرئيس.

ومن المحتمل ان ينجح الاشتراكيون في انتزاع عدد من المدن الكبرى الرمزية من اليمين مثل مرسيليا (جنوب شرق)، ثاني المدن الفرنسية، وتولوز (جنوب غرب) وستراسبورغ (شرق)، فيما يرجح احتفاظهم بباريس وليون (وسط شرق).

وقالت الاشتراكية سيغولين روايال التي هزمها ساركوزي بفارق كبير في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في ايار/مايو ان هذه الانتخابات هي "اختبار حقيقي" و"فرصة لمعاقبة السلطة الحالية".

وافاد استطلاع للرأي ان نصف الفرنسيين يرون ان خسارة الاتحاد من اجل حركة شعبية "مدنا عدة كبيرة" في هذه الانتخابات سيعني "هزيمة شخصية" للرئيس.

وشدد الاتحاد من اجل حركة شعبية المسيطر على حوالى 55% من المدن الفرنسية ال230 التي يزيد عدد سكانها عن ثلاثين الف نسمة، على اهمية "الرهانات المحلية" في التصدي لعملية تصويت ضد ساركوزي.

ووصلت نسبة المشاركة في الساعة 17:00 (16:00 تغ) الى 25،56%، بزيادة ثلاث نقاط عن انتخابات 2001 البلدية، ولكن بفارق كبير عن نسبة 74% التي سجلت في الساعة نفسها في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية.

وادلى ساركوزي بصوته ظهرا في مدرسة بوسط باريس قريبة من قصر الاليزيه فبدا منشرحا.

وتدهورت شعبية ساركوزي بشكل سريع منذ بداية السنة، ويأخذ عليه الفرنسيون انه لم يحقق شيئا على صعيد زيادة القدرة الشرائية التي باتت همهم الاول والتي وعد في حملته الانتخابية بجعلها اولوية عمله الرئاسي.

كذلك يواجه انتقادات حادة تاخذ عليه استعراض حياته الخاصة وميله الى الترف، لا سيما بعد الضجة التي اثارها طلاقه من سيسيليا وزواجه بعد ثلاثة اشهر من العارضة الايطالية كارلا بروني.

غير ان ساركوزي قلل مسبقا من اهمية الفشل المتوقع لحزبه مؤكدا انه "لن يتلهى بالتقلبات" وان موعد تقييم سياسته لن يكون الا في نهاية عهده في 2012.

واستبعد امكانية اعتماد "خطة تقشف" يحذر منها الاشتراكيون، مجددا ثقته في رئيس الوزراء فرنسوا فيون الذي يسجل على خلافه ارتفاعا في شعبيته، ما يثير شائعات حول قيام خلافات بينهما.

وتشكل الانتخابات البلدية ايضا اختبارا صعبا للحركة الديموقراطية، حزب الوسط بزعامة فرنسوا بايرو المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية الساعي الى الفوز برئاسة بلدية بو (جنوب غرب)، وللحزب الشيوعي الذي يحاول انقاذ معاقله المحلية الاخيرة وكذلك الجبهة الوطنية (يمين متطرف).

وسيختار حوالى 5،44 مليون ناخب اعضاء مجالس البلديات ال36782 في فرنسا.

كما سينتخبون نصف المستشارين العامين الاعضاء في برلمانات المقاطعات الفرنسية.

ويأمل الحزب الاشتراكي الموجود على راس غالبية المقاطعات منذ 2004، باحراز تقدم جديد.

ويسلط الاهتمام بصورة خاصة على مرشح خاص لاحد هذه المناصب وهو جان ساركوزي (21 عاما), نجل الرئيس الفرنسي الذي ترشح في منطقة نويي-سور-سين، معقل والده السابق في ضاحية باريس، حيث يحظى بفرص كبيرة في الفوز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى