الجيش الاميركي يخصخص الحرب ضد القاعدة في العراق

> بعقوبة «الأيام» باتريك باز :

>
يقول ضابط اميركي في القوات الخاصة وهو ينفخ دخان سيجاره في القاعدة العسكرية في ديالى شمال شرق بغداد "لقد نجحنا في خصخصة الحرب ضد القاعدة في العراق".

وتبنى الجيش الاميركي استراتيجية جديدة لمحاربة شبكة القاعدة في العراق بدءا من ايلول/سبتمبر 2006 تقضي بتكليف زعماء عشائر عربية سنية تجنيد مقاتلين سابقين من صفوفهم لمواجهة المتطرفين.

ويطلق الجيش الاميركي على المجندين اسماء "المواطنين المعنيين" او "ابناء العراق" او "قوات الصحوة". ووفقا لاخر احصائية لدى الجيش الاميركي، يبلغ عدد عناصر 130 من مجالس الصحوة على الاقل حوالى ثمانين الف رجل.

ويشكل العرب السنة بين هؤلاء نحو ثمانين بالمئة والباقي للشيعة بينما هناك بعض مجالس الصحوة المختلطة من السنة والشيعة.

ويحمل كل عنصر منهم سلاحا واحدا من طراز كلاشنيكوف وثلاثة مخازن وسترة مرمزة برتقالية اللون.

ويضيف الكابتن كيفن جيمس المسؤول عن منطقة بهرز جنوب بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) "عملنا هنا على تجنيد 256 مقاتلا عبر خمسة من شيوخ العشائر من اجل ضمان الامن"، اي اقامة عدد من الحواجز على الطرقات.

ويوضح الكابتن امام اعضاء المجلس البلدي الخمسة عشر في بهرز ان الشيوخ الخمسة يتولون المحادثات مع الجيش الاميركي، موضحا انهم "يتلقون مبلغا يقومون بتوزيعه على المقاتلين الخاضعين لاوامرهم ونعطيهم الاموال للانفاق على ما يحتاجونه".

ويؤكد للاعضاء الذين يشتكون من نقص المواد والغذاء "اعطيتهم مبلغا كبيرا لكي يتمكنوا من شراء الوقود والاغذية ودفع الرواتب".

ويتلقى كل مجند مبلغا ماليا يتراوح بين 210 و 250 دولار شهريا. اما الشيخ فيتلقى نسبة 20% من المبلغ المدفوع للمجموعة مقابل التموين اللوجستي نظريا.

لكن الكابتن تيم ليوني يؤكد "لا نسمح بان يتجاوز عدد كل مجموعة الخمسين مقاتلا نقوم باخذ بصماتهم الوراثية. اما الباقي فبامكان الشيخ فعل ما يريد ودفع المبلغ الذي يرغبه".

لكن مسالة الولاء تتخللها الشوائب. فقد امر الكابتن ليوني وحدته عند الفجر بعملية مفاجئة في الاحياء القديمة من بعقوبة استهدفت احدى المجموعات التي يشتبه بتعاونها مع مقاتلي شبكة القاعدة.

وبمساعدة الشرطة العراقية، اقتحم الجنود الاميركيون احد المنازل حيث اعتقلوا عددا من العراقيين.

وفي الخارج، وضعت الاصفاد في اياديهم ووقفوا الى جانب الجدار وتركزت الانظار على احدهم الذي كان يرتدي سترة برتقالية اللون وهي رمز للذين يحاربون القاعدة.

ويوضح ليوني "يقوم عم هذا الشخص بتصنيع الاحزمة الناسفة بينما يتولى هو تجنيد الانتحاريين في الجامعة، طبقا لمعلوماتنا".

ورغم ما يشكله "ابناء العراق" من امل بالنسبة للجيش الاميركي في معركته ضد الارهاب الا ان عدم ثقة الجنود بهؤلاء ما تزال كبيرة.

ودليلا على ذلك، يقوم الجنود الاميركيون بتفتيش عناصر الصحوة ويطلبون منهم سجب مخازن الرصاص من بنادقهم وتصويبها باتجاه الارض قبل القيام بعملية مشتركة في احياء بعقوبة.

ويقول احد الضباط محاولا طمانة الاخرين عبر مترجم ان "هذه العملية لا تستهدفكم لنا ملء الثقة بكم" بينما يقوم المترجم بتوزيع بطاقات كتب عليها "حان الوقت لمهاجمة الارهاب" او "ماذا افعل اليوم لمحاربة الارهاب"؟

ويطرح البعض في القاعدة العسكرية اسئلة عما ستخلفه هذه الاستراتيجية المتبعة ضد القاعدة بحيث يقول ضابط القوات الخاصة "اذا كنا نجحنا باستمالتهم الى جانبنا فذلك مرده اننا ندفع لهم اكثر من القاعدة".

ويختم متسائلا "نشتري الوقت وتحالفا لكن ماذا سيحدث عندما نتوقف عن الدفع؟". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى