> تظاهر ألوف من الإخوان المسلمين أمام مكاتب حكومية في أربع محافظات في شمال مصر أمس الأحد احتجاجا على عرقلة الحكومة لترشيح أعضاء في الجماعة لخوض انتخابات المجالس المحلية.

وقالت جماعة الإخوان ومصادر أمنية إن أعضاء الجماعة نظموا مظاهرات في محافظة بورسعيد ومدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية وفي محافظة الإسكندرية وفي عدد من مدن محافظة كفر الشيخ احتجاجا على ما تقول الجماعة إنها عقبات يضعها مسؤولون في الحكومة أمام قبول طلبات ترشيح أعضائها لانتخابات المجالس المحلية التي ستجرى الشهر المقبل.

وردد ألوف الإخوان في مدينة طنطا هتافات منها "يا منتقم يا جبار خلص مصر من الأشرار" في إشارة إلى مسؤولين يقولون إنهم فاسدون.

ويتحاشى المتظاهرون الإخوان غالبا ترديد هتافات معادية للرئيس حسني مبارك أو أسرته أو المسؤولين في الحكومة.

وقاد المظاهرة التي نظمت في طنطا 10 أعضاء في مجلس الشعب ينتمون إلى الإخوان.

وقال المتحدث باسم حملة الدعاية لجماعة الإخوان في محافظة الإسكندرية الساحلية صابر أبو الفتوح إن الجماعة أنهت أمس الأحد اعتصاما اشترك فيه حوالي ألف من أعضائها في مدينة الإسكندرية عاصمة المحافظة بعد محادثات مع المحافظ عادل لبيب حول "امتناع السلطات" عن قبول أوراق ترشيح أعضاء الجماعة.

وأضاف أن رد المحافظ "جاء إيجابيا وطلب فض الاعتصام."

وتابع أن الجماعة وضعت جميع أعضائها في المحافظة "في حالة تأهب واستنفار إذا لم تحدث استجابة لمطالبهم" التي شملت تخفيف الملاحقة الأمنية لأعضاء الجماعة والإفراج عن المحتجزين منهم.

وفتح باب الترشيح لانتخابات المجالس المحلية يوم الثلاثاء لمدة 10 أيام.

وكان مئات الإخوان أحاطوا بمقر مجلس مدينة بسيون إحدى مدن محافظة الغربية أمس الأول مطالبين بقبول أوراق ترشيح زملائهم. وقال مصدر أمني إن المتجمهرين اقتحموا المقر بالقوة وحطموا بعض الأبواب والنوافذ.

وقال المصدر إن الشرطة استدعت سبعة من الإخوان لسؤالهم بشأن ما حدث لكنهم لم يستجيبوا لطلب الاستدعاء. وأضاف أن البحث جار عنهم.

وقال موقع جماعة الإخوان على الإنترنت إن مرشحين محتملين من الجماعة وألوفا من أنصارهم تظاهروا في عدة مدن بمحافظة كفر الشيخ احتجاجا على رفض لجان الترشيح قبول أوراق أعضاء الجماعة.

وحطم متظاهرون في قرية سوق الثلاثاء بالمحافظة سيارة تابعة للشرطة يوم الجمعة بعد حصار لمسجد كان أحد قيادات جماعة الإخوان يؤدي الصلاة فيه. وقال شاهد لرويترز إن الشرطة غادرت المكان بعد أن رشقها بعض سكان القرية بالحجارة لكنها عادت بأعداد كبيرة لاحقا.

وردد المشتركون في مظاهرة طنطا التي قالت الجماعة إن عدد من اشتركوا فيها عشرة آلاف شخص هتافات أخرى منها "دمر يا جبار يا مولى كل الظلمة اللي في الدولة" و "يا منتقم يا جبار خلي بيوت الظلمة نار" و"قومي يا أمة المولى معاكي والإخوان هيكونوا فداكي".

ورفع المشتركون في المظاهرة التي نظمت أمام الديوان العام للمحافظة لافتات كتب عليها "أين الديمقراطية المزعومة وأبواب الترشيح مغلقة؟" و"حتى متى يبقى هذا الحال؟".

ورفع المتظاهرون المصاحف.

وقال شهود لرويترز إن أعدادا كبيرة من قوات مكافحة الشغب طوقت المظاهرة استعدادا لتفريقها بعد ساعة ونصف الساعة من بدايتها لكن المتظاهرين تفرقوا من تلقاء انفسهم.

وقال شاهد إن قوات كبيرة العدد تحرس مقار الترشيح منذ اقتحام مقر مجلس مدينة بسيون. ومحافظة طنطا هي إحدى محافظات دلتا النيل التي يوجد فيها تأييد شعبي قوي لجماعة الإخوان.

وقال عضو قيادي في جماعة الإخوان طلب ألا يذكر اسمه لرويترز إن الجماعة ستنظم ابتداء من غد الاثنين مظاهرات ضخمة في مختلف المحافظات ما لم تبدأ لجان الترشيح في تلقي أوراق أعضائها.

وأرجأت الحكومة انتخابات المجالس المحلية التي كان مقررا إجراؤها عام 2006 بعد مكاسب حققها الإخوان في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2005.

ويشغل أعضاء في الجماعة حوالي خمس مقاعد مجلس الشعب. ويتقدم مرشحوها للانتخابات كمستقلين تفاديا لحظرها المستمر منذ عقود.

والمجالس المحلية ليست على درجة عالية من الأهمية في الشؤون الجارية للمصريين لكن يمكن لمقاعدها أن تكون مفيدة لجماعة الإخوان إذا أرادت في المستقبل أن تتقدم بمرشح مستقل لرئاسة الدولة.

وبحسب تعديل دستوري أجري عام 2005 يحتاج من يريد ترشيح نفسه مستقلا إلى تزكية من 65 عضوا منتخبا في مجلس الشعب و25 عضوا في مجلس الشورى و140 عضوا في المجالس المحلية التي يهيمن عليها أعضاء الحزب الوطني الحاكم. وليس للجماعة أعضاء في مجلس الشورى.

وفي الأسابيع الماضية كثفت مصر حملة احتجاز ضد الإخوان أكبر جماعة مصرية معارضة. وتقول الجماعة إن السلطات تحتجز المئات من أعضائها.

ونظم حوالي 1500 طالب إخواني في كلية الهندسة جامعة قناة السويس فرع بورسعيد مظاهرة أمس الأحد لكن مصادر في الجامعة ومقرها مدينة الإسماعيلية قالت إن الطلاب كانوا يحتجون على طرد زملاء لهم من سكن الطلاب في الجامعة.

(شارك في التغطية يسري محمد من الإسماعيلية وعادل محمد حلمي من الإسكندرية) رويترز