بأبي أنت وأمي يا رسول الله!!

> «الأيام» فهيم منصور الصلوي /تريم - حضرموت

> لقد مرت سنة ونصف منذ أن تجرأت الصحف الدنماركية على الإساءة إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أشرف مخلوق، وأطهر إنسان، وأعظم من وطأ هذه البسيطة. نشرت هذ الجريدة رسوما ساخرة، زاعمة أنها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، على هيئة مسابقة لأكثر من خمسين رساما أظهر منهم أثنا عشر قبيحا ووقحا ما فيه الإساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم، إضافة إلى بعض الرسومات التي تمس علاقة المسلم بربه في أقدس فريضة ألا وهي الصلاة، نعم سنة ونصف انصرمت على هذه الفعلة الشنيعة، ثم تقدم مجلة أخرى على إعادة الصور ذاتها بعد ثلاثة أشهر وعشرة أيام من ذي الحجة، يوم الحج الأكبر، يوم عيد الأضحى المبارك، لتنكأ الجرح مرة أخرى، وتشن الغارة من جديد، إمعانا للعداء وإغاظة للمسلمين.

إنهم يشنون غاراتهم على أعظم شخصية عرفها التاريخ، قديما وحديثا، إنها شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تلك الشخصية التي لم يملك المنصفون من مفكريهم وعقلائهم إلا أن يشهدوا لها في كتبهم، ويقولوا: «لقد كان محمد هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على مستوى الرقي الدنيوي، دعا إلى الإسلام وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، ولما كان محمد قدوة جبارة لايستهان بها، يمكن أن نقول عنه بأنه أعظم زعيم عرفه التاريخ البشري». مع علمهم أن ليس هناك أحد يستطيع أن ينقذ العالم مما هو مطوق به إلا رسول الله صلى عليه وآله وسلم.

إن من يكررون الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرة تلو الأخرى، ويوما وراء يوم، يسيئون لنبينا ولمقدساتنا، ونحن كأهل الكهف أيقاظ نيام، فبالله ماذا في الحياة من لذة عندما ينال من مقام سيدنا محمد الذي هو مصدر عزتنا وكرامتنا ورفعتنا.

نعم ماذا نفعل تجاه هذا العداء السافر والتهكم، أنغمض أعيننا ونصم آذاننا أم نغلق أفواهنا؟!.. أليس في أجسادنا عروق تجري فيها الدماء، وقلوب تخفق.. ألا تنصروه إن كنتم حقا تحبونه؟!، فابذلوا أوقاتكم لخدمة شرعه، وخدمة دعوته، وخدمة أخلاقه، بل تفانوا في خدمة أمته بكل معاني الخدمة، إذا قمتم بهذا مع كمال الأدب مع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، يحق لكم أن تصدعوا بأعلى صوت وتقولوا: إلا حبيبي وقرة عيني إلا رسول الله، وأن تقولوا: والذي كرم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، وأعلى كلمته، لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها، إن عجزنا عن الدفاع عن قرة العيون، ومصباح القلوب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولن يعجز إنسان عن نصرته.

ومن أهم ما ينصر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو إقامة سنته وآدابه في النفس، ثم في الغير من المسلمين، ثم في هذا العالم، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام لقطع دابر المجترئين على المقام الشريف، وإقامة الحجة على المغرر بهم.

ألا جفت أقلام، وشلت سواعد، وفقأت أعين، وغصت حناجر أمسكت عن تسطير الأحرف، والنطق بالكلمات بدون عذر، للذب عن سيدنا محمد، فإن أبي وأمي وبنيّ وعرضي لعرض محمد منهم فداء!!

ربنا كما اخترت لنبيك أنصارا في زمانه، اجعلنا أنصارا له في زمننا، بمحض جودك وكرمك وفضلك يا أرحم الراحمين، والحمد الله رب العالمين، والله الهادي إلى سواء السبيل!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى