(بطولة أوروبا للأندية الأبطال) ..تفاصيلُ السباق .. وقصةُ النجاح والإخفاق...!

> «الأيام الرياضي» وليد العبّادي:

>
حين تمنحك الفرصة إذنها وتكون حاضراً لمشاهدة تفاصيل صراعات القارة العجوز فلن تخرج بغير المتعة والفرجة، وأحياناً بفاصل -غير يسير- من الدهشة، في هذه الجولة من بطولة الأندية الأوروبية البطلة باحت مباريات دور الـ 16 من البطولة بأسرارها وكانت فرق الصفوة في القارة وقود تلك الحروب ونارها.

وإن حُق أن نبدأ من حيث انتهوا هم، فلعلنا سنذكر ها هنا الحال الذي آلت إليه المباراة الأخيرة من هذه الجولة والتي قد تكون بملابسات لا زالت طازجة عند الكثير.

دموع السانسيرو..!

< دخل الإنتر في مواجهة ليفربول بأسبقية كبيرة للأخير يقابلها شغف وطموح زائد عند الفريق الإيطالي.. هكذا كانت المعطيات،أما بخصوص الوقائع فقد كانت المباراة مثيرة إلى حد كبير لأن النادي الانجليزي لم يتقوقع في الدفاع للحفاظ على أفضلية تقدمه في الذهاب، فيما كان الإنتر يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه .. وبالرغم من أن جماهير الإنتر كانت تمني النفس بهدية فاخرة من أقدام لاعبيها بمناسبة المئوية وهي إعلان التأهل الصعب، إلا أن ما قدمه الفريق في الذهاب وما أكدته معطيات الإياب لا يخول النادي وعشاقه أن يعلقوا غسيل الإخفاق على حبل الإصابات وظلم التحكيم والحظ العاثر..فقد كان الانتر في لقاء الإياب يحاول (على استحياء كبير) ولم تصل الدافعية والرغبة لديهم إلى أن يصنعوا ما يشفع لإعادة الأمور إلى نصابها..كما أن الخوف كان كبيرا من لدغة ليفربولية قد تعجل بالخروج .. أما الجديد في اللقاء فكان السيناريو المزعج الذي تكرر على مرأى ومسمع من عشاق النادي الإيطالي للمرة الثانية والمتمثل بإقصاء المدافع الأرجنتيني (بورديسيو) بالكرت الأحمر في بدايات الشوط الثاني .. وهنا بدت المهمة مستحيلة بعد النقص العددي الذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس الخيبة عند النادي الإيطالي، وفي اللقاء صمدت دفاعات الفريقين حتى الدقيقة (64) عندما أطلق من خلالها توريس مدفع التقدم لصالح ليفربول مؤكداً أن النادي الانجليزي حضر إلى معقل الإنتر لتأكيد التفوق في لقاء الذهاب وهذا ما حدث بكل جدارة.

دموع ذرفها العشاق المشجعون الذين شاهدوا في فريقهم مجموعة لاعبين لا يوجد مثيلا لهم .. ولكن على الرغم من الأسماء الكبيرة التي يعج بها النادي إلا أنه في بطولة هذا العام أخطأ اللاعبون في حق أنفسهم عندما لعب الفريق لفترات طويلة منقوصاً من ورقة مهمة .. وما زاد طين الإخفاق بلة ومرارة هو أن النادي وجد نفسه فجأة في مواضع الحسم يلعب من دون دفاع تقريباً لأن كل من : ( بورديسيو - ماكسويل - كوردوبا - سامويل - ماتيراتزي) فقد كان الغياب هو العامل المشترك بينهم..!

وبعد سرد ما تيسر من مفردات اللوم بالنسبة للنادي فكم أتمنى أن يدرك الفريق أن المشكلة هناك تكمن في المدرب والجهاز الفني الذي أظهر إفلاساً تكتيكياً واضحاً لم يكن يفضح أو ينكشف إلا في الاستحقاقات الأوروبية القوية..!

< أما الميلان الذي عاد بتعادل ثمين من ملعب الآرسنال في لقاء الذهاب خُيل للكثير بأنه سيخوض لقاء الإياب بأسبقية معنوية كبيرة .. إلا أن كل ذلك لم يكن ليردع أبناء المدرب الفرنسي( فينجر) مدرب الآرسنال من اغتيال الأحلام الميلانية عندما فرضوا أسلوب لعبهم (الممتع) على (شيوخ) الميلان العريق.

كانت علامات الاستفهام الكبيرة التي ارتسمت حول أداء الفريق الدفاعي البحت في لقاء الذهاب تزداد اتساعاً في لقاء العودة، وبالرغم من أن بطل أوروبا كان يلعب في أرضه وبين جماهيره.إلا أننا لم نشاهد من لاعبيه ومدربهم سوى المراهنة على قدرة الدفاع على إبقاء الشباك نظيفة لأطول مدة ممكنة.. وهذا ما لم يحدث أبداً لأن الآرسنال الذي أدى بقتالية وتناغم كبير أسقط الدفاع الميلاني في النصف الأخير من اللقاء بقذيفة جوهرتهم النفيسة (فابريجاس) التي أعلنت تقدما مستحقا للفريق الضيف.. وفي الزمن الذي حاول فيه الميلان لملمة أوراقه المبعثرة تقدم (أديبايور) في الوقت الإضافي ليطلق رصاصة الرحمة على فريق انتزعت منه كل حقوق الرد أو المقاومة..!

خروج نادي الميلان حامل اللقب والمتوج بالبطولة لسبع مناسبات كاملة جاء ليؤكد أن على الفريق مراجعة حساباته جيداً.. فجيل الشيوخ الذي صنع ربيع الميلان الخالد في إحدى الفترات لا بد له أن يترجل ويفسح الطريق لمن هم أفضل وأقدر على العطاء وإلا فإني أرى وجوب توقف الأماني بالنسبة للعشاق والتوقف على المراهنة بغير الإخفاق.

مما لا شك فيه فإن دموعا غزيرة ستنهال في ملعب ميلانو (السانسيرو) لخروج ممثلي المدينة (ميلان والإنتر) من بطولة لطالما أحرز الناديان فيها الإبداع الكثير.. فكبوة المدينة , لم تجد فارسا شهما يسترد كبريائها , وإسم السان سيرو أصبح على كل لسان سليط، أما جرح السقوط هذا فلن يُبرأ منه الإنتر والميلان حتى تدور الأيام وتدور , ويكون الحال غير الحال.

تواصلت ثورة الإنجليز .. والكتلان آخر معاقل الأسبان !!

< في لقاء مانشستر يونايتد الانجليزي مع ليون الفرنسي، قدم الشياطين الحمر مباراة هجومية رائعة .

وكانوا بحاجة إلى الفوز بأي نتيجة للعبور.. وهذا ما حصل بالفعل بإحرازهم لهدف التقدم الوحيد من أقدام (كريستيانو رونالدو) ولكن أسبقية الهدف الوحيد الذي عجز أبناء فيرجسون عن تعزيزه حبست أنفاس مشجعي النادي الإنجليزي كثيراً خصوصاً في آخر الدقائق وذلك عندما رد قائم مرمى الحارس (فاندر سار) كرة رائعة من أقدام العاجي (عبد القادر كيتا) وهو الهدف الذي كاد أن يعيد اللقاء إلى نقطة البداية معيداً للأذهان سيناريو لقاء الذهاب.

هدف رونالدو كان كافياً للمانشتراوية للعبور للدور ثمن النهائي.. وربما يعود النادي للتفرغ لتصفية حساباته في الدوري المحلي ومقارعة الآرسنال غير ناسي أبداً أن بطولة الأندية الأوربية البطلة هي المطلب الأول والأجمل..!

< برشلونه الإسباني صاحب الشعبية الكبيرة في العالم كان لا يزال منتشياً بالعرض الكبير في مباراة الذهاب والتي خولت النادي لإحراز ثلاث نقاط خارج قواعده أمام سلتيك الاسكتلندي.. لقاء الإياب كان بمثابة تعميد على بسط الهيمنة الكاتالونية على منافسة حين جدد عليه الانتصار بهدف المنقذ دائماً (اكزافي).

فرحة برشلونه بالتأهل كانت كبيرة جداً ولم ينغصها سوى دموع جوهرتهم النفيسة ليونيل ميسي الذي وقع على الأرض مصاباً في حادثة شغلت وتشغل الجمهور حتى الآن.

< أما الفريق الأسباني (أشبيلية) فقد أطمأن كثيراً للتأهل بعد أن وضعته أقدام لاعبيه في الدور الثاني بعد التقدم المستحق بثلاثة أهداف نظير هدف واحد أمام خصمه نادي (فنربخشه) التركي.. ولكن الكرة أهدت المتابعين فصلاً كروياً مثيراً في آخر الدقائق وذلك عندما سجل النادي التركي هدفه الثاني وهي النتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب في تركيا.. بعدها كان على الفريقين الاحتكام للأشواط الإضافية ثم ركلات الترجيح وهي التي أُعلن فيها عن فض الاشتباك بتأهل النادي التركي وخروج ممثل أسبانيا يجر ذيلا طويلا من الخيبة أمام دموع الأنصار..!

روما يغرق الريال والإنحليز أصبحوا أربعة..!

< في اليوم الثاني من مباريات نفس الجولة .. لعبت مباراة الإياب بين ريال مدريد الأسباني وروما الإيطالي بحسابات لا تقبل القسمة على شيء.. إذ حاول النادي الملكي جاهداً أن يلغي أفضلية ذئاب روما في لقاء الذهاب.

ولكن راؤول ورفاقه اصطدموا بفريق إيطالي جاهز في كل شيء.. انتهى الشوط الأول بكثير من التشويق والتكافؤ وبنتيجة تعادلية لا تخدم مصلحة الريال, روما الإيطالي دخل الشوط الثاني بعزيمة أشد فتسيد معركة الوسط ولدغ مرمى كاسياس بكرات لم يكن يحول بينها والشباك إلا عارضة المرمى أو تألق الحارس.. وبعد الطرد المستحق لمدافع الريال (بيبي) انتفض ذئاب روما لترجمة أفضليتهم في اللقاء، فكانت رأسية البرازيلي (تاديه) التي لم يرها الكثير إلا وهي تعانق الشباك تعلن عن وضع حرج للفريق الملكي الذي بدا فاقداً للحول .. بعد أن غاب صانع الفرحة لهم في المقدمة (رود فان نستلروي).ولكن وبعد أن أصر حكم اللقاء المساعد على انبعاث بعض التشويق في المباراة بإعلانه عن هدف ريالي لراؤول من تسلل واضح دبت من خلاله الروح في مفاصل النادي الملكي ورموا بكل ثقلهم في اللقاء.. أما باقي الفترات فكانت كالتالي:

فريق ريالي يحاول تغيير ما لا طاقة له بتغييره ودرس مرعب في اللياقة كان قد أهداه لاعبي خط وسط روما (دي روسي) و (أكويلاني) للاعبي الريال تخلل ذلك كله مسرحية كوميدية كان مكانها الرواق الأيمن لدفاع الريال.

أما بطلها فهو البديل الرائع (مارك فوسنتش) الذي أبى إلا أن يتوج مجهوده البارع في اللقاء فأودع كرة رأسية رائعة، عانقت شباك الحارس الأسباني (كاسياس) ودقت مسماراً أخيراً في النعش الملكي الذي ودع البطولة وسط آهات جماهير لم يشفع لها عراقة ناديها الذي دفع مهر البطولة (في تسع مناسبات كاملة) فكان الخروج مريراً بعكس ما كانت تنشد الآمال..! أما النادي الإيطالي (روما) فأكد للجميع على قيمة لاعبيه الكبيرة وذلك لأنهم أجبروا النادي الأكبر في أوروبا على الانحناء ذهاباً وإياباً فأعلنوا عن أنفسهم في قائمة كبار القارة بقوة، ولا زالت الآمال تحذوهم بملامسة مجد أكبر وأكثر..!

< في لقاء النادي الإنجليزي تشلسي أمام ضيفه أولمبياكس اليوناني كان الألماني (ميكاييل بالاك) ورفاقه يرسمون لوحة جميلة جداً بفوزهم على ممثل اليونان بثلاثة أهداف كاملة أكدت على حضورهم القوي في بطولة هذا الموسم.

إلى هنا حصدت الأندية إعجاب الجميع بوصول الجميع .. فالأربعة الإنجليزية المتراهنة على الترشح حصدت العلامات الكاملة في تأكيد على قيمة الكرة الإنجليزية الكبيرة على مستوى الأندية.

أما المواجهة الكبيرة في مباراة التكافؤ بين بورتو البرتغالي وشالكه الألماني فلم تبح بأسرارها إلا من علامات الجزاء لأن النادي البرتغالي رد الهدف الذي كان قد ولج شباكه في لقاء الذهاب في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، ولكن الخيبة كانت تتربص بالفريق البرتغالي (بورتو) الذي أذعن للهزيمة بضربات الترجيح.

< هكذا كانت حكاية السباق وملابسات النجاح والإخفاق في البطولة الأكبر على مستوى الأندية في العالم.. وإذا كانت الأندية الإنجليزية قد ضربت بيد من حديد في بطولة هذا العام فإن كلا من البرسا وروما قد حفظا للأندية الأسبانية والإيطالية بعضاً من هيبتها.

ختاماً لن يختلف إثنان ولا يحق لهما أن يختلفا في أن بطولة هذا العام خرجت بمفاهيم كبيرة وكثيرة للتفوق والأفضلية وأن كرة القدم تقوم أساساً على منطق من منحها البذل والعمل لتمنح المجتهد البسمة ومن صب عليها التمني والأمل حصد الحسرة .. وإلا.. لما كان كبار القارة أمثال (الريال والميلان والبايرن وأياكس) قد تواروا عن المنافسة تماماً على الرغم من حملهم الكأس مجتمعين في أكثر من (24) مناسبة..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى