> باريس «الأيام» فيليب فالا :

يشهد فرنسا يوم غداً الاحد الدورة الثانية من الانتخابات البلدية التي سيقرر خلالها الفرنسيون ما اذا كانوا سيشددون لهجة "التحذير" الذي سبق ان وجههوه للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الدورة الاولى، ام سيسمحون لليمين بالاحتفاظ بمعاقله الاساسية.

وتدور المعركة الانتخابية حول بعض المدن الكبرى التي قد تنتقل السيطرة عليها من اليمين الى اليسار، لا سيما مرسيليا (جنوب شرق)، المدينة الثانية في البلاد، وتولوز (جنوب غرب)، وستراسبورغ (شرق).

ولم يشارك ساركوزي الذي دلت استطلاعات الراي على تراجع كبير في شعبيته، في الحملات الانتخابية. الا انه وعد بانه "سيأخذ بالاعتبار" النتيجة النهائية للانتخابات، من دون ان يوضح كيف سيفعل ذلك ومشددا على رغبته بالمضي في الاصلاحات وذلك بعد عشرة اشهر من فوزه في الانتخابات الرئاسية التي خاضها بشعار "القطيعة" مع الماضي.

وقال المحيطون بالرئيس الفرنسي انه سيقوم بعد الانتخابات ب"تعديلات طفيفة" داخل فريقه الحكومي والاعلامي، ما يعني استبعاد حصول تعديل وزاري واسع.

ودعا كل طرف ناخبيه الى التعبئة بعد الدورة الاولى التي تميزت بنسبة مقاطعة مرتفعة (ثلث الناخبين لم يشاركوا في الانتخابات).

وحصل حزب الحركة الديموقراطية الذي يرئسه الوسطي فرانسوا بايرو على نسبة لا بأس بها من الاصوات بحكم قيامه بدور الحكم وذلك رغم الشعبية المتدنية التي يحظى بها على الصعيد الوطني (حوالى 4%). ورغم ذلك، سيكون على بايرو ان يجهد كثيرا للفوز برئاسة بلدية مدينة بو، جنوب غرب).

فقد عقد حزبه تحالفات بحسب المناطق، تارة مع اليمين وطورا مع اليسار.

وسجل اليسار تقدما واضحا الاحد الماضي، فانتزع مدينة روان (غرب) من المرشحين المدعومين من حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم. واعتبر الاشتراكيون ان نتيجة انتخابات الاحد الماضي تشكل "تحذيرا" الى ساركوزي من دون ان ينادوا بالنصر.

واعتبر اليمين من جهته ان النتيجة افضل مما كان متوقعا، وذلك بفضل الاداء الجيد لاعضاء الحكومة الذين تقدموا الى الانتخابات. فقد تم انتخاب 14 من 23 منهم من الدورة الاولى.

ورأى ساركوزي في هذه النتيجة "تشجيعا (...) للحكومة جمعاء"، مشددا في الوقت نفسه على الطابع المحلي للانتخابات.

وقالت المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية سيغولين روايال التي شاركت بفاعلية في الحملات على الارض، "لم يفهم نيكولا ساركوزي بعد ان الفرنسيين غير راضين. يجب تشديد التصويت العقابي غداً الاحد".

وتشير آخر استطلاعات الراي الى ان نسبة تأييد ساركوزي تراجعت الى اقل من 40%،وان الفرنسيين يأخذون عليه انه لم يتمكن من تحسين القدرة الشرائية التي تشكل مصدر قلقهم الرئيسي، والمبالغة في عرض حياته الخاصة.

واقر رئيس الحكومة فرانسوا فيون ان "هناك نوعا من خيبة الامل او تراجعا في اهتمام قسم من ناخبي الغالبية".

وقال مسؤول في حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية رفض الكشف عن هويته "غني عن القول بان الظهور بمظهر المؤيد لساركوزي لم يكن عنصرا مساعدا" في الانتخابات.

واحتفظ الاشتراكيون بالسيطرة على مدينة ليون، المدينة الثالثة في فرنسا، بينما يرجح ان يعاد انتخاب رئيس بلدية باريس الاشتراكي برنار ديلانوي بغالبية واسعة.

وتفيد استطلاعات الراي ان المنافسة شديدة في مرسيليا التي يرئسها منذ 1995 جان كلود غودان، احد ابرز المسؤولين في الاتحاد من اجل حركة شعبية. ومن شأن فوز الاشتراكيين بهذه المدينة ان يشكل صفعة لليمين.

ويأمل الاشتراكيون بان ينتزعوا من اليمين حوالى ثلاثين مدينة من تلك التي يتجاوز عدد سكانها الثلاثين الفا.

انما، مهما كان حجم انتصاره، فان الحزب الاشتراكي يعاني من انقسامات بين زعمائه قد تزداد دائرتها، لا سيما بين ديلانوي وروايال. ويعقد الحزب مؤتمرا في الخريف المقبل لن تغيب عنه الانتخابات الرئاسية المقررة في 2012. (أ.ف.ب)