لك الله ياغزة!

> «الأيام» إبراهيم أحمد بامفروش:

> لك الله يا غزة هاشم!! استفرد بك العدو، وتخلى عنك الجميع.. غزة الحزن .. الآه.. الألم، كل مفردات الوجع تقف عاجزة عن وصف أنين غزة، فما من لغه يمكنها استيعاب حجم صدمة تلك المدينة ونكبتها، وهي تودع فلذات أكبادها بالعشرات.. المئات من الشهداء، ودعتهم غزة بهتافات الغضب وصيحات الاستنكار على عالم صامت لايرى في الدماء النازفة سوى أرقام.

السماء بدت وكأنها تشاطر المدينة الثكلى دموعها على فلذات أكبادها، فازداد المطر هطولا بهدوء حزين، ليصافح عشرات الجثامين، وهي توارى الثرى.

الشوارع خالية من المارة، والمحلات التجارية أغلقت أبوابها.. الحداد عم المكان فلا مدارس ولاجامعات.. الجميع ارتدى الوجوم، وانطوى على نفسه في البيت يلملم جراحه.

وعلى عجل أخذت غزة تشيع شهداءها، فالمجازر الإسرائيلية المستمرة لاتمهلها الوقت لإلقاء نظرة الوداع، ورسم القبلات الأخيرة، فثلاجات المستشفيات ما أن تفرغ حتى تمتلئ بأكثر مما كان فيها.

في كل بيت وحارة حكاية ألم وبقايا حلم.. طائرات الاحتلال الحاقدة تستهدف رضاعات الأطفال والكراسات والأقلام وكرات القدم ومآذن المساجد، وكافة تفاصيل الحياة الجميلة.

بيوت على ساكنيها هدمت، وعمارات سكنيه بلمح البصر تحولت إلى أكوام من التراب، كما لو كانت مصنوعه من القش أو الكرتون.

داخل تلك البيوت لفظت الأحلام أنفاسها الأخيرة، وتحولت إلى أشلاء.. في كل ركن وزاوية بقايا ذاكرة.

شهيد يلحق آخر، وأطباء في المستشفيات يحاولون جاهدين إنقاذ ما يمكن إنقاذه تحت هول الصدمة من شلال الدم المتدفق، وفي السماء طائرات الموت تحوم، وعلى الأرض دبابات تنتظر صيدا ثمينا لتنقض على لحمه.

غزة المخنوقة، وهي تستمع لأصوات طائرات الدمار وآلات الرعب ترفع أكف الدعاء، تبتهل لرب السماء، أن يفرغ على قلبها صبرا لتحتمل.. فلسطين بكت دما، فهل بكيتَ دمعا؟! والأقصى ينادي ظلما، فهل ناديتَ نصرا؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى