سفينة الوطن

> «الأيام» عبدالسلام محمد القملي /الشعيب - الضالع

> إن الحياة كلها هذه السفينة الماخرة في العباب، لاتكاد تسكن لحظه حتى تضطرب من جديد، ولن يكتب لها السلامه قبل الاستقرار فوق تلك الأمواج.

فالوطن كله (هذه السفينة) التي يركبها الناس جميعا، وهي تحملهم لوجهتهم، لكنها محكومة بالموج المضطرب والرياح العاتية من كل جانب، وما يريده لها الربان من جانب آخر، لتتأثر بكل حركة تقع فيها.

فالمتأمل إلى ما يطرحه الكتاب عبر الصحافة وما يحمل من وجهات نظر متناقضة ومن مد وجزر إزاء بعض القضايا وبالأخص ما يطرحه قادة الاعتصامات والملتقيات في المحافظات الجنوبية والشرقية ومطالبهم، وما يتمخض عن تلك الاعتصامات السلمية من سفك للدماء والاعتقالات والملاحقة من قبل قوات الأمن الحامية للديمقراطية المزعومة.

ينبغي إدراك الحال إدراكا صحيحا دون تجاوز أو قصور، ومعرفة أطرافها دون تعد أو شطط، وكذلك معرفه المطالب وإيجاد الحلول الجذرية، وإبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع أصحاب القرار (السلطة) وعدم التصعيد الذي يورث القطيعة والضغينة، وليس من صالح الوطن والمجتمع ككل أن يصل إلى مرحلة (الأزمة) بحيث تبدو السبل موصدة والأنفاس محبوسة والموقف قابل للانفجار.

لابد من قدر من الأريحية حتى تنفرج الأزمة، وإن كان ببعض التنازلات، فالأجواء المتوترة تتيح المجال للآراء الخرقاء التي يتمناها الأعداء الذين يتربصون بنا على بارجاتهم في المياه العربية والإقليمية، وقد تخرج القضية من أيدي العقلاء وتجعلهم في موقف الانسياق والاضطرار بعد أن كانوا في موقع التوجيه والاختيار. ينبغي في هذا المقام التحرر من الخطاب التهييجي الذي يغشي البصر ويشوش البصيرة، والترفع عن اللمز والاستفزاز بغرض حشد التأييد وتكثير المواقف.

إن التنبه المبكر للأزمات التي يمر بها الوطن والعلاج المطمئن لها يحتاج إلى توفر الدرس، والبحث والتمحيص، قبل أن تغرق السفينة بمن فيها، فالوقايه خير من العلاج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى