القاهرة من المقهى

> «الأيام» مبارك سالمين:

>
يتبدى الثلج على ظهر القارورة ؛

والقاهرية غائبة في دفترها،

القاهرة بلا تاريخ! أهلكها التاريخ ووزعها في الكتب وفي أذهان الناس،

وفي أجنحة «الطيارات» وحباب الماء وقنديل الأم، وفي مخيال بنات الحي

القاهرة الدمثة؛

تلك الرمضانية في أحوال الناس،

تتجشأ زخات «المترو»، وهو يمر في أعطافها كحقنة الدواء

فيولّدها قاهرة أخرى تحت الأرض وتحت الماء

القاهرة العملاقة، مدينة جبلية الهواء

والجعة الجديدة في المقهى ممددة كالرمح

القاهرة حصاة يتعثر فيها الأعراب وهم ذاهبون إلى الغرب

والمقهى نسق نبنيه:

مصريون وعدة حرب قديمة،

نصرانيات يشربن القهوة (ويشيشن)

أفارقة ينظرون إلى السقف

عرب ينظرون إلى الأحذية،

سجائر من كل الأجناس

قليل من رائحة الفول الجوالة،

وخلاسيات يبعثن الموت إلى القبر،

وشيوخ يتكلون على التبغ،

ونهار لا اسم له؛ وأنا....

نسق يتحالف في كليته؛

أصرح بالمقهى: هل قهرت أحداً فترد مرايا المقهى:

ق

ا

هـ

ر

ة لكن لم تقهر أحداً

القاهرة/31ديسمبر 2007م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى