الدفاع عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) شعراً (3)

> «الأيام» د. عبده يحيى الدباني:

> من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ما ورد في حديث أم معبد تلك المرأة الصحابية التي كانت تسكن في الطريق بين مكة والمدينة وعندما مر بخيمتها النبي مع صاحبه أبي بكر الصديق لم يجدوا عندها شيئاً يشترونه وقد كان العام عام قحط فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة بجانب الخيمة كانت مجهدة ضعيفة فاستاذن النبي أم معبد أن يحلب تلك الشاة فأذنت له على يأس من أن يكون فيها لبن فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها فدرت واجترت فحلبها النبي صلى الله عليه وسلم وسقا أصحابه من لبنها حتى رووا وشرب هو ثم بايع أم معبد على الإسلام وارتحل مع أصحابه وعندما جاء زوجها أبو معبد ورأى اللبن عجب لهذا الأمر فقصت عليه أم معبد القصة ووصفت له النبي صلى الله عليه وسلم فمما قالت في وصفه:(رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق وسيماً قسيماً في عينيه دعج- أي شدة سواد العينين - وفي لحيته كثاثة، إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سماه وعلاه البهاء فهو أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنهم وأجملهم من قريب حلو المنطق لا نزر ولا هذر، لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً...) فقال أبو معبد هو والله صاحب قريش، فأصبح صوت بمكة ينشد عالياً وكان الناس يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه فمما قال:

جزى الله رب الناس خير جزائه

رفيقين قالا خيمتي أم معبدِ

هما نزلاها بالهدى واهتدت به

فقد فاز من أمسى رفيق محمدِ

ليهنَ بني كعب مقام فتاتهم

ومقعدها للمؤمنين بمرصدِ

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها

فأنكم أن تسألوا الشاة تشهدِ

دعاها بشاة حائل فتحلبت

له بصريح ضرة الشاة مزبدِ

فغادرها رهناً لديها لحالب

يرددها في مصدر ثم موردِ

فلما سمع بذلك حسان رضي الله عنه قال يجاوب الهاتف:

لقد خاب قومٌ غاب عنهم نبيهم

وقدس من يسري إليهم ويغتدي

ترحل عن قوم فضلت حلومهم

وحل على قوم بنور مجددِ

يتبع

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى