معركة حول المدن الكبرى وساركوزي يواجه خطر تصويت عقابي في الانتخابات البلدية

> باريس «الأيام» ا.ف.ب :

>
ادلى الفرنسيون أمس الأحد باصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية التي يأمل اليمين الحاكم من خلالها الحد من الاضرار في مواجهة الحزب الاشتراكي الذي يؤهله موقعه لانتزاع العديد من المدن الكبرى منه والذي دعا الى "معاقبة" الرئيس نيكولا ساركوزي.

واكد ساركوزي ان نتائج هذه الانتخابات لن تحمله على تغيير اتجاه سياسته لكن هزيمة كبيرة لليمين ستضعف موقعه، اقله لفترة معينة، خصوصا وان شعبيته تدنت كثيرا بعد عشرة اشهر على وصوله الى السلطة.

وفي اطار هذه الانتخابات المحلية التي تتعلق برهان وطني، يتركز الاهتمام على بعض المدن الكبرى الرمزية التي قد تنتقل الى اليسار وهي ستراسبورغ (شرق( حيث يبدو ان الاشتراكيين يتمتعون بموقع جيد وتولوز (جنوب غرب) وخصوصا مرسيليا (جنوب شرق).

وتوقعت استطلاعات الراي معركة حامية في المدينتين الاخيرتين.

ولكن التعبئة الكثيفة التي مارسها اليمين بين ناخبيه لم تؤت ثمارها على ما يبدو.. ففي نهاية النهار الانتخابي ظلت نسبة المشاركة اقل مما كانت عليه في الدورة الاولى حيث بلغت اليوم 45،54% مقابل 25،56% في التاسع من آذار/مارس.

وفي الدورة الاولى اعتبرت المشاركة الضعيفة في الانتخابات مضرة باليمين اكثر من اليسار.

وسجل اليسار الاشتراكي تقدما الاسبوع الفائت ولكن من دون ان يحقق "اجتياحا" تحدث عنه مرارا، وهو واثق من الاحتفاظ ببلدية العاصمة وعلى راسها رئيس البلدية المنتهية ولايته برتران ديلانوي.

ودعا الاشتراكيون الى "تشديد العقاب الذي الحق في الدورة الاولى" بساركوزي مستغلين استياء الفرنسيين من تراجع قدرتهم الشرائية وهو همهم الاول، ومن الاسلوب الرئاسي الذي يعتبرونه طنانا.

ويهدد اليسار اليمين في حوالى ثلاثين مدينة يزيد عدد سكانها عن 30 الف نسمة. لكنه قد يخسر في المقابل عشر مدن اخرى.

واقر رئيس الحكومة فرنسوا فيون بوجود "خيبة امل" لدى الناخبين حول ما حققه ساركوزي والحكومة. ووعد شأنه في ذلك شأن رئيس البلاد بتسريع الاصلاحات رغم الظروف الاقتصادية.

واستبق ساركوزي اي نكسة محتملة بتأكيده الثلاثاء انه سيأخد "بطبيعة الحال بالاعتبار" نتائج الانتخابات البلدية من دون ان يحدد كيف سيفعل ذلك.

وتفيد اوساطه انه سيلجأ الى تعديل حكومي طفيف مع استحداث ثلاثة او اربعة مناصب سكرتير دولة فضلا عن تغييرات في فريق الاعلام التابع له.

ويبدو ان الرئيس ساركوزي اعتمد اسلوبا اكثر تحفظا. ويعود قسم من تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الى استياء الرأي العام من التغطية المبالغ بها لتحركه ولحياته الشخصية وميله الى الترف في وقت يؤكد فيه ان خزينة الدولة "فارغة".

وتميزت الفترة الفاصلة بين الدورتين الاولى والثانية بمحاولات لاستمالة حزب الحركة الديموقراطية بزعامة فرنسوا بايرو وهو في موقع الحكم رغم نتائجه الضعيفة على المستوى الوطني (اقل من 4%).

وباسم "الاستقلالية" اختار بايرو تحالفات مع اليسار واليمين. وتظهر استطلاعات للرأي احتمال خسارته في الانتخابات البلدية في بو (جنوب غرب).

اما في المعسكر الاشتراكي فان تحقيقه فوزا واسعا في هذه الانتخابات سيعود عليه بنتائج عكسية، فمن شأن هكذا فوز ان يجعله منغلقا في ادارة الشؤون المحلية وسيؤجل ايضا بلورة برنامج واضح للانتخابات الرئاسية التي ستجري عام 2012.

وبموازاة الانتخابات البلدية يجرى اقتراع اخر لاختيار المستشارين العامين الذين يديرون المقاطعات. وقد ينتزع الحزب الاشتراكي عدة مقاطعات من اليمين.

وتغلق صناديق الاقتراع عند الثامنة مساء (19:00 ت غ) في باريس والمدن الكبرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى