مرشد الإخوان: نقابل الظلم والاستبداد بحكمة وصبر

> القاهرة «الأيام» مجدي سمعان :

>
مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
نفى مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصري المحظورة أمس الأحد إمكانية لجوء الجماعة للعنف في مواجهة ممارسات النظام القمعية و التي كان آخرها منع غالبية مرشحي الجماعة من التقدم بأوراق ترشيحهم في انتخابات المحليات.

و قال عاكف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "نقابل الظلم و الاستبداد بحكمة بالغة و صبر بالغ".

وكانت الجماعة قد حذرت خلال مؤتمر صحفي أمس الأول من مغبة "الانسداد السياسي" و قالت إنه قد يفتح الباب أمام كل الاحتمالات.

وقال مرشد الجماعة إن العنف الذي يحذر منه الإخوان هو العنف الشعبي الناتج عن الاحتقان وليس العنف السياسي.

و قال "ما يعانيه الشعب المصري يجعل كل الاحتمالات مفتوحة لأن الظلم و الفساد بلغ الذروة.. الشعب مقهور و جائع و فقير".

و أضاف "الشعب لا يجد حتى الخبز و كل يوم هناك مظاهرات وإضرابات شعبية بسبب المعاناة التي يعيشونها و هذه هي وسيلتهم في التعبير أما الإخوان فهم ينتظرون نصر الله".

ومن ناحية أخرى قال عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية "الإخوان دائما ما يستخدمون مصطلح الاحتقان حسب الأزمة الانية التي تمر بها البلد فقبل بضعة سنوات كانوا يستخدمون البطالة والان يستخدمون الغلاء لإحراج النظام".

ولفت سعيد إلى أن الإخوان " يعلمون أنهم لن يأخذوا إلا القليل في هذه الانتخابات لكنهم يهدفون إلى إثارة أكبر قدر من الضجيج للحصول على تعاطف الرأي العام و الظهور بمظهر الضحية.

وأكد أن المعركة بين "الإخوان و النظام ليست في الانتخابات و لكن حول مفهوم الدولة فالإخوان يريدون استغلال الانتخابات للوصول إلى هدفهم بإقامة الدولة الدينية.

وذكرت الجماعة أن 90% من مرشحيها لانتخابات المحليات تم منعهم من تقديم أوراق ترشيحهم إضافة إلى احتجاز 831 عضو من الجماعة على خلفية انتخابات المحليات.

وعلى صعيد آخر قال جهاد عودة عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم و رئيس قسم العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة حلوان "إذا كان الإخوان يهددون بالعنف فالحزب الوطني لا يستخدم العنف و ليست لديه مليشيات".

وأضاف عودة أن "الدولة هي المنوط بها مواجهة هذه التصريحات و الحفاظ على القانون و الدستور".

وهذه هي الانتخابات الثانية على التوالي التي يضيق فيها النظام الحاكم على الإخوان فقد سبق أن ضيق عليهم في انتخابات مجلس الشورى العام الماضي و لم يتمكنوا من الحصول على أي مقعد.

و نجح الإخوان في الحصول على 20% من مقاعد مجلس الشعب في انتخابات عام 2005.

وبحسب تعديل دستوري أجري عام 2005 يحتاج من يريد ترشيح نفسه مستقلا لرئاسة الجمهورية الى تزكية من 65 عضوا منتخبا في مجلس الشعب و25 عضوا في مجلس الشورى و140 عضوا في المجالس المحلية للمحافظات.

و يرى بعض المراقبين أن منع الإخوان من خوض الانتخابات يأتي في إطار قلق النظام من حصول الجماعة على العدد اللازم من المقاعد الذي يسمح لها باختيار مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

و أكد الكاتب الصحفي صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة القاهرة أن احتمالات حدوث عنف أثناء العملية الانتخابية وارد لأنها قائمة على أسس عائلية ودينية أيضا لكنه عنف تقليدي متوقع.

إلا أن عيسى استبعد لجوء الإخوان إلى العنف في مواجهة النظام. و قال "تصريحات الإخوان هي تصريحات سياسية دبلوماسية تنطوي على بعض التحذير و لا تعني أنهم سيلجأون للعنف".

و أضاف " قرار الإخوان استخدام العنف هو قرار مؤجل لأجل غير مسمى فتجربتهم السابقة في استخدام العنف جعلتهم يدركون أن الدولة في مصر عصية على الهزيمة و أن الشعب المصري يفضل الاستقرار و ينحاز للدولة تلقائيا حينما يكون هناك تهديدا لهذا الاستقرار".

وأشار عيسى إلى أن الإخوان يدركون أن لجوءهم للعنف سيؤدي إلى تعرضهم لحملات عنف مضادة من قبل الدولة واستخدام مفرط للقوة يؤدي إلى انفراط التنظيم.

و أوضح عيسى أن تنظيم الإخوان "قائم على ما بين 20 و30 ألف كادر منظم إلى جانب عدد كبير من المتعاطفين من الجماعة و يصل عددهم إلى مليون شخص هم القوة التصويتية للإخوان و هؤلاء غير مستعدين لدخول معركة مع الدولة و بمجرد حدوث مواجهة سينفضون من حول الإخوان.

و أدى عرض شبه عسكري أقامه طلبة الإخوان في جامعة الأزهر بسبب رفض ترشحهم في الانتخابات الطلابية لاثارة مخاوف لدى المصريين من لجوء الجماعة للعنف و التساؤل حول وجود جناح عسكري للإخوان.

وقال عيسى إن جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها و تهتم بالتدريبات الرياضية و لكن هذا ليس بهدف القتال.

و من بين 52 ألف مقعد في المحليات لم تتمكن جماعة الإخوان سوى من ترشيح 489 فقط من إجمالي 5754 كانت تعتزم ترشيحهم. كما منع مرشحي الأحزاب السياسية و المستقلين من تقديم أوراق ترشيحهم ولم يسمح سوى لمرشحي الحزب الوطني بتقديم أوراقهم.

و نظم الإخوان خلال فترة الترشيح التي استمرت 10 أيام عدة مظاهرات بعدد من المحافظات اشترك فيها الآلاف من أعضاء الجماعة و لم تقع اشتباكات مع أجهزة الأمن. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى