مديرة مركز الإغاثة لرعاية السجينات المفرج عنهن بعدن: أكبر مشكلة تواجه المركز هي عدم صرف وثائق إثبات الهوية للنزيلات

> عدن «الأيام» خاص:

>
مقر المركز بالإيجار
مقر المركز بالإيجار
لم تزل المحامية عفراء الحريري مديرة مركز الإغاثة لرعاية السجينات المفرج عنهن بعدن والناشطة في مجال حقوق الإنسان تعاني من حالة عزل مفروضة على قضيتها الإنسانية برعاية تسع فتيات وطفل نيابة عن المجتمع والدولة للعام الثالث على التوالي. وبدل أن تستحق الثناء تكال لها الاتهامات بالتجسس خدمة (للغرب).

فأكبر مشكلة تواجه المركز هي عدم صرف وثائق إثبات الهوية للنزيلات كمواطنات يمنيات، ما يعني عدم إمكانية اندماجهن في المجتمع مستقبلا. كذلك لا يزال بدون دعم حكومي في حين تحظى به العديد من منظمات المجتمع المدني، المركز بدون أرضية بل بالإيجار «وقد وعدت السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ ومدير عام مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية فرع عدن بمنح ذلك»، وبدلا من تنميته عزمت الحكومة إنشاء مركز مماثل له في صنعاء بتمويل كبير، غير أن ما يقلق هو قرب نهاية الإعانة المؤقتة الممنوحة من المنظمة الألمانية GTZ في الشهور المقبلة.

وفي حال عدم توفر إعانة بديلة تقول عفراء:«سأخرج سلمياً إلى الشارع وأنام معهن تحت خيمة محاطة بسياج من الوثائق التي تؤكد زيف الديمقراطية، وأين تذهب تمويلات المنظمات المانحة التي تعزز انتهاك حقوق الانسان حماية لمصالحها برعاية السلطة ، سأتكفل أنا بهن إن وفقني الله على ذلك ما لم تأخذهن السلطة قسراً وتهديدا وترهيباً باسم الحفاظ على الأمن والأمان؟».

نور بزغ من العتمة

المحامية صاحبة الحق الأدبي والفكري للمركز، الذي يوفر الإيواء والمساندة للنساء السجينات المفرج عنهن وضحايا العنف، تمكينهن,وتأهيلهن لإعادة الاعتبار لهن للاندماج في المجتمع.

وهي كالنور الذي بزغ من العتمة لفتيات عرفن الذل والمهانة والتهديد بالقتل، فوجدوا صدر الحنان «ماما عفراء» تخفف من روعهن وتوعيهن ليدافعن عن حقوقهن كإنسان له قيمة وهدف ورسالة ولم يخلق عبثاً.

قامت المحامية بعدة بحوث ودراسات عن المرأة المعنفة ووجدت في مشكلات النساء المفرج عنهن «عدم وجود العائل الاقتصادي»، الأمر الذي يدفعهن إلى العودة للسجن، برفضهن العودة إلى أسرهن خشية من القتل «جرائم الشرف الغائبة في النص القانوني»، ومعظمهن ضحايا مصيرهن الشارع ومصدر عيشهن التسول أو الاستغلال بشتى أنواعه.

التجربة الرائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استحقت عليها المحامية شهادة الشجاعة الدولية من الولايات المتحدة في يونيو 2007م كواحدة من أشجع عشر نساء في العالم، وقال نائب السفير الأمريكي السابق نبيل خوري حين سلمها شهادة الشجاعة الدولية «International Courage» نيابة عن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس:«المركز يقدم جهدا جريئا ومهما في المجتمع اليمني».

ومع ذلك لم تبادر المنظمات المانحة للدعم. وقد قدمت الإدارة التنفيذية أكثر من مشروع لاستمرارية المركز إلى أكثر من جهة مانحة و تأتي الردود بالثناء والإعجاب بالأفكار وتعتذر دون إبداء أي سبب وبأن «الأفكار تنفع للمستقبل؟».

فالقرار بألا يتم تمويل منظمات المجتمع المدني إلا عبر وزارة التخطيط والتعاون الدولي يغني عن معرفة بقية الأسباب المعروفة لدى الجميع».

فتيات يشذبن الأزهار
فتيات يشذبن الأزهار
إهمال بناء الانسان

وتقول المحامية عفراء:«بناء الانسان مهمل تماما في اليمن ، رغم أن اليمن بلد يعاني من تخمة منظمات المجتمع المدني فعددها خمسة آلاف ونيف وحال ووضع المواطنة لم يتغير بل يزداد سوءا وسبعة عشر عاما على فتح تأسيس المنظمات بمسميات كثيرة وأهدافها تجد قضايا المواطن وهمومه ومصائبه في واد ونشاط المنظمات في وادي آخر».

وتضيف:«بناء الانسان واجب المنظمات في غذاء العقل والروح: التوعية ، الثقافة، التأهيل، المشاركة والتمكين.. ولن يحدث ذلك إلا متى ما تم إشباع البطون الخاوية التي التهم الفساد قوتها قبل أن يلتهمه الفقر المزعوم! ربما أكون بنيت ولا أستطيع الجزم فيكفي أن تتعلم هذه الفئة الأبجدية ومبادئ عقيدتنا الإسلامية: عبادة ، فقه ومعاملات، والحقوق ، و تعرف حقها وواجبها فتصرح به وتناقشه، تختلط بالجماعة، تسأل، تكسر حاجز الخوف من المجهول وتستطيع مواجهة الغد».

وتشير إلى أن إثارة قضايا مهمة كمنح وثائق إثبات الهوية بالاستناد إلى الدستور والقوانين والمواثيق الدولية «بلا شك فإنه يزعج السلطات الثلاث؛ فردود الأفعال من عدم الاهتمام إلى منع فاعلي الخير والتجار من تقديم المساعدة، وحجب المنظمات المانحة، وافتعال المشاكل هو دليل على إرادة السلطات ببقاء وضع هذه الفئة كما هو عليه لأسباب هي تعلمها أكثر مني!! بلا شك أن منظمة GTZ تتوقع من الحكومة أن تتبنى المركز بعد انتهاء دورها فالحكومة الألمانية من أكثر الدول تمويلاً للمشاريع الحكومية؟؟ وحيث لا طاعة ولا سكون ولا صمت عن الحقوق لن تجد الدعم!».

حماية الأسرة والمجتمع من مخاطر التفكك والانهيار

أشار تقرير دولي دشن مؤخرا في جنيف إلى أنه يوجد في اليمن أطفال ونساء «ضحايا للإهمال والاستغلال من خلال تعرضهم للتمييز في مسارات الحياة ومراحلها ، بحرمانهم من الحصول على حقوقهم القانونية في الحماية والتعامل معهم وفق القوانين النافذة مشيرا إلى أن اليمن يأتي في ذيل القائمة الخاصة بمؤشر التنمية البشرية».

ومركز الإغاثة يعالج هذه المشكلات للحد من الانحرافات والجريمة وحماية الأسرة والمجتمع من مخاطر التفكك والانهيار.

يأتي المركز تحت الإطار القانوني المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث في عدن و تعتبر عفراء إحدى مؤسساتها وترأسه فخريا المحامية راقية حميدان والمشرفة العامة للمركز «المثل الأعلى لي في مهنة الدفاع عن الحقوق ورئيسته الفعلية أ. إحسان عبيد الداعمة للاستمرار في النشاط الإنساني ولها التقدير والعرفان بالجميل رغم ندمها الشديد مؤخرا على ذلك لعله الخوف علي، ومنسقة الإطار في المركز أ. رضية شمشير مهندسة مفاصل الدبلوماسية في التعامل مع الآخر و محاولتي التعلم ببطء شديد وغيرهن أعتز بمواقفهن معي وليعذروني إن لم أذكر أسمائهن و أعلى القائمة أسرتي الصغيرة - التي لم تكن قط عائقا لي أو محبطة لنشاطي والفضل بأكمله لله عز وجل».

فتيات المركز في زيارة سابقة لـ «الأيام» للتضامن
فتيات المركز في زيارة سابقة لـ «الأيام» للتضامن
وتقول عفراء:«بلى سيتم افتتاح مركز في صنعاء بالإسناد إلى اتحاد نساء اليمن العام (المكتب التنفيذي) ونحن النسوة في عدن مواطنات خارج حقوق المواطنة، وأود القول أن الريادة تحققت وسجلت في عدن وما تبقى فإنه استنساخ و تخشى السلطة استنساخ النسوة من المذكورات وغيرهن في عدن! لأنك لا تنتمي للحزب الحاكم ولا للمعارضة وتنتمي لإيمانك بمبادئك وقيمك كما فطرك الله عليها وبها ..(?أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا)».

إنها عفراء لا تخشى في قول الحق لومة لائم وإن عزلت لاتخاف كما علمتها منذ طفولتها جدتها ولها الفضل بعد الله على تلك الشجاعة ومحبة الناس.

وفقك الله في نضالك من أجل سعادة الإنسان كأول امرأة بين أشجع 10 نساء في العالم يقلن لا للظلم، والعنف ، وإهدار كرامة الإنسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى