عذرا رسول الله!

> «الأيام» عدنان سالم بن عويد /القطن - حضرموت

> لاشك أن من يرتكب جريمة من الجرائم، ولم يجد من يزجره أو يوقفه عند حده، فإنه يصر ويتعنت ويتمادى في جريمته، ويأتي بأكبر منها، متى ما أراد وكيفما أراد، دون أي حساب للآخرين، فقد شاهدنا وسمعنا الفعل الشنيع الذي قام به السفهاء عباد البقر (الدنماركيون) تجاه رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، أكرم من وطئت قدماه الثرى، وخير شفيع لنا يوم نلاقي ربنا، والذي رفع الله ذكره وشرح صدره وجعله الرحمة المهداة للعالمين، وأول من يدخل الجنة، يتطاول عليه خسة الخلق وأحقرهم وأنجسهم على الإطلاق بأن كرروا إساءتهم وحملتهم الشنيعة ضده عليه الصلاة والسلام خاصة، والإسلام والمسلمين بصورة عامة، بنشر الرسوم الساخرة، وسبه عليه الصلاة والسلام بكل جرأة ووقاحة، لكن هذه المرة أفضع وأشنع وأكبر من سابقتها بسبع عشرة صحيفة، نشرتها بحجة حرية الرأي! خسئوا وذلوا! لم يجدوا إلا رسول الله يجرحون في شخصه العظيم، وما جاء به من الحق، فالحقد والبغضاء قد ضاق بهم وعلا صدورهم، فأبدوه بكل حقارة وسخافة على صحفهم بأقلامهم اللعينة ومقالاتهم السخيفة.

لكن نحن ما دورنا كمسلمين، وما موقفنا تجاه هذه الحملة الشنيعة ضد رسولنا الكريم وديننا الإسلامي الحنيف، لاشك أن دورنا لايقتصر في أمر معين، بل يتشعب في أمور تكاد لاتحصى، وعلينا أن نبدأ أولا بإصلاح أنفسنا من الداخل قبل كل شيء، وليسأل كل واحد منا نفسه هل سيكون النبي عليه الصلاة والسلام راضيا عنه عندما يراه؟ عذرا رسول الله! فنحن المقصرون، إلا من رحم الله، ثم نبدأ بالأمر الذي هو أقل واجب نقدمه، وهو مقاطعتهم، ليس اقتصاديا فحسب، بل ومقاطعتهم فكريا وعقائديا أيضا لكي ننصر نبينا عليه الصلاة والسلام، ونذب عنه في كل زمان ومكان، بأي وسيلة كانت ولو بمقال بسيط، ولانريدها ثورة مشاعر تنطفئ نارها بعد حين، وننسى كل شيء، بل تبقى نارها مشتعلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. يا مسلمون لاتتخلوا عن نبيكم، وانصروه بقلوبكم قبل جوارحكم، فهو الذي أمركم بالمعروف ونهاكم عن المنكر، ودلكم على طريق الحلال ونهاكم عن سلوك طريق الحرام، ووضع عنكم أثقالكم وكل ما يضيق عليكم، فمن كان يريد الصلاح والفلاح فلينصر نبيه.

هذا هو نبيكم كما أخبر الله تعالى في كتابه، فإن تخليتم عن نصرته أنتم أهل الأرض، فالله سبحانه وتعالى لن يتخلى عنه.

عذرا رسول الله! مهما حاولنا أن نفيك حقك، فلن نفيك قدرك ومنزلك الذي شرفك الله به، ولكن أن تشارك خير من أن لاتشارك، فالأمر جلل، ولايحتمل السكوت عنه، وهذا جهد المقل.. وعذرا رسول الله!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى