إسفنجة مدير هام

> صالح حسين الفردي:

> لا شك، أن مجتمعنا اليوم طرأت عليه وتعمقت فيه الكثير من الظواهر السلبية المقيتة التي لم يكن يعرفها من قبل، ولكنها جاءت مع عصر الانفتاح الوطني الجديد، الذي حمل ثقافته وطرائقه وأساليبه المتعددة، وحيله وفهلوته وسمسرته، فبثها في جسم المجتمع وغذى بها شرايينه، فكان أن برزت أسماء كثيرة في عالم (البيزنس)، ملأت جيوبها، وضخمت أرصدتها- وفق ثقافة الانفتاح- من خلال أدوار خاصة تقوم بها هذه الشخصية المنفتحة- المنتفخة- أو تلك، الباثة سمومها، الغازلة ألاعيبها، في الجسد الوظيفي، دون وازع من ضمير أو دين، معتقدة أن مثل هذه الأدوار كفيلة بوضعها في بوتقة المجد الحياتي، ورسمها في لوحة الحضور المجتمعي، متناسية أن مثل هذا الشطط الذي تذهب إليه والنزوع المريض الذي تستعذبه لإراقة ماء الوجه وكحل الحياء ليس مقصيا لها من بوتقة الروح الثقافية والحضارية الخالصة، وإنما هو السقوط الذي لا قرار له حتى وإن ظن أن ما تجنيه يداه من تحت الطاولة وفق (فواتير اليوم التي شملت كل شيء من الأكلة الدسمة حتى سمسرة الشراء وتأجير المركوب والتكليف بمهام، ولو عاده من عندك الشغلة كلها، يا سلام سلم، وصفي يا محاسب صفي).

والغريب في مثل هؤلاء استعدادهم الدائم لتلقي صدمات المدير منه وعنه وفق التكليف المتفق عليه، شفاهة وتلميحاً، وكله بأجره، على قاعدة توزيع الأدوار، التي يتقنها ويتحرفن فيها وإلا البديل جاهز ومن مثلك كثير، والطرد من نعمة المدير قاب قوسين أو أدنى منه، لذا نجد مثل هذه الشخصية لا تكل ولا تمل عن السعي الحثيث لتطبيب خواطر الموظفين المتذمرين من مديرهم القاسي المتجهم الذي لم يعد له قبول ولا مصداقية لديهم، بعد أن شفط كل شيء، وهنا يتكثف دور صاحبنا ويصبح حمامة السلام المحلقة بجناحيها في فضاء المكان، وتخترق حجب الدخان ، وتمارس الألاعيب التي تتقنها في وضح النهار، فالمدير إلا غلبان وهو اليوم وغداً تعبان، ويبذل الجهود لتوفير الضمان، ومتابعة أهل صنعاء في ما تبقى وما كان، فحرام عليكم هذا الجحود والغليان، دعوه يتفرغ لما هو عظيم شأن ، وفي أثناء اندماجه في هذا الدور يبقي على دوره الأساس في التقاط كل ما يثلج صدر مديره الذي وصل إلى هذا المكان دون شهادة علمية وخبرات مهنية وإتقان، ولكنها ضربة حظ في المليان، هنا يمد مديره بما لديه عن فلان وفلتان، وهات يا (....) وهو يعلم أن جلسة ما بعد العصر ومضغ وريقات القات والتخطيط في الفاضي والمليان كل هذا بحاجة إلى (هريه) تطول ولا تقصر، وهات كمان وكمان، ولابد أن يضحك المدير وإلا كانت مهمة فاشلة ويبقى المدير ضبحان وتمر العصاري (ما لبوها سهب) وهكذا تمر أيامه صغير الشأن، والسلام ختام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى