الهدوء يعود الى مخيم عين الحلوة الفلسطيني بعد اشتباكات بين فتح وتنظيم اصولي

> صيدا «الأيام» محمود زيات :

>
خيم الهدوء قبل ظهر أمس السبت على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا في جنوب لبنان، غداة اشتباكات وقعت ليلا بين انصار لحركة فتح واسلاميين في تنظيم جند الشام الاصولي، ما يكشف مجددا هشاشة الوضع الامني في المخيمات الفلسطينية التي لا تنتشر فيها قوى الامن اللبنانية.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان ان حركة السير كانت شبه عادية في المخيم وعادت جميع العائلات التي كانت غادرته ليلا بعدما فضلت تمضية الليل في بعض المساجد القريبة في صيدا المجاورة، وذلك هربا من الاشتباكات التي استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ولم ينتشر عناصر الكفاح المسلح (الشرطة الفلسطينية) بعد في منطقة الاشتباكات بحسب ما تم الاتفاق عليه مساء أمس الأول، فيما شوهد عناصر من حركة فتح ينتشرون بكثافة في كل انحاء المخيم وحتى في المنطقة التي شهدت اشتباكات، بحسب مراسل فرانس برس.

واكد مصدر فلسطيني ان اربعة جرحى سقطوا في هذه الاشتباكات، بينهم عنصر من فتح،ولم يبلغ عن سقوط قتلى.

واعلن ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في حديث صحافي ان مخيم عين الحلوة "استعاد هدوءه، وان الذين افتعلوا الاحداث لهم سوابق وهم مطلوبون من الاجهزة الامنية اللبنانية".

ووصف زكي تنظيم جند الشام بانه "حالة اندحرت وانتهت وتخلت عنه كل القوى بعد احداث نهر البارد"، في اشارة الى الاشتباكات التي دارت العام الماضي بين تنظيم فتح الاسلام الاصولي والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد في شمال لبنان ما ادى الى سيطرة الجيش على المخيم بشكل كامل بعد تدميره ومقتل 400 شخص بينهم 168 جنديا لبنانيا.

واوضح مراسل وكالة فرانس برس ان الاشتباكات وقعت في حي صفوري داخل المخيم، ما ادى الى احتراق منزلين في شكل كامل واصابة عشرات المنازل والمحال التجارية باضرار متفاوتة.

وقام عدد من سكان المخيم، وبينهم نساء، أمس السبت باقفال الطريق الرئيسية في سوق الخضر داخل المخيم بالحجارة والتراب، تعبيرا عن احتجاجهم على هذه الاشتباكات،واطلقوا شعارات نددت بكل من يحمل السلاح داخل المخيم ويشارك في اشتباكات داخلية.

وسمع اطلاق نار في وسط المخيم قبل ظهر أمس السبت ما احدث حالة ذعر بين السكان الذين اعتقدوا ان الاشتباكات تجددت، ولكن تبين ان شخصا عاد ليتفقد منزله في منطقة الاشتباكات فوجده محروقا بالكامل، ما دفعه الى اطلاق النار في الهواء تعبيرا عن غضبه.

وقام العقيد منير المقدح قائد الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان والذي يعتبر بمثابة الشرطة الفلسطينية في المخيمات، بجولة داخل المخيم شملت المناطق التي شهدت اشتباكات.

وقال المقدح في تصريح لوكالة فرانس برس "اول خطوة قمنا بها كانت ضبط الوضع الامني وسحب المسلحين من المنطقة التي شهدت اشتباكات، على ان يتم العمل خلال الساعات المقبلة على نشر قوة من الكفاح المسلح".

واضاف انه سيتم تعزيز قوة الكفاح المسلح بعناصر من فصائل منظمة التحرير "لتكون قادرة على الانتشار في كل ارجاء المخيم وخصوصا في المنطقة التي شهدت اشتباكات".

وتابع المقدح "اتخذنا ليلا كل الاجراءات الامنية لضبط الوضع الذي يعود تدريجا الى حالته الطبيعية".

واكد ان "هذه الاحداث مستنكرة، ولن نسمح بتكرار تجربة نهر البارد في المخيمات وخصوصا في مخيم عين الحلوة".

وكانت الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة عقدت اجتماعا ليل الجمعة السبت وتوصلت الى وقف لاطلاق النار بدأ تطبيقه اعتبارا من منتصف الليل (22:00 ت غ).

واوضح مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس مساء أمس الأول ان الاشتباكات اندلعت على خلفية قيام حركة فتح بتوقيف احد افراد تنظيم جند الشام وتسليمه الى الجيش اللبناني للاشتباه ب"تنفيذه هجمات بالقنبلة داخل المخيم وخارجه".

ويعتبر مخيم عين الحلوة اكبر مخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويناهز عدد سكانه 45 الف نسمة ولا تنتشر داخله اي قوى امنية لبنانية مكتفية بالانتشار حوله.

وسبق ان اعلنت مجموعة جند الشام في تموز/يوليو الفائت حل نفسها، علما ان الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا تتهمها بانها اداة في يد الاستخبارات السورية.

وتتألف هذه المجموعة من فلسطينيين ولبنانيين بينهم خارجون على القانون. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى