صفية العمري .. صدق الأداء وبراعة التقمص

> «الأيام» مازن فؤاد توفيق:

يحلو للبعض أن يسميها «نازك السلحدار» تلك الشخصية التي لاتزال عالقة في أذهاننا حتى الآن، إنها الفنانة المتألقة صفية العمري التي استطاعت بأدائها البارع لشخصية نازك السلحدار في المسلسل الشهير «ليالي الحلمية» أن تستولي على مشاعر وأحاسيس الملايين من الأسر العربية بتفردها في تقديم تلك المرأة قوية الشكيمة الارستقراطية العواطف والطباع والتكوين.

والفنانة صفية العمري كانت قد قدمت من قبل شخصية زوجة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في مسلسل «الأيام» مع العبقري الراحل أحمد زكي وإخراج الراحل المبدع يحيى العلمي وجسدت الفنانة صفية العمري شخصية تلك المرأة الفرنسية القادمة من باريس لتحيا مع ذلك الكاتب الموهوب وكانت وراء إبداعاته وتفجر مواهبه، فقد كانت تلك المرأة وراء ذلك العبقري الذي قهر الظلام وأصبح عميداً للأدب العربي، وقد أدت صفية العمري الدور ببراعة شديدة وهي فنانة شغوفة بالأعمال التي ترتبط بـالشخصية وتقمصها إذ تقول: «أحببت هذا اللون من الأداء وقد استهواني منذ البداية».

وصفية العمري فنانة تعشق فنها وأخلصت له، فقدمت العديد من الأدوار المهمة خلال مشوارها الفني المتميز، فمن منا لا يتذكر دورها في فيلم «المواطن مصري» مع المخرج العظيم الراحل صلاح أبوسيف فقد أدت دور زوجة العمدة الانتهازية هو دور له أكثر من دلالة اجتماعية وعاطفية وأنثوية، ويكفي قول المخرج صلاح أبوسيف بأن «صفية العمري أهم ممثلة في جيلها»، وصفية العمري لها العديد من الأفلام السينمائية المهمة وقد تكون عند البعض أدواراً ثانوية، ولكنها أدوار مهمة في صلب الموضوع لا يمكن للفيلم أن ينجح إلا بها وبإتقانها الشديد في تقمص الشخصية، وقد نجحت صفية العمري بامتياز في العديد من الأدوار التي أسندت إليها، ففي فيلم «حب لايرى الشمس» وهو من إخراج المبدع أحمد يحيى قدمت صفية العمري دور الزوجة المخلصة المحبة لزوجها على الدوام، ولكنها لا تنجب منه، فيأمر أبو زوجها ابنه بالزواج من غيرها وتحقيق رغبته في أن يرى حفيده قبل موته، في هذا الفيلم قدمت صفية العمري أصدق مشاعرها في هذا الدور؛ صدق في الأداء إلى دور الإبهار في تعاملها مع الشخصية حتى أن المخرج أحمد يحيى صفق لها أكثر من مرة أثناء تصوير مشاهد الفيلم، كذلك لاننسى دورها في فلم «ليل وخونة» مع النجمين الكبيرين محمود ياسين ونور الشريف وإخراج الراحل الكبير أشرف فهمي. الفنانة صفية العمري لايزال لديها شحنات فنية هائلة لم تستغل بالشكل المطلوب من قبل المخرجين، ففي داخلها طاقات لم تتفجر بعد ونحن بانتظار أعمال وأدوار تفجرها إبداعاً وتألقاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى