المسيحيون يحتفلون بالفصح في السودان لكنهم لا يزالون يعانون التفرقة

> الخرطوم «الأيام» جيني ماثيو :

>
احتفل عشرات الاف المسيحيين في السودان أمس الأحد بعيد الفصح في الخرطوم رغم استمرار معاناتهم من التفرقة في هذا البلد ذي الغالبية المسلمة، وذلك بعد ثلاثة اعوام من اتفاق سلام اقر بحقوقهم.

ويضم السودان اقلية مسيحية كبيرة تعيش خصوصا في الجنوب والعاصمة. ويقول المسيحيون انهم استعادوا حرية ممارسة معتقدهم الديني منذ اتفاق السلام الذي وقع العام 2005 وانهى 21 عاما من الحرب الاهلية في الجنوب.

لكن القيود لا تزال مفروضة. ويقول رجال الدين ان المدارس الرسمية لا تزال تحظر تدريس الانجيل فيما لا تمنح الشركات واصحاب العمل اجازات للمسيحيين في اعيادهم الدينية مع استمرار منع النساء غير المحجبات من الدراسة في جامعة الخرطوم.

وثمة ايضا قيود على تشييد الكنائس. كذلك، يبدي عدد من رجال الدين المسيحيين قلقهم حيال توقيف نساء بسبب ملابسهن.

وقال الاب سيلفستر توماس المسؤول عن كاتدرائية جميع القديسين في الخرطوم ان الاحتفال بالفصح، عيد قيامة السيد المسيح، يشكل ايضا مناسبة "للتفكير في معاناة طائفتنا".

وكان شرطيون القوا في 31 كانون الاول/ديسمبر 2006 قنابل مسيلة للدموع في قلب الكاتدرائية خلال قداس راس السنة، ما اسفر عن اصابة ستة مصلين. وقالت الرواية الرسمية ان الشرطيين كانوا يقومون بمطاردة اشخاص.

واضاف توماس ان الاجهزة الامنية نبهت الاسبوع الفائت المسؤولين عن الكاتدرائية الى احتمال تعرضهم لهجمات من قبائل عربية اثر مواجهات بين بدو رحل ومتمردين جنوبيين سابقين.

وبحسب معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه)، يشكل مسيحيو السودان خمسة في المئة من مجموع السكان الذين يناهز عددهم 39 مليونا. ويقول رجال دين ان نحو مليوني مسيحي ومعظمهم من الكاثوليك والانغليكان، يعيشون في الخرطوم.

ويتوقع ان يشارك خمسة الى عشرة الاف من اتباع الكنيسة الانغليكانية في يوم صلوات واحتفالات الاثنين.

واوضح الاب روكو تبان الذي سيترأس تلك الاحتفالات في كاتدرائية القديس متى القريبة من القصر الجمهوري، انه سيشدد هذا العام على اتفاق السلام الهش.

وقال "مصلحتنا الاساسية ان يتم الحفاظ على السلام. ونأمل الا يتقاتل الناس بعد اليوم".

ولاحظ ان "عددا كبيرا من المسيحيين السودانيين المتعلمين يدركون حقوقهم ويناضلون لفرض احترامها"، مضيفا "انهم يريدون المساواة مع المسلمين ويرفضون اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية في بلادهم".

ويتعامل متطرفون مسلمون احيانا مع مسيحيي السودان بوصفهم "تابعين" للغرب، ما يؤدي الى توتر العلاقات بين الجانبين.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2007، اوقفت مدرسة بريطانية وحكم عليها بالسجن 15 يوما بتهمة اهانة السلام ثم تم العفو عنها. لكن تداعيات القضية طاولت المسيحيين.

وذكر الاب توماس ان "متطرفين ارادوا احراق كنيستنا والمدرسة وهددوا مواطنينا بالقتل".

واضاف "في كل مرة تحصل قضية مماثلة، ينتهز متطرفون الفرصة لتكرار تهديداتهم بحق الطائفة المسيحية".

واسفرت الحرب الاهلية عن مقتل اكثر من مليون ونصف مليون شخص منذ اندلاعها في العام 1983 عندما طالب سكان الجنوب وغالبيتهم من المسيحيين بالمساواة في مشاريع التنمية الوطنية.

ورغم ارساء السلام في شكل واسع منذ اتفاق 2005، يستمر التوتر بين الشمال والجنوب. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى