كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> تلقيت رسالة المواطن سامي حسين سالم، وارتأيت أن تأخذ طريقها للنشر.. يقول فيها:

«الأستاذ القدير عبده حسين أحمد.. بدءا تقبل تحياتي واحترامي الشديدين من قارئ مولع بقراءة صحيفة «الأيام» إلى حد الإدمان.. ومن الطبيعي متابعتي الدائمة لعمودكم (كركر جمل)، كنتيجة لإعجابي بالطرح لمختلف القضايا المرتبطة بالناس ووضع الرؤى في سبيل معالجتها.. وفيما يخص دعوتكم القارئ للجراءة والإسهام لطرح أفكاره فقد أحببت الاستجابة رغبة مني في المشاركة وتبادل الآراء.

لعلني أجدك مصيبا في أنه لايمكن أن يكون هناك رأيا واحدا في كل شيء.. وأنه لابد للرأي من أن يتغير ويختلف باختلاف الظروف والناس ومقدار ما يكتسبونه من علم ومعرفة من خلال حياتهم العملية والعلمية بمقدار مثابرتهم وشغفهم بالمعرفة.

> واسمح لي هنا أن أضيف أن للمجتمع شديد الأثر على مستوى التفكير لدى الفرد.. فيما ثبت عمليا من خلال التأثير القبلي الحاصل في مجتمعنا الذي نعيش واقعه كل يوم.. فهناك أفراد بالرغم من تبؤهم أعلى المراتب العلمية والعملية ومنهم أساتذة وأكاديميون إلا أنهم لم يستطيعوا التحرر من أفكارهم وتعصبهم القبلي خلال ممارساتهم وسلوكياتهم.. وهذا يقودنا إلى أنه من الصعب تعايش الفرد في غير المجتمع الذي تربى وعاش وترعرع فيه لعدم قدرته كفرد على التأثير في المجتمع، مما لايجعل له مناصا غير العودة للعيش في المجتمع الذي ألف عاداته وتأثر بثقافته.. كما أن هناك الكثير من العوامل المؤثرة فكريا على مستوى الأفراد والجماعات يطول الحديث عنها، كونها كثيرة وبحاجة إلى دراسة وأبحاث.

> وعن نظرتي لما آلت إليه حياتنا من واقع أمر من العلقم، وبالرغم من عتامته، إلا أن أملي كبير في المستقبل.. وماهذا الحراك والاعتصامات الحاصلة إلا حصيلة لما يمارس ضد أرض الجنوب وأبنائه الطيبين من جور وظلم ونهب وسلب وقهر وتجويع وإلغاء وهدم لهوية الأرض والإنسان بأساليب مدروسة ومحكمة التنفيذ.. وعليه فإن التغير آتٍ بلا ريب.. ومانيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

> وأختلف معكم هنا، مع احترامي الشديد جدا لشخصكم فيما قلته، حول رؤيتك الغيوم، وأنك لاترى ظلا.. فلا يجدر بك أستاذي القدير أن تتشاءم بهذا القدر، وأنت من علمنا من خلال كتاباتك الأمل في غد جميل، وأنه لاحياة بلا أمل.. وصدقني، إن بعد العسر يسرا، ووحدها المعاناة تفرض التغيير، والمستقبل لو لم يكن لنا، فلنبنه لأبنائنا ليفخروا بنا.

> أما الديمقراطية فإنني أرى أن نطمح إليها.. ولكن أي ديمقراطية نبتغي؟ نريد ديمقراطية الحرية والعدالة والمساواة وليست الديمقراطية الديكتاتورية المصادرة للحريات والعدالة والمساواة والمفاهيم الأخلاقية المستغلة من قبل السلطة في تحقيق مشروعية حكمها الآتية بها عن طريق انتخابها بالالتفاف الديمقراطي على المجتمع المحلي والخارجي.. وكلنا نعرف كيف يساء استخدامها.. فالديمقراطية إذا لم تصلح النية في تطبيقها لأجل مبادئها التي جاءت من أجلها تصبح سلاحا ذا حدين من الممكن أن تضر وتنفع في آن واحد.

> في الأخير، قمت بطرح بعض أفكاري كما طلبت إسهاما متواضعا مني، والفضل يعود لكم في تشجيعي، ويهمني معرفة وجهة نظركم، وساكون شاكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى